تتنوع الأسلحة التى بات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» يمتلكها خاصة بعد سيطرته على بعض المناطق فى العراقوسوريا، ما بين الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمضادة للطائرات والصواريخ المحمولة على الكتف، بالإضافة إلى عدد من المدرعات والدبابات وبعض طائرات الهليكوبتر من أسلحة القوات النظامية المنسحبة والموجودة فى القواعد العسكرية العراقية والسورية التى سيطر عليها التنظيم الإرهابى، وكذا ورش التصنيع والصيانة التى كانت فى القواعد العسكرية العراقية. الأمر الذى أدى إلى تنوع الأسلحة لدى هذا التنظيم، بالإضافة إلى سقوط أسلحة وإمدادات أمريكية داخل الأراضى التى يسيطر عليها مقاتلو «داعش» للمرة الثانية والتى كان آخرها الشهر الماضى، ورغم إعلان قوات التحالف أنها دمرت الشحنة عقب سقوطها إلا أن التنظيم الإرهابى استعرض أسلحة الصفقة الأمريكية بالكامل من خلال صفحات عناصر التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعى وكذا الفيديوهات التى يقوم بنشرها، وكانت تلك الأسلحة موجهة إلى القوات الكردية فى كوبانى شمال العراق. وكشفت تقارير استخباراتية أن الأسلحة التى يستخدمها التنظيم الإرهابى « داعش « صُنعت فى 21 دولة مختلفة من بينها الولايات المتّحدة الأمريكية. وذلك بحسب تقرير لمنظمة مراقبة الأسلحة Conflict Armament Research بعد قيام باحثيها بتصنيف أكثر من 1700 خرطوشة رصاص حسب تاريخ صنعها ومكانها، كانت قد تم ضبطها خلال المواجهات بين داعش والقوّات الكردية فى شمال العراقوسوريا فى يوليو وأغسطس الماضيين لتكشف عن مصادر مختلفة تتزوّد منها الجماعة الإرهابية بالأسلحة . وتشير التقارير إلى أنّ أغلبية الأسلحة الّتى تمّ فحصها استولى عليها داعش على ما يبدو من معارضيه فى سورياوالعراق من الجيوش النظامية حتّى الجماعات المسلّحة المدعومة من الخارج، وتأتى معظم أسلحة داعش من الصينوروسياوالولايات المتّحدة وتركيا. ووفقا لأحد التقارير التى وصفت بالسرية جدا، يتمثل اثنان من أكبر مصادر أسلحة المقاتلين فى إمدادات تابعة للجيش السورى الّذى يمتلك مخزونًا مهمّا من الأسلحة سوفيتية الصنع وروسية، وكذلك فى أسلحة تابع للعراق غالباً ما تمّ تطويرها فى أمريكا الشمالية. كما أشار السجل إلى أن نحو 20 % من الخراطيش الّتى تمّ حصرها قد ترتبط بمصانع فى الولايات المتّحدة. كذلك أكّد على أن داعش قد تستخدم "كميّات مهمّة" من أسلحة صنعت فى روسيا تحت اسم Wolf ويتمّ توزيعها من قبل الأمريكان إلى حلفائهم فى الشرق الأوسط. وحسب تحليل لهذا التقرير، 80 % من الأسلحة الّتى تمّت دراستها تعود إلى الصينوروسيا والاتّحاد السوفيتى والولايات المتّحدة الأمريكية وصربيا وتركيا . كما أن الأسلحة الصينية يصعب تحديد مصادر بيعها؛ لأن عمليّات بيعها عموما "ليست على قدر عال من الشفافية". وقد عبر العديد من المسئولين الأمريكيين السابقين إلى Center for Public Integrity عن شكوكهم فى عدم حصول داعش على الإمدادات الجديدة الّتى حصلت عليها جماعات متمرّدة فى سوريا من الولايات المتّحدة الأمريكية ومن بينها الأسلحة الّتى سمح الكونجرس بإرسالها الشهر الماضى. وتأتى صعوبة تحديد مصادر السلاح للمقاتلين فى سوريا بسبب استخدامهم مواقد لحام لإزالة أرقام تسلسل بعض الأسلحة الخارجية. ويضيفون عليها أرقامًا جديدة. وبالتالى يصعب تحديد المزوّد الأولى للسلاح ومحاولة مراقبة سيره. وحسب التقرير، لا تنتهى الأسلحة الخارجية العديدة فى سورياوالعراق فى يد داعش فقط ، إذ يصف كيف استغلّت القوات الكردية المواجهات مع الجهاديين للتزوّد بمزيد من الأسلحة. وبحسب تقارير أمريكية صدرت حديثا ل Conflict Armament Research أضافت معلومة أخرى: يبدو أن داعش يمتلك قاذفات صواريخ مضادّة للدبابات صنعت فى يوغسلافيا السابقة ومنحت لجماعات مسلّحة سورية أخرى. وأسلحة داعش خاصة الأسلحة الثقيلة الّتى لم يشملها هذا التقرير الجديد مثّلت عاملا أساسيًّا فى عمليّاته، بما فى ذلك الهجوم المستمر للجماعة على المدينة الكردية كوبانى فى سوريا. وليست الصينوالولاياتالمتحدةوروسيا ودول الاتحاد السوفيتى السابق ويوغسلافيا وصربيا هم مصادر الأسلحة فقط لهذا التنظيم الارهابى ولكن هناك تركيا التى تعد شريان الحياة بالنسبة للتنظيم فبحسب مصادر أمنية أكدت أن معلومات سرية كشفت مؤخرا أن خط «العظيم – بغداد» يستخدم لنقل السيارات المفخخة. من المناطق الشمالية وإن «داعش يتلقى أسلحة بين الحين والآخر وتمويلى ماليا كبيرا يقدر بملايين الدولارات». مؤكدا أن عناصر من داعش حصلوا مؤخرا على أسلحة من داعميهم بلغت أربعمائة طن من الأسلحة وصلت إلى مقاتليها فى واحدة من أكبر الشحنات التى وصلتهم منذ بدء العمليات فى سوريا قبل أكثر من عامين. وأضافت هذه العناصر أن الشحنة، ومعظمها ذخائر للأسلحة التى تحمل على الكتف والمدافع المضادة للطائرات، دخلت إلى شمال سوريا عبر إقليم «هاتاى» التركى. وأكدت تقارير استخباراتية انتقال الأسلحة عبر الحدود التركية العراقية وقالوا إن عشرين شاحنة كبيرة عبرت من تركيا الأسبوع قبل الماضى وتم توزيعها على مستودعات الأسلحة التابعة لعدد من الكتائب فى الشمال. كما أن هناك زيادة فى شحنات الأسلحة الواردة من تركيا فى طريقها إلى داعش . وكشفت التقارير أن من بين الأسلحة التى ما زالت تنتظر عبور الحدود إلى سوريا أسلحة موجهة مضادة للدبابات أكثر تطورا. وإن الأموال التى اشتريت بها هذه الشحنات جاءت من إحدى دول الخليج وبعض دول أوروبا وجنوب شرق آسيا ، دون أن يحدد دولا بعينها. وقد قام مقاتلو «داعش» بتنفيذ تفجيرات فى مناطق عديدة، ومنها مدينة أربيل، ردا على الغارات الجوية التى شنتها عليهم القوات الأمريكية وبحسب تقارير استخباراتية أن المواد المتفجرة التى استخدموها كانت تركية المنشأ، حصل عليها التنظيم عن طريق تهريب الأسلحة أو سرقتها، فيما يجرى التحقيق من جهة أخرى حيث قد يكون «داعش» حصل على الأسلحة التى أرسلتها تركيا إلى المجموعات المعارضة فى سوريا . وكانت صحيفة «طرف» التركية قد نشرت أن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» يمتلك أسلحة وذخائر بكميات ضخمة من صنع تركيا، مؤكدة أن الأسلحة والذخيرة الموجودة بحوزة مقاتلى «داعش» الذى أثار غضب العالم بسبب الاعتداءات الدموية التى شنها على منطقة كردستان العراق، عليها ختم شركة «هيئة المعدات والصناعات الكيميائية التركية».