حكيم عيون.. بحسه المرهف جمع بين الموسيقى والتصوير الزيتى والشعر العربى.. ألهمته عاطفة الأمومة لوحات معرضه الأخير الذى أسماه «الأم والطفل» كان مقررًا أن يهدى هذا المعرض لزوجته الدكتورة منى زكى، والتى بدورها آثرت أن تكرسه لأم كل شهيد مصرى إنه طبيب العيون الفنان فريد فاضل.يقول د. فريد أحسست الأمومة مع أمى وعايشتها مع زوجتى وبناتى ثم راقبتها فى عالم الحيوان والطير إنها غريزة وضعها الخالق فى الأنثى لرعاية طفل يأتى للدنيا ضعيفا ويعتمد عليها كليًا فى كل شىء حتى يكبر، أكد فريد أن عاطفة الأمومة ألهمت العديد من الفنانين والأدباء والشعراء على مر العصور لأنها أساس أسمى المعانى والقيم الإنسانية. ففى عصر النهضة أبهر الصفنان رافييل بلوحاته عن العذراء والطفل، وكذلك فى الغناء الشرقى تهزنا جميًعا أغنية ست الحبايب للفنانة فايزة أحمد. وأيضًا فى الفن المصرى القديم جسدت الأمومة فى تماثيل إيزيس وهى تحتضن حورس، وفى الفن القبطى واليونانى تم تصوير العذراء مريم وهى تحمل طفلها المسيح، وكذلك فى الفن الحديث تناولت العديد من الأمثلة فى هذا الشأن كأعمال الفنانة الألمانية كاتى كولفيتز والتى جسدت علاقة الأم بابنها الشهيد فى سبيل الوطن والذى فقدته فى الحرب العالمية الأولى وحفيدها فى الحرب العالمية الثانية. تناول المعرض العديد من اللوحات التى تضمنت جوانب عديدة للأم.. كالأم الساهرة التى تحكى لأطفالها قصصا قبل النوم وبذلك تغرس فيهم حب القراءة والأدب بطريقة غير مباشرة. ولوحة تضمنت جانبا متفائلًا من الحياة لأم تداعب أطفالها أمام المنزل فى حى شعبى بالقاهرة الفاطمية القديمة.. إلى جانب الأم النوبية التى تشد من آزر ابنها وتقويه لمواجهة صعاب الحياة، على الصعيد الآخر تناول المعرض لوحات لأم الشهيد فى ميدان التحرير، والتى تقدم ابنها فداء للوطن وكذلك لوحة لمعاناة الأم التى رزقت بطفل ذى احتياجات خاصة وبرز هنا دور الأب فى قيادة سفينة الحياة وترقد الطفلة المعاقة فى حضن مركب الصيد. كما سلطت اللوحات دور الأم المعيلة كالأرملة أو المطلقة التى تواجه الحياة بمفردها لتضمن عيشة كريمة لأولادها. وكذلك دور الجدة فى مساعدة الأم فى تربية الأبناء من خلال لوحة الجدة التى تحمل فيها الحفيد منتظرة قدوم الأم من عملها وهى فى الشرفة تطل برأسها نحو الشارع من خلال رسمها على قماش بالألوان الزيتية، كما أعاد د. فريد صياغة لوحة «رافييل» «لعذراء ماكنتوش» من خلال رسمها على الخشب بالألوان الزيتية.