لابد أن نضع فى الحسبان ونحن نحتفل بالذكرى ال 49 لنصر حرب أكتوبر المجيدة أن هناك الكثير من النشء الصغير والشباب وممن لم تتجاوز أعمارهم 46 و47 سنة لا يوعون شيئًا عما حدث فى يوم 6 أكتوبر 1973.. وكل ما يعرفونه هو أنه يوم يحصلون فيه على إجازة.. وأن من لديه منهم معلومات عن هذا الانتصار فهى سماعية وسطحية ولا ترتقى لمستوى الحدث ولا تتناسب مع قدر الملحمة الأسطورية، التى قدمتها قواتنا المسلحة من أداء وتخطيط يفوق الخيال واللا معقول. والواقع هم معذورون لأن القائمين على التوعية والتنشئة أمثال وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى والشباب والدراما لم يقوموا بالدور الواجب عليهم فى تعريف الأجيال المتعاقبة بما حدث فى مثل هذا اليوم.. وبما قامت به قواتنا المسلحة من ملحمة أذهلت العالم كله ويتم تدريسها حتى يومنا هذا فى كبرى الأكاديميات العسكرية بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية.. بعبورها أصعب مانع مائى واقتحامها لأضخم ساتر ترابى والمسمى بخط "بارليف"، الذى صورته إسرائيل بأنه حصنها الحصين.. ووصفه الأمريكان – وقتها – أنه يحتاج إلى قنبلتين نوويتين لكى يتم اقتحامه لتقتحمه قواتنا بفكرة بسيطة لضابط مهندس باستخدام مضخات المياه ويتم العبور فى 6 ساعات فقط وسط ذهول العالم. وهو ما يدعو لضرورة تعريف النشء الصغير والأجيال المتعاقبة بهذا الحدث الأسطورى حتى لا يقعوا فريسة للشائعات المغرضة، التى تطلقها جماعة الإخوان بين الحين والآخر للتقليل من هذا الانتصار. والحقيقة أن الأمر يتطلب عمل فيلم مصرى يتناسب مع حجم هذا الانتصار الأسطورى ويحكى ما قام به أبطالنا من القوات المسلحة.. وفى نفس الوقت يخلد أسماء أبطال هذا الانتصار بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات حتى تتعرف الأجيال المتعاقبة على المعجزة التى حدثت فى أكتوبر 1973ونذكر أبناءنا وأحفادنا بما حدث.. كما يتطلب الأمر تضمين المناهج الدراسية مثل التاريخ والتربية الوطنية فصولاً كاملة عن هذا الانتصار وكيف تم التخطيط له؛ ليتعلم الشباب أنه لا مستحيل مادامت الإرادة موجودة. وأقترح أن تخصص المدارس والجامعات هذا الأسبوع للشرح والتعريف بما حدث فى هذه الحرب وما شهدته من بطولات خارقة.. وعرض للأفلام والصور للعبور.. واستضافة أبطال هذه الحرب الذين منهم على قيد الحياة أو من عاصروها ليحكوا عن هذه الملحمة مع إذاعة الأغانى والأناشيد الوطنية التى عاصرت هذه الحرب مثل "بسم الله" و"على الربابة أغنى" وغيرها؛ ليعيش النشء الصغير أجواء هذا اليوم لما له من أهداف سامية فى زرع الانتماء والولاء لديهم وتعليمهم أن التخطيط الجيد والسليم هو الطريق للنجاح والنصر.. وأنه ليس هناك شىء اسمه مستحيل مادمت الإرادة موجودة.