لا شك أن هناك مخاوف دولية من تصاعد الأزمة اليمنية وانهيار الوضع الأمنى والإنسانى بسبب الاستمرار فى النزيف الدامى الذى يسفر عن عشرات الجرحى والقتلى من النساء والأطفال من جراء الأعمال العدائية والصراع الدامى فى اليمن. حيث أكد آياد نصر – مسئول العلاقات الخارجية والإعلامية والمتحدث الإقليمى لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية « الأوتشا» أننا نواجه معوقات كبيرة لوصول المساعدات الإنسانية لليمن نظرا لاستمرار الصراع بين الأطراف اليمنية. وقال فى حوار خاص ل «أكتوبر» إن التواصل مع الجميع مستمر من أجل العمل الإنسانى وهذا لا يعنى انتزاع الشرعية من طرف لحساب طرف آخر، فالعمل من أجل التوصل لوقف العنف والنزاع الدامى فى اليمن، مشددًا على أهمية عقد هدنة أخرى لإعطاء الفرصة لمساعدة هيئات الإغاثة على توصيل مساعدات إنسانية للمناطق المتضررة من الصراع وذلك بالرغم من انتهاك الهدنة من بعض أطراف النزاع. ? ما هو تقييمك للوضع الإنسانى لليمنيين فى مناطق الصراع؟ ?? البنية التحتية كلها تم تدميرها واليمن يعيش الآن فى وضع إنسانى صعب للغايه فالمواطن الآن يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة فهم يعانون من ظروف معيشية غاية فى الصعوبة حتى أنهم يفتقدون لأبسط المساعدات الطبية، خاصة أن هناك عددا كبيرا من المستشفيات تم إغلاقها بسبب انقطاع التيار الكهربائى. ? هل لديكم دور سياسى فى دفع المجتمع الدولى لحل الأزمة اليمنية؟ ?? نحن نسعى دائما لدعم الحوار السياسى ووقف نزيف الدم فى اليمن ونطالب المجتمع الدولى للتكاتف من أجل حل الصراع وإعادة الإعمار للبنية التحتية، خاصه بعد تدمير عدد كبير من المدارس والمؤسسات الحكومية والمستشفيات، هذا إلى جانب إعادة تمكين المؤسسات الانسانية من تقديم المساعدات اللازمة لليمنيين وتوفير المساعدات الإنسانية والطبية والمادية بما يشمل النازحين والعائدين والمجموعات المتضررة من النزاع. ? هل هناك انتهاكات لحقوق الإنسان ضد موظفين الإغاثة؟ ?? نعم هناك انتهاكات للقانون الدولى لحقوق الإنسان والقانون الإنسانى ترتكبها أطراف الصراع ضد السكان المدنيين وضد موظفى الإغاثة والإصابة البدنية أو الوفاة بسبب الالغام الارضيه والذخائر غير المنفجرة أو المتفجرات من مخلفات الحرب كثيرة وتحدث بشكل يومى. ? هل يعد الأمن الغذائى فى اليمن فى خطر؟ ?? نعم هناك ارتفاع معدلات نقص الأمن الغذائى حيث تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمى إلى أن عدد الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائى فى اليمن ارتفع إلى 12 مليون أى بنسبه 13% وذلك بسبب إغلاق الموانئ ومنع الواردات خاصة أن اليمن يقوم باستيراد المواد الغذائية بحوالى 90% هذا إلى جانب ارتفاع الاسعار الغذائية إلى 40%. ? هل الحوثيون يمنعوا مرور المساعدات الإنسانية للوصول للمدنيين؟ ?? الحوثيون لم يمنعون وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين اليمنيين بشكل مباشر ولكن استمرار النزاع المسلح والقصف الجوى والاشتباكات الأرضية تعرقل أى جهود فى سبيل إرسال المساعدات. ? هل هناك اتصالات مباشرة بين المنظمة والحوثيين لوقف الاقتتال؟ ?? نعم نقوم باتصالات مباشرة مع كافة أطراف النزاع فى اليمن ونبذل قصارى جهودنا من أجل إرسال المساعدات لكافة اليمنيين خاصة فى ظل تردى الأوضاع الإنسانية فى اليمن. ? هل يوجد تنسيق مشترك بين «الأوتشا» والمؤسسات المانحة لدعم اليمنيين؟ ?? هناك تنسيق مشترك بين كل الدول والمؤسسات المانحة لكى نضمن وصول تلك المساعدات لليمنين خاصة فى ظل انهيار البنية التحتية لليمن. ? ماذا عن الصندوق المركزى لمواجهة حالات الطوارئ؟ ?? هذا الصندوق يوفر التمويل الأولى السريع للأنشطة المنقذة للأرواح فى وقوع حالة الطوارئ وللعمليات الإنسانية الأساسية فى الأزمات الممتدة التى تفتقر للتمويل. ? من المسئول عن إدارة هذا الصندوق؟ ?? هو يدار بمعرفه مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» والمساهمات من مختلف الجهات المانحة ومن الحكومات والشركات الخاصة والمؤسسات والجمعيات الخيرية ويتم تجميعها فى صندوق واحد يستخدم للتبرعات للأزمات فى أى مكان فى العالم، ويدير المكتب خدمة التتبع المالى وهى تقوم بتسجيل جميع المساهات الإنسانية المبلغ عنها (النقدية والعينية ومتعددة الأطراف) لحالات الطوارئ ويهدف البرنامج لمنح التقدير اللازم للجهات المانحة. ? هل توجد إمكانية الآن لإعادة الإعمار فى اليمن بعد انهيار البنية التحتية؟ ?? نستطيع أن نبدأ فى إعادة الإعمار فى اليمن قبل وقف تام للنزاع المسلح والاقتتال القائم، نحن نعمل الآن على إنقاذ أرواح المواطنين اليمنيين الذين يفتقدون أبسط الخدمات الحياتية والرئيسية للحياة كالماء والكهرباء والمواد الغذائية.