ذكرتنا وفاة طفلة السينما المعجزة، فيروز، والتى اختارت اعتزال الفن والابتعاد عن الأضواء، بعد أن اكتشفت أن الجمهور لا يريد أن يشاهدها سوى فى صورة الطفلة «القطقوطة»، وأنه لم يتقبلها فى أفلامها الأربعة وهى شابة، بنجمات كبيرات اخترن الابتعاد عن الفن حتى يحافظن على صورهن المشرقة فى عيون ووجدان الجماهير. ومن تلك النجمات، قيثارة الشرق الراحلة ليلى مراد، وعدد قليل جدا من النجمات مثل هند رستم وبرلنتى عبدالحميد ضربن مثالًا يحتذى حول ضرورة اعتزال الفنان فى عز تألقه ونجوميته، وقبل أن ينصرف عنه الجمهور ويلفظه المنتجون ويقولون له «كفاية حرام» على طريقة جماهير كرة القدم. وبدلا من أن يتسلل إليه الزهايمر، ويفقد السيطرة على كلماته أمام خبث بعض رجال الصحافة والمذيعين الذين قد يدفعونه لأن يقول كلمات أو تصريحات يندم عليها، ويدفع الكثيرين للتساؤل عن السبب فى إصابة بعض النجوم بانفلات اللسان إلى درجة «الهلوسة». فهل هى شهوة الشهرة والأضواء التى لا تنطفئ أبدا مع مرور الزمن..أم هو العجز والخرف الذى يدفع الناس فى خريف العمر للاعتراف بأشياء تدينهم وتفضحهم وتهز ثقة الناس بهم، وتعرض مكانتهم الفنية والاجتماعية للدمار، وتجعلهم هدفا للانتقادات اللاذعة وهجوم الصحافة وشماتة الشامتين. والبعض يؤكد أن هذه العادة موجودة ومعروفة منذ زمن طويل فى الوسط الفنى، ويضربون مثالا بالفنان الكوميدى الراحل عبد الفتاح القصرى الذى اشتهر بأدوار ابن البلد، رغم أنه ابن لجواهرجى ثرى وخريج مدرسة «الفرير» الفرنسية، ويقولون إنه تعرف فى أواخر حياته على فتاة فى سن أحفاده سلبت عقله وأنفق عليها كل ما يملك، واكتشف أنها كانت تخونه مع «طوب الأرض» ومع ذلك تمسك بها، وظلت حالته تتدهور حتى فقد بصره، ومات مفلسا لا يملك حتى ثمن «الكفن»! وعلى الجانب الآخر هناك نجمات ونجوم كبار حافظوا على تاريخهم الفنى وصورتهم المشرقة لدى الناس، واعتزلوا وابتعدوا عن الأضواء فى الوقت المناسب، ومعظمهن من جيل نجمات الزمن الجميل والعصر الذهبى للفن الراقى مثل سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة، وسمراء النيل مديحة يسرى «شفاها الله وأطال فى عمرها» والمحترمة شادية وقيثارة الشرق الراحلة ليلى مراد وصاحبة الصوت الحنون نجاة..ونماذج أخرى تثير سؤال لا يجد إجابة حتى الآن..وهو متى يعتزل المبدع أو الفنان الشهرة والأضواء ..ولماذا يفقد البعض توازنهم وأحيانا عقولهم حين تنحسر عنهم النجومية؟!