أعتبرُ حسن أتلة وبكل ثقة أحد أظرف الكوميديانات البدناء فى تاريخ الفن المصرى. موهبة خطيرة: غناء وأداء ومرونة جسدية، ووجه معبّر يثير الرثاء من فرط طيبته، وكأنه ألقى به إلى الأرض، وترك وحيدا بلا عائل. من المستحيل أن تنساه ولو ظهر فى مشهد واحد، كان مجرد كومبارس ضخم كما نشاهده ضمن فريق المصارعين لحراسة سراج منيرفى فيلم «عنتر ولبلب» للمخرج سيف الدين شوكت، أو كما يبدو كجزء من فرقة موسيقية فى فيلم «صاحبة العصمة» يغنى مع إسماعيل والفرقة: يا سلام يا ما أنت كريم .. حفلة ومن غير معازيم) حتى التقطته عين المخرج الكبير، صاحب شارع الفيلم الكوميدى فطين عبد الوهاب، فدفع به فى أدوار شهيرة جنبا إلى جنب مع اسماعيل ياسين، ظهر فى السلسلة الأشهر (فى الجيش والبوليس ومستشفى المجانين وبوليس سرى)، وتألق فى دور الخالة شفيقة فى مستشفى المجانين، وأصبحت عبارة «ساعة تروح وساعة تيجى» من أشهر عبارات السينما المصرية المأثورة، وعاد بعدها أتلة بسنوات ليقدم دور المجنون، مكررا عبارة أقل شهرة هى «جوّة البطيخة.. برة البطيخة» مع فؤاد المهندس فى فيلم بعنوان «اقتلنى من فضلك»، بل إنه قدم دور المجنون من جديد مع فؤاد المهندس أيضا فى فيلم «اعترافات زوج»، وكانت اللازمة هذه المرة هى «ما فيهاش بيبى». كان يؤدى أمام اسماعيل ياسين بمنتهى القوة والثقة، يتبادلان معا «فرش» الإفيهات، أى تمهيد كل منهما للآخر لكى يلقى كل طرف بالعبارة المضحكة، منها مثلا عبارة «فتّشنى فتّش» التى تلاعب بها اسماعيل ياسين مع أتلة الذى كان يلعب دور عسكرى يعرفه فى فيلم «ابن حميدو» من إخراج العبقرى فطين. انطلق بعدها أتلة إلى دور من أشهر أدواره هو دور صبى الحانوتى البائس ضعيف العقل والشره للطعام فى الكوميديا السوداء الفريدة «حماتى ملاك» للمخرج عيسى كرامة، والذى يردد فيه عباراته الشهيرة «إنت كلت الميت ياض» لا أعرف بالضبط من أضاف الخلل فى الحروف للشخصية التى لا تنقصها العبر، ولكن الإضافة جعلتنا أمام «كاراكتر» لا نظير له فى تاريخ الفيلم الكوميدى المصرى، صحيح أنه كان يشبه إلى حد كبير أوليفر هاردى، ولكن شخصيتهما فى أفلامهما مختلفة جذريا، هاردى ذكى وعنيف وعصبى ولكن حسن كارتون متحرك، طفل وكبير فى ثوب واحد فى معظم أدواره، أقرب إلى العبط والجنون، أظرف من الممثل الذى كان يلعب دور فتلة فى ساعة لقلبك، وأظرف من السيد بدير الذى كان يلعب دورابن كبير الرحيمية قبلى، أثبت حسن أتلة أيضا أنه يمكن أن يؤدى أدوارا عادية مثل دوره القصير فى «مراتى مدير عام»، آخر افلامه كان عام 1970، وبدأ أتلة مع «ساعة لقلبك» البرنامج الاذاعى الشهير فى الخمسينيات.