بعد كسر ماسورة، الدفع ب9 سيارات كسح لشفط المياه بمنطقة فريال بأسيوط    أجواء رائعة على الممشى السياحى بكورنيش بنى سويف فى أول أيام العيد.. فيديو    ردًا على "معسكر الدولة".. الليكود يهاجم جانتس ويصفه بالهارب من الحرب    كييف: روسيا تصعد هجماتها العسكرية خلال قمة السلام الأوكرانية في سويسرا    صائد النازيين كلارسفيلد يثير ضجة بتعليقاته عن حزب التجمع الوطني بقيادة لوبان    أبرزها الزمالك والمصري، حكام مباريات غد الإثنين بالدوري المصري    مراكز الشباب تحتضن عروضا فنية مبهجة احتفالا بعيد الأضحى في القليوبية    قرار جديد ضد 3 عاطلين لسرقتهم بطاريات السيارات والتكييفات والدراجات الهوائية بالقاهرة    وفاة حاج رابع من بورسعيد أثناء رمي الجمرات بمكة المكرمة    محمد أنور ل"فيتو": ليلى علوي بمثابة أمي، ومبسوط بالشغل مع بيومي فؤاد في "جوازة توكسيك"    الرئيس الأمريكى: حل الدوليتين السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم للفلسطينيين    متى آخر يوم للذبح في عيد الأضحى؟    أكلات العيد.. طريقة عمل المكرونة بالريحان والكبدة بالردة (بالخطوات)    موعد مباراة البرتغال والتشيك في يورو 2024.. والقنوات الناقلة والمعلق    إريكسن أفضل لاعب في مباراة سلوفينيا ضد الدنمارك ب"يورو 2024"    نغم صالح تتعاون مع الرابر شاهين في أغنية «شلق»    بوفون: إسبانيا منتخب صلب.. وسيصل القمة بعد عامين    الحج السعودية: وصول ما يقارب 800 ألف حاج وحاجة إلى مشعر منى قبل الفجر    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج جورجيا بتجارة القاهرة    ماذا يحدث في أيام التشريق ثاني أيام العيد وما هو التكبير المقيّد؟    "Inside Out 2" يزيح "Bad Boys 4" من صدارة شباك التذاكر الأمريكي    وكيل «صحة كفر الشيخ» يتابع انتظام العمل بالمستشفيات في أول أيام عيد الأضحى    ريهام سعيد تبكي على الهواء (تعرف على السبب)    محد لطفي: "ولاد رزق 3" سينما جديدة.. وبتطمئن بالعمل مع طارق العريان| خاص    الغندور ينتقد صناع "أولاد رزق" بسبب "القاضية ممكن"    «أتوبيس الفرحة».. أمانة شبرا بمستقبل وطن توزع 3000 هدية بمناسبة عيد الأضحى| صور    الدراما النسائية تسيطر على موسم الصيف    مرور مكثف على مكاتب الصحة ومراكز عقر الحيوان بالإسماعيلية    في أقل من 24 ساعة.. "مفيش كدة" لمحمد رمضان تتصدر التريند (فيديو)    وزير الداخلية الباكستاني يؤكد ضمان أمن المواطنين الصينيين في بلاده    فلسطينيون يحتفلون بعيد الأضحى في شمال سيناء    التصعيد مستمر بين إسرائيل وحزب الله    لتحسين جودتها.. طبيبة توضح نصائح لحفظ اللحوم بعد نحر الأضحية    قصور الثقافة بالإسكندرية تحتفل بعيد الأضحى مع أطفال بشاير الخير    موراي يمثل بريطانيا في أولمبياد باريس.. ورادوكانو ترفض    وفاة ثانى سيدة من كفر الشيخ أثناء أداء مناسك الحج    ما الفرق بين طواف الوداع والإفاضة وهل يجوز الدمج بينهما أو التأخير؟    قرار عاجل في الأهلي يحسم صفقة زين الدين بلعيد.. «التوقيع بعد العيد»    تقارير: اهتمام أهلاوي بمدافع الرجاء    هالة السعيد: 3,6 مليار جنيه لتنفيذ 361 مشروعًا تنمويًا بالغربية    ضبط 70 مخالفة تموينية متنوعة فى حملات على المخابز والأسواق بالدقهلية    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    روسيا: مقتل محتجزي الرهائن في أحد السجون بمقاطعة روستوف    «سقط من مركب صيد».. انتشال جثة مهندس غرق في النيل بكفر الزيات    رئيس دمياط الجديدة: 1500 رجل أعمال طلبوا الحصول على فرص استثمارية متنوعة    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 16 يونيو 2024    عيد الأضحى 2024.. "شعيب" يتفقد شاطئ مطروح العام ويهنئ رواده    ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء    قائمة شاشات التليفزيون المحرومة من نتفليكس اعتبارا من 24 يوليو    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد ناصر الكبير    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    بالصور.. محافظ الغربية يوزع هدايا على المواطنين احتفالا بعيد الأضحى    شلالات بطعم الفرحة، أهالي الغربية يلقون البالونات على المواطنين احتفالا بالعيد (بث مباشر)    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    محافظ كفرالشيخ يزور الأطفال في مركز الأورام الجديد    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على خلفية رومانسية مغلفة بالحنين إلى العودة لماضٍ يجهلون تفاصيله: شباب الربيع العربى يبحث عن حفيد كوهين !!
نشر في أكتوبر يوم 21 - 06 - 2015

? لم يُكتب تاريخ العلاقة بين مصر واليهود على نوتة موسيقية تعزف أنغامها على صوت ليلى مراد الناعم كالحرير، لكن فيلما لشباب كلية الإعلام يحمل عنوان : «حفيد كوهين» اختار هذه النغمات المخملية ليجعلها خلفية لرحلة بحث فيها هؤلاء الشباب (عبر شريط فيلمهم التسجيلى) عن المواطن المصرى حفيد كوهين فى القاهرة، ويغفلون تاريخًا معجونا فى صراع بلون الدم وبشاعة الجثث والأشلاء التى توزعت على أرض العرب عبر ما يزيد على ثلاثة أرباع قرن من الزمان.. الطلبة معذورون مرتين ، الأولى لأن أساتذتهم فى الكلية طلبوا منهم ألا يتناولوا - فى فيلمهم – السياسة (مع أن الفيلم كله سياسة) وعذرهم الثانى أنهم ينتمون لجيل شباب الربيع العربى الذى تفتح وعيه على دعايات كاذبة تحولت فيها إسرائيل الصهيونية إلى صديق استراتيجى لبعض العرب وأصبح الأشقاء هم الأعداء، لقد سجلت مواليد هذا الجيل مع احتلال العراق للكويت وهاهو يعيش مأساة تقاتل أبناء الوطن الواحد والأقليم العربى الواحد، بينما تتوارى إسرائيل خلف التلال مترقبة ما سوف يسفر عنه الصراع العربى – العربى من جثث الأوطان. الجملة المفتاحية فى فيلم «حفيد كوهين» جاءت قرب نهايته وقد أرهق البحث عن يهودى مصرى الشاب سيد الحديدى طالب كلية الإعلام الذى يمثل زملائه من فريق صنّاع الفيلم، وبعد عدد من مقابلاته وزياراته لحارة اليهود ومعابدهم فى القاهرة يتساءل الشاب عبر صوته القادم من خارج الكادر: «معقول.. معقول.. تبقى مصر بلد الديانات وما أقدرش أوصل حتى ليهودى واحد؟!».. ثم يضيف قائلا: «مكنتش متخيل إن الموضوع هيبقى بالصعوبة دى.. بس واضح فعلا إن مصر أتغيرت كتييير عن زمان»..
ما الذى تغير فى مصر ؟! نحن الذين نسأل.. ونعود للفيلم لنبحث فيه عن الإجابة.
الماضى
يبدأ الفيلم بصورة لتترات مسرحية قديمة يعود تاريخها للنصف الأول من القرن العشرين وفى التتر مكتوب التحفة المسرحية الخالدة: «حسن ومرقص وكوهين» ومن تتر المسرحية الأسود والأبيض إلى فيلم: «حسن ومرقص» الملون الذى أنتج منذ سنوات قليلة ببطولة لعادل إمام وعمر الشريف، والمعنى أن كوهين سقط بين التاريخين، وبعدها تبدأ الشخصية الرئيسية فى الفيلم (سيد الحديدى) رحلة التجوال وسط البلد وقد رفع رأسه إلى أعلى ينظر فى البنايات التاريخية باحثا عن كوهين، ومن شوارع وسط البلد إلى مقهى «ريش» التاريخى مستقر المثقفين والنخبة يجرى سيد لقاءاته ويتواصل عبر الإنترنت مع نادية كامل مخرجة فيلم «سلطة بلدى» وقد قصدت الأخيرة بهذا العنوان عائلتها التى جمعت اليهودى والمسلم والمسيحى عبر علاقات مصاهرة وتغيير للعقيدة لأسباب اجتماعية أو اضطرارية على سبيل المثال فأفراد من عائلتها الذين عاشوا فى مصر اضطروا لتغيير ديانتهم من اليهودية إلى المسيحية تحسبا لوصول قوات هتلر إلى مصر أثناء الحرب العالمية الثانية، وتحولت جدتها إلى الإسلام بعد أن تزوجت جدها المسلم، وهكذا، يحوى الفيلم أيضا مقابلة مع أمير رمسيس وهو شاب صنع منذ سنوات قليلة فيلم فى جزءين عن: «يهود مصر» ومنهم أحفاد خرجوا أطفالا مع أسرهم مع قيام دولة إسرائيل، ومنهم على سبيل المثال يهودية تعيش فى الخارج ولا تتحدث العربية يدل رمسيس الشاب (سيد) ليتواصل الأخير معها عبر مواقع التواصل فتقول له إنها ولدت فى مصر وغادرتها وعمرها 3 سنوات مع أسرتها لتعود منذ سنوات قليلة ويدفعها الحنين لزيارة الحى الذى عاشت فيه وأسرتها وتصوير العمارة التى قطنتها عائلتها، وتعرف نفسها لكبار السن من الجيران فيتذكرون جدها الذى يدعى بالفعل كوهين فيرحبون بها فى حفاوة..
وفى مشاهد تالية يتحدث صحفى يقدمه الفيلم على أنه متخصص فى الشئون الإسرائيلية واليهودية ويواصل العزف على نغمة الحنين الكوزموبوليتانى لمصر إلى أن يقول: «الرئيس عبدالناصر ونظامه مبقاش يفرق ما بين يهود وصهيونيين وبدأت عمليات الطرد تشمل الكل.. والممارسات كلها كانت تدفعهم نحو التهجير».
ونتوقف عند هذا الكلام ونسأل مرة أخرى المشرفين على الفيلم من أساتذة كلية الإعلام: أليس ما سبق كلاما فى السياسة؟! وهذا الكلام الذى أدان عبدالناصر ونظامه لماذا لم يقابله توضيح لواقع يعرفه الكبار الذين لم ينخدعوا بعد بدعاوى التطبيع وسذاجة الدعوة ليهود مصر بالعودة .. وهل يوجد بالفعل من اليهود ما نطلق عليهم مطمئنين أنهم: «يهود مصر؟!»
الفيلم نفسه أجاب عن سؤالنا على لسان أمير رمسيس الذى قال لسيد وهو يجالسه على مقهى ريش: «أنت بتتكلم عن طايفة الأعداد اللى موجودة منها ومازالت تحتفظ بالديانة لا يزيدوا عن 8، 9 بنى آدميين، أصغرهم على الورق عمره 64 سنة».
وتستمر جولة الشاب الباحث عن حفيد كوهين فيزور المعبد اليهودى الكائن فى شارع عدلى، والحارة المسماة حارة اليهود فى حى الموسكى لتنتهى به الرحلة إلى مقابر الطائفة حيث يسكن الأرض بقايا أجساد تعلوها شواهد قبور تعلن عن هوية ساكنيها، ويضع الشاب بعض الزهور على تلك الشواهد بينما تبتعد الكاميرا فى قطعات مونتاج حادة ومتوالية وتنزل تترات الفيلم.
الباحثون عن كوهين
ومن الفيلم إلى صنّاعه «» سألت وهم أجابوا:
? كيف جاءت فكرة الفيلم وما هى رسالته وأهدافه ؟..
?? الطالبة «نورهان نافذ» أحد منفذى الفيلم أجابت: «حفيد كوهين» ليس مجرد مشروع تخرج ولكنها حقيقة وصلنا إليها فى مصر ألا وهى اختفاء جزء من المجتمع وليس مجرد ديانة، ففى البداية كانت مصر تتسع
ل (حسن ومرقص وكوهين) ثم وصلنا إلى (حسن ومرقص) فهناك فصيل مختف وغير موجود ..أين اختفى؟!
وتدخل الطالبة «ريم بهاء» على الخط وتضيف: الفيلم هو رحلة بحث عن اليهود، وما هم إلا مثال لجزء اختفى فى المجتمع، والفيلم هو مثال للتعايش الذى كان فى مصر فى السابق، كما يوضح أننا جميعا مصريون رغم اختلاف الديانات.
? أكتوبر : كيف جاءتكم الفكرة.. من هو صاحبها الأول.. ولماذا فى هذا التوقيت؟!
?? الطالب «محمد خالد» اقترحنا فى البداية مجموعة من الأفكار وتم الاستقرار لبعض الوقت على طرح قضية الأقليات بشكل عام من (أرمن ويهود) وغيرهم، ولكننا عدنا ففضلنا مناقشة قضية اليهود فى مصر، والتعريف بتاريخهم، وطرق معيشتهم رغم اختلاف الأديان، وعقد مقارنة بين حياة اليهود فى الماضى والحاضر، كما تناولنا فى الفيلم تأثير اليهود على الحياة فى مصر، ومدى إنجازاتهم التى شملت مجالات متعددة فى الاقتصاد والحياة الاجتماعية وإصرارهم لإبراز أنشطتهم خلال القرن
ال 19(لم يتم توضيح هذا فى الفيلم).
?? وتحدثت الطالبة آيات بدر فقالت إن الفيلم يهدف إلى نشر روح التعايش بين فئات المجتمع المصرى بغض النظر عن الانتماءات الدينية، وأشارت إلى أنهم حرصوا على توضيح الخلط بين المفاهيم السياسية والفرق بين إسرائيل
واليهود كديانة.
دعوة العريان
وقال سيد الحديدى - الرواى والشخصية الرئيسية فى الفيلم - إن الفكرة بدأت منذ دعوة (عصام العريان) وترحيبه باليهود لتحسين صورته بالخارج (يقصد صورة الإخوان) ولكن الدعوة جاءت منه بصورة فجة، ولهذا فكرنا فى فيلم يرد عليهم ويناقش فكرة التعايش والوطنية لليهود الذين انصهروا فى مصر وتمنوا أن يعيشوا فيها ويدفنوا بها وليست فكرة الدين.
وأضاف الحديدى أن أحداث الفيلم تدور حول رحلة بحث شاقة عن أحد سكان حارة اليهود لإجراء مقابلة معه فى الوقت الحالى، ورصد ردود فعل الشارع المصرى على هذا البحث.
? أكتوبر : وماذا عن الصعوبات التى واجهتكم عند تنفيذ الفيلم ؟
?? الطالبة فرح سيد : هدفنا الأول كان التركيز على يهود مصر مثلهم مثل معتنقى الديانتين المسيحية والإسلام ولاشأن لنا بيهود إسرائيل ورغم ذلك كانت هناك حالة من التخوف والدهشة من المواطنين القاطنين بالقرب من المعابد اليهودية وحارة اليهود، لو سألت أحدهم : «هو كان فيه يهود هنا؟».. أو كم كان عددهم؟ أو ما هى تقاليدهم، كانت إجابة البعض على سؤالنا : «ابعد عنى» ... وهناك من اتهمنا بازدراء الأديان أذا صورنا أى شىء يتعلق باليهودية.
وأضافت الطالبة: «هند إسماعيل» أن كل هذه الصعوبات وتخوفات الناس من الأقتراب من هذه الفئة زادت من عزيمتنا لنكسر حاجز الخوف ونتكلم عن الجزء الاجتماعى لحياة الإنسان المصرى اليهودى، أو اليهودى المصرى فى مصر من خلال عرض رحلة بحثنا عن اليهود المتبقين فى مصر والبحث فى الوثائق عن كل ما يخصهم على الإنترنت والفيديوهات واليوتيوب.
? أكتوبر : وهل فيديوهات اليوتيوب مصدر معلومات موثوق به؟!
?? الطالبة «فرح سيد»: «اليوتيوب» ليس مصدرا موثوقًا به، كما أنه لم يكن كافيا، ولكن فريق العمل ركز على بعض الأفلام الوثائقية مثل فيلم تم عرضه على (BBC البى بى سى) لبنت فلسطينية ناقش الفيلم رحلتها للعبور للضفة الغربية.
?? ويتدخل د. أحمد فؤاد أستاذ الديانة اليهودية معلقا على ما سبق فيقول: «هناك تلوين من قنوات الجزيرة والبى بى سى، ومن الضرورى الاهتمام بالمراجع الكثيرة والمقارنة بينها والاستعانة بالموقع الرسمى للتليفزيون المصرى وهيئة الاستعلامات والأزهر الشريف والكنيسة كمصادر موثوقة للمعلومات».
? أكتوبر : تسأل د. أحمد فؤاد عن رأيه فى مشروع شريط «حفيد كوهين».
?? د. أحمد فؤاد: مجهود كبير، والفيلم به رسالة، والصورة موظفة بشكل جيد، وايقاعه سريع كما لابد أن أشيد بأن الفيلم لم يفرض أى رأى على المشاهد ولم يحمل أى تصور مسبق ليُظهر فى النهاية أن اليهود أشخاص سيئون، كما أنه اتبع شروط البحث العلمى لأنه بدأ من حيث انتهى الأخرون، وذلك بعرض مجهودات المختصين مثل الأستاذة نادية كامل وأمير رمسيس، وفكرة الفيلم تستحق الاحترام فبعد أن كان هناك (حسن ومرقص وكوهين) اختفى كوهين من المجتمع الذى كان به أكثر من 75 ألف يهودى بينهم وزراء وفنانين وشخصيات مهمة وأصبح العدد المتبقى منهم لايزيد على عشرة.
وأضاف د. فؤاد مستدركا: ولكن ينقص الفيلم عرض آراء المختصين والأكاديميين، واكتفى صانعوه بتصوير المعبد اليهودى من الخارج ولم يتوغل الفيلم فى شرح النواحى التاريخية المتعلقة بالمعبد اليهودى من الداخل والملقب ب (بوابة السماء)، وهو أكبر معبد للصلاة وليس للسياحة، وفى كل عيد فصح أو فى عيد المظال يؤدى اليهود المصريون الصلاة به، ويقيمون شعائرهم والتى تشترط ألا يقل عدد المصلين عن عشرة رجال، والفيلم أيضا لم يعرض بعض اللمحات التاريخية المهمة، ولم يذكر تاريخ اليهود، وقد عاش اليهود فى كل بقاع العالم وعمر دولتهم أقل من 100 عام، وفى الوقت الذى كانوا فيه مداسا للإمبراطوريات العظمى، بقت مجموعة فى مصر تعايشت مع المصريين وظلت المعابد اليهودية والصلوات قائمة، إلا أن الصهاينة ادعوا أن اليهود لايستطيعون العيش فى مصر ويتعرضون للعنصرية وفكروا من هنا فى إقامة دولة لليهود.
? أكتوبر :توجهت بنفس السؤال السابق لضيف الصالون د. سامح عباس أستاذ الأدب العبرى فأجاب.
?? الفيلم تجربة مميزة من شباب مصرى حرص على فتح الصندوق الأسود رغم أن الشأن الإسرائيلى واللغة العبرية ليست فى مجال تخصصهم ولكنهم اهتموا بمناقشة قضية خطيرة ومهمة يمكن أن تثير قلق إسرائيل لاهتمام المصريين بمعرفتهم.
وأتمنى أن يهتم الإعلاميون بالكتابة عن الفكر الصهيونى والمجتمع الإسرائيلى، لأننى اكتشف أن الأجيال الجديدة لديها معلومات غير كافية حتى أن المتخصصين لديهم معلومات مشوشة وغير كاملة، لذلك من الضرورى استغلال مثل هذا الفيلم لتحسين صورة مصر دوليا وأنها(مصر) تسمح وترحب بالتعددية.
? أكتوبر : وهل هناك آفاق لعودة اليهود إلى مصر مرة أخرى؟!
?? د. سامح عباس: لابد أن نعرف أولا أن هناك ثلاثة أنواع من اليهود الأول: هو اليهودى الأصلى وهو الذى ترسخت جذوره فى مصر، والنوع الثانى وهو اليهودى القادم من أوروبا (الخواجة) وهو يهودى غربى، أما النوع الثالث فهم اليهود المستوطنون سابقا فى سيناء والعريش وشرم الشيخ وقد ترسخ لديهم فكرة العودة مرة أخرى لسيناء، فهو حلم من أحلامهم وهناك أصوات تتعالى بالعودة حتى أنهم يسمون أنسحابهم من سيناء (الخروج) وليس الانسحاب ليرسخوا فى ذهن الأجيال القادمة أنهم لم يهزموا بل خرجوا وسيعودون لسيناء مرة أخرى، لذلك فإن مصر مكون أساسى لليهود عموما، فمصر هى أرض التسامح والتعددية واحتواء كل الأديان وأرى أن أكبر دعاية لمصر هى استغلال أى عيد لليهود واستغلال مثل هذه النوعية من الأفلام لتحسين صورة مصر، وأنها قادرة على احتواء الجميع واستيعابهم.
? أكتوبر : السؤال موجه
ل «د. أحمد فؤاد»: طرح الربيع العربى فكرة عودة اليهود فى مصر وتونس وبعض الدول العربية الأخرى ما رأيك
فى ذلك؟
?? هى كانت لعبة المطلوب منها ابتزاز وتعويضات والضغط على مصر ولقد طرح اليهود تاريخيا حلا لهم قبل طرحهم لفكرة قيام دولة لليهود وهى فكرة الاندماج فى الشعوب التى يعيشون بين ظهرانيها وتسمى هذه السياسة (هاسكلاه ) وشعارها «كن يهوديا داخل بيتك إنسانا خارج بيتك» ولكن اليهود فى كل بقاع العالم تعرضوا لمشاكل التشتت والتفتت خاصة فى مصر فمنهم من بقى فى حارة اليهود أو فى الإسكندرية فى حى اليهود ولذلك ظهرت فكره إقامة دولة يهودية من قبل الصهاينة وهو ما رفضه اليهود المتدينون الرافضون لفكرة إقامة دولة، وانقسم اليهود على أنفسهم ما بين متدينين وتقليديين وصهاينة وعلمانيين وأنصار الدين القومى وهم من يخدمون فى الجيش، وسعى الجانب الإسرائيلى قبل ثورة يناير بسنوات طويلة وبعدها إلى تفتيت العرب وبدأوا بتفتيت (فلسطين ) إلى: «فلسطين 48»، و«فلسطين الضفة»، و«فلسطين غزة»، وقسموا «فلسطين 48» إلى: عرب إسرائيل ودروز ومسيحيين وبدو وشركس.
إن مخطط الصهاينة هو تفتيت الداخل وإزالة الحدود والسعى إلى التفرقة بإقامة دولة إسلامية داعشية وأخرى شيعية ودولة يهودية ولكن هذا المخطط أحبطته 30 يونيو.
? أكتوبر : وهل فيلم مثل (حفيد كوهين) يؤثر باتجاه قبول فكرة عودة اليهود مرة أخرى؟!
?? «د. سامح عباس»: أنا سعيد بالفيلم، لأن له رؤية مختلفة عن الصورة النمطية لليهود فى الدراما، وكل مسلم مطالب بحسن المعاملة مع أهل الذمة من المسيحيين واليهود، ولكن إسرائيل كيان عنصرى ولذلك فدور الإعلام هو التوعية بمن هى إسرائيل وشرح مفاهيم الصهيونية واليهودية لإزالة سوء الفهم خاصة أن كل الأجيال القادمة ليس لديها معلومات، فأزمتنا مع إسرائيل هى أزمة فكر ومعرفة، والمواجهة القادمة هى مواجهة فكرية وعلمية وعسكرية.
هوية وعرق
? أكتوبر : هل اليهودية ديانة فى المقام الأول أم عرق وهوية ؟
?? د. أحمد فؤاد: اليهودية هى ديانة ولكن ليست بها تبشير وهى محل حرب فى إسرائيل، ولذلك لا يوجد لديهم دستور.
? أكتوبر : بماذا تنصح الأجيال الجديدة من إعلامى المستقبل؟
?? أحمد فؤاد: أقول لهم إن مسئوليتكم هى القراءة والمتابعة وتوثيق المعلومات القوية الكافية والحديثة والاستفادة من المراجع الحديثة، فالحديث عن اليهود يتطلب مجهودا وتحديثا وبحثا خاصة أن الأيام القادمة قد تحمل حربا أهلية بين المتدين اليهودى والعلمانى اليهودى.
??أكتوبر : نلاحظ أن الأجيال الشابة تسقط المواجهة التاريخية بين العرب وإسرائيل فما تفسير ذلك؟
?? د. سامح عباس : الأجيال الجديدة وحتى المتخصصين منهم لديهم معلومات ناقصة وغير كاملة فى الشأن العربى الإسرائيلى، وأهم شىء أن نعرف أن إسرائيل كانت وستظل العدو الأول والأخير لمصر بشكل خاص وللعرب بشكل عام، وأن هذا الثأر نستطيع تحقيقة بالعلم والمعرفة لأن أزمتنا مع إسرائيل أزمة فكر.
نصيحتنا
وأخيرا نصحت «» شباب كلية الإعلام صنّاع فيلم «حفيد كوهين» بضرورة استكمال مشروعهم إذا اعتبروا أن «حفيد كوهين» خطوة فى مشروع لتعريف الأجيال الجديدة من المصريين باليهود وتاريخهم فى مصر، وطالبناهم بفتح القضية بشكل أكبر والاستفادة بآراء المختصين والأكاديميين، وعدم إغفال الجانب السياسى وظروف مصر قبل الثورتين (25 يناير، و30 يونيو) وبعدهما، وأوضحنا لهم أن إغفال هذه الجوانب تسببت فى جعل العمل مبتورا وغير مكتمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.