علامات استفهام كثيرة حول كيفية فتح باب الاحتراف الخارجي فى أوروبا للاعبين المصريين من أجل بناء منتخب قوي قادر على تمثيل الكرة المصرية فى المحافل الدولية أسوة بتجارب دول أفريقيا وسعيها فى احتراف اللاعبين بأعداد كبيرة مما زاد من قوة هذه المنتخبات، الفترة السابقة شهدت تفضيل مصلحة الأندية على مصلحة الكرة المصرية بتقديم الإغراءات المالية للاعبين للبقاء مع أنديتهم، وعدم التشجيع للخروج لخوض تجربة الاحتراف الخارجي والاحتكاك بمدارس متطورة تصنع الفارق مع اللاعبين والمنتخبات المصرية. طموح اللاعبين سبب رئيسي فى ارتفاع مستوى لعبة كرة القدم، ولكن يصطدم الطموح والرغبات بالإغراءات المالية الكبيرة من الأندية مما يسهم فى تعقيد عملية الاحتراف، والمغالاة سواء ماليا أو فرض شروط فى بنود التعاقد على عكس أندية إفريقية كثيرة تسعى لترويج واستثمار لاعبيها وتكوين منتخبات قوية كما هو حال منتخبات المغرب والجزائر والكاميرون وغانا وغيرها، ولدينا العديد من التجارب الاحترافية التي لم تكتمل مسيرة الاحتراف بالعودة مرة أخرى للشهرة والمال فى الدوري المصري، مثل حسام غالي ومحمد شوقي وإبراهيم سعيد وعمرو زكي ومتعب وأحمد فتحي وجدو، وتفاوتت مسيرة كل منهم عن الآخر، قبل أن يظهر محمد صلاح الذي أبهر العالم بمهاراته والتزامه، ومحمد النني المتميز مع أرسنال، وأحمد حجازي وتريزيجيه ومرموش وغيرهم من اللاعبين الجادين. وفى نفس الوقت أثير رفض النادي الأهلي فكرة احتراف محمد الشناوي حارس مرمى الفريق علامات استفهام، بعد تلقي أكثر من عرض احتراف خارجي خلال الفترة الماضية، أبرزها من نادي النصر السعودي، ونادي ويجان الإنجليزي، وأشاد النادي بموقف الللاعب، بعد رفضه الاحتراف فى الدوري الإنجليزي الذي هو حلم للجميع، كما أعلن نادي الزمالك عن انتقال إمام عاشور إلي فريق ميتلاند الدنماركي وجرت عدة محاولات لإقناع اللاعب البقاء بين صفوف الفريق إلا أن رغبته فى الاحتراف جعلت النادي يوافق على العرض المقدم إليهم. وعن طرق الاستفادة من احتراف اللاعبين المصريين، يقول علي أبو جريشة نجم مصر والنادي الإسماعيلي إن استفادة الأندية من احتراف عدد كبير من اللاعبين بالتسويق الجيد والاستفادة المالية الكبيرة من البيع للأندية الأوروبية مع وضع بند فى التعاقد بالاستفادة بنسبة فى إعادة البيع، مثل محمد صلاح يستفيد المقاولون العرب من بيع اللاعب لأي ناد وبذلك يستفيد النادي ماليا ويستطيع جلب لاعبين جدد وتطوير قاعدة الناشئين للبحث عن لاعبين والاعتماد عليهم فى الدوري المحلي والبطولات القارية. وفى نفس السياق، يقول الدكتور طه إسماعيل نجم الأهلي السابق، إن عملية احتراف اللاعبين تعود لعملية العرض والطلب واحتياج الأندية لهم نظرا للبطولات المشاركة فيها، فتجد الدوري السعودي يصل عدد اللاعبين المحترفين إلى 8 أجانب مع كل فريق نظرا للقدرة الشرائية لكل ناد، فمن الممكن احتراف لاعبين متميزين ويتم تعويضهم بآخرين أجانب، ومن ثم الاستفادة ستعود على المنتخب وعلى الأندية. بينما يرى حمادة المصري، عضو اتحاد الكرة الأسبق، أن البداية تأتي من قطاعات الناشئين وتنظيم مسابقات قوية تفرز لاعبين لديهم القدرة على خوض تجربة الاحتراف فى الدوريات الأوروبية، وهناك أجيال كثيرة كانت لديها الإمكانيات لخوض التجربة ولكن لم يتم استثمار قدراتهم وفتح باب الاحتراف لهم، وأضاف المصري أنه حاليا نعاني بسبب قلة المواهب الموجودة فى قطاعات الناشئين والمنتخبات المصرية.