رغم مرور أشهر معدودة على افتتاحه إلا أنه حقق نجاحًا كبيرًا فى التصدى لسيل الفتاوى التى يوصف بعضها بالمخالفة لصحيح الدين. وجاء الهدف من تدشين «مرصد التكفير» فى رصد الفتاوى التى تصدر بين الحين والآخر والرد عليها من خلال علماء الأزهر المتخصصين وبيان الحكم الشرعى وتحذير المواطنين منها، وذلك بالتصدى للأفكار والفتاوى الغريبة على الواقع المصرى كالتى يتبناها تنظيم داعش والجماعات الإرهابية التابعة له. .. وكانت آخر الفتاوى التى أطلقها تنظيم القاعدة مؤخرا ورد عليها المرصد طالب التنظيم بضرورة ردم «قناة السويس» وإغلاق «مضيق باب المندب». حيث أوضح المرصد فى رده بأن التيارات والجماعات التكفيرية على اختلاف مشاربها ترى فى أى منجز حضارى أو تنموى عددًّا لها يجب القضاء عليه.. وتابع المرصد فى رده أن هذه التنظيمات الإرهابية ترى الأمور عكس ما يراها الجميع.. حيث ادعت بأن فتواها بضرورة ردم قناة السويس القديمة والجديدة وغلق ممر باب المندب إنما هو لتفويت الفرصة على الأعداء من الإفادة من هذا الممر الاستراتيجى. وشدد المرصد على أن الإعلام منارة للتنمية والرقى والعمران الحضارى، وهى عقيدته الأساسية التى تتمثل فى الأمر الإلهى بإعمار الأرض. وأثنى الدكتور محمود مهنى عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ بجامعة الأزهر على فكرة المرصد، موضحًا أنه سيكون مفيدًا للإسلام والمسلمين فى ظل المخاطر التى تحدق بالأزهر والمجتمع، بسبب فتاوى مشايخ الفضائيات الذين يتصدون للفتوى وفق أهوائهم وأهواء مالكى هذه المحطات، والإضافة إلى فتاوى أخرى تبيح القتل والعنف والإرهاب، وغير ذلك من الفتاوى التى تصدرها جماعات العنف والتى تكفر الناس. وأشار إلى أن دار الافتاء ترد على الفتاوى التى يسأل عنها المسلمون، لكن المرصد يتركز دوره الرئيسى فى الرد من خلال علماء مؤهلين على الفتاوى الشاذة التى تتعارض مع تعاليم الدين. وشدد الأستاذ بجامعة الأزهر على أن هذا المرصد تأخر كثيرًا مشيرًا إلى أن دور مؤسسة الأزهر هو الرد على الفتاوى التى تزعم استنادها إلى الدين وتحاول إضفاء شرعية على الإرهاب وتفنيدها والكاشف عن نواياها الخبيثة والمدمرة وتوعية الناس منها بالحجة والدليل من صحيح الدين موضحًا أن الدوافع من إنشاء هذا المرصد دينية ووطنية وليست كما يدعى البعض بأن الغرض منه سياسى.