نعم بالفعل اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى.. ومعنى ذلك أنه يفعل كل شىء حلو، كلمة حلو نحن المصريين نقولها على أى شىء يتميز بأنه مليح وجيد ومتقن وحلو فى النهاية أى جميل، والمصرى ذواقة ولا يرضى إلا بكل شىء تمام التمام و100%، هذا هو المصرى الأسطى والصنايعى ومعلم الحرفة والمهنة.. وألا لم يعلمونا فى كتب التاريخ أن السلطان التركى عبد الحميد أخذهم كدة بالجملة إلى الأسيتانة الصنايعية ومعلمى الحرف اليدوية ليعلموا الأتراك عديدًا من الأشغال التى يتميز بها الأسطوات المصريين. وفى الآونة الأخيرة هجمت على أسواقنا المصرية منتجات من كل بقاع الأرض والله حتى الهند تجد لها منتجات فى مصر وتوارى الإنتاج المصرى, الإنتاج الصينى المرطرط على الأرصفة والسورى والماليزى والكورى وأنا شخصيا أصاب بهلع عندما لا أجد السلعة المصرية وأشعر أننا تأخرنا وأننا مش على الخريطة, لأنى عشت وتمتعت فى وقت كل المنتجات التى كنا نشتريها مصرية من أول السروال الداخلى حتى بنسة الشعر.. ومع اختفاء مصانعنا وهرب أسطواتنا إلى البلاد العربية بحثا عن الرزق أصبح هذا الحال .. ولكن. فى جولة أخيرة فى أسواقنا القديمة عادت لى بعض الأحساس بالتفاؤل بأن المصرى الأسطى هو حفيد اللى بنى مصر الحلوانى.. وأن أمهر صناع المشغولات الذهبية والفضية والصدف والنحاس والجلود والحقيبة الجلد المصرية لا تضاهى أى حقيبة وارد لندن ولا باريس.. وأن صناع مصر الممتازين ما زالوا هنا و«صاحيين»، لكن مافيا الاستيراد من الخارج بالبضاعة الرخيصة والتى لا تدوم وليس لها عمر استهلاكى هم السبب فى توارى المنتج المصرى. وأنه وراء تحقيق المكسب المادى المربح جدا أغرقوا الأسواق بكل ما هو ليس مصريا أيضا من أول السروال الداخلى حتى بنسة الشعر.. دون الإحساس بأى شعور وطنى تجاه بلدهم. ولأن الخامات التى يشتغل بها الصنايعى المصرى تعتبر غالية بعض الشىء هو بالضرورة الذى يرفع سعر المنتج مقارنة بالسلعة الصينى أو حتى الهندى. ولكن المنتج المصرى يعيش مع المستهلك ويدوم أكثر ويجب أن تشجع الدولة إنتاجنا المصرى بدلا من التهافت على المستورد، وذلك بتوفير الخامات ومستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة وبجودة عالية.. والآن ظهر جيل جديد من الشباب الصنايعية المتعلمين بجوار أيديهم التى تلف فى الحرير من حيث التصميم لمنتجاتهم من الجلود والأخشاب والمفروشات وأطقم المفارش والملابس الجاهزة. والورود والمشغولات اليدوية, وعندما أسأل البائع هل هذا المنتج مصرى يرد بنعم أشعر بفخر وأقول لماذا المستورد فمصر تذخر بأحفاد الحلوانى اللى بنى مصر ولا يزال يبنى مصر أرجوكم شجعوا الإنتاج المصرى.. وفى لفتة أخيرة للسيد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء واضح أن هناك نية حقيقية لعودة مصر لسابق عهدها فى الإنتاج المحترم الذى كنا نفخر به على الدوام من منسوجات وجلود وأثاث ومشغولاتنا اليدوية التى لا يضاهيها شىء فى العالم وهناك تفكير وتصريح بأنه سيخصص عمر أفندى الموجود فى شارع أحمد عرابى بجوار سفنكس لتجميع المنتجات المصرية المتميزة لشباب المنتجين والصانعين لتسويق إنتاجهم بشكل مناسب يحقق لهم الوصول للمستهلك وأيضا وصول المستهلك لهم, وهذا تفكير منصف لنا أحفاد الحلوانى اللى بنى مصر ولا يزال يبنى ويريد أن يبنى فقط وفروا له الجو المناسب. وبدلا من انتشار لافتات تقول هنا المعرض للمنتجات السورية أو الصينية والهندية أو التشيكية.. نريد معارض فى كل مكان تقول هنا معرض للإنتاج المصرى الجيد بأيدى أولاد بلدنا المهرة بالسعر المناسب وبالجودة المعهودة وتحقيق شعار صنع فى مصر وهذا إنتاج مصرى وبيد المصرى التى تلف فى الحرير.