كلما مررت فى شارع صلاح سالم أنظر إلى اللوحة ذات الأرقام الحمراء المعلقة أعلى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والتى تنشر رقميًا عدد سكان مصر المحروسة، وكلما يزداد عدد السكان مولودًا فى أقل من 15 ثانية، ينتابنى شعور أن هذه الأرقام لقنبلة موقوتة لا يعلم أحد متى ستنفجر! وفى حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى للندوة التثقيفية العشرين للقوات المسلحة يوم الأحد الماضى أكد أن هناك تحديًا ضخمًا وهو النمو السكانى، وهو الأهم فى المرحلة المقبلة، فلا تزال نسبة 2.5 مليون مولود فى السنة تحتاج إلى الكثير من الكلام، فهذه النسبة تحتاج إلى المدارس والعلاج والوظيفة والسكن والطرق، وهو بالفعل أمر خطير، ويجب أن يتم الحديث فيه بمحمل الجد حتى لا تكون عقبة أمام التنمية، وحتى يشعر المواطن بالتغيير. وفى إحصائية رسمية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى أول يناير 2014 بلغ عدد السكان 85.7 مليون نسمة، منهم 43.8 مليون من الذكور، 41.9 مليون من الإناث. وفى فبراير الماضى أعلن مؤشر الجهاز المركزى للتعبئة وصول عدد السكان إلى 88 مليون نسمة، وقد كشف اللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن معدل المواليد فى مصر فى زيادة مطردة، حيث وصل إلى 2.6 مليون سنويًا، بمعدل مولود كل 15 ثانية، محذرًا من أن الزيادة السكانية ستلتهم أى محاولات للحكومة لرفع معدلات النمو. وفى قراءة سريعة للأرقام نجد أن منطقة الصعيد تمثل 25% من معدل السكان إلا أن معدل المواليد يرتفع إلى 42% وأن نصف سكان مصر أقل من 25سنة أى نحو 45 مليون مواطن. وتنبئ معدلات الإنجاب الحالية بوصول عدد السكان إلى 120 مليون نسمة بحلول عام 2030 ليصل إلى 160 مليونا عام 2050 وهو رقم صادم وخطر داهم يهدد مستقبل مصر والمصريين. وتتوقف سرعة النمو السكانى على السلوك الإنجابى للمرأة، فالنساء الفقيرات يتزوجن فى سن مبكرة مقارنة بالفئة الأكثر تعليمًا والأرقى فى المستوى الاقتصادى، ولا شك أن الاستثمار فى تعليم الفتيات وتقديم الرعاية الصحية لهن أمر مهم للوصول لأسر أقل عددًا. فاستمرار معدلات النمو السكانى سيؤدى لتعميق المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وتعثر عملية التنمية، وبالتالى ارتفاع معدلات البطالة والفقر، التى يترتب عليها زيادة معدلات الجريمة وأطفال الشوارع وتراجع جودة الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطنين. والملاحظ الآن أن جهود التوعية بمخاطر الزيادة السكانية توقفت فى الأعوام الأخيرة وما تبقى منها غير مؤثر. ll رقم صادم آخر جاء فى تصريحات اللواء شريف الروبى مدير الإدارة العامة لمباحث تنفيذ الأحكام أنه منذ بداية العام الحالى نجحت الإدارة فى تنفيذ «5» ملايين حكم من إجمالى «10» ملايين حكم. لو تعرف أحد المحكوم عليهم وهارب من تنفيذ أحكام اتصل برقم هاتف 24884411 أو 24845453!!