بعد أن كانت الدول تهرول لتنال شرف تنظيم بطولة الأمم الأفريقية، على ملاعبها، إلا أن بطولة "كان" 2015 اتسمت بالرعب حتى رست أخيرًا على غينيا الاستوائية، رغم رفض المعارضة هناك وهجومها على رئيس بلادها بسبب قبوله لإقامتها على أرض بلاده.. بسبب الخوف من فيروس إيبولا اللعين. وكأن "إيبولا" أصاب البطولة بلعنة أو بالفيروس الذى قد يطاردها إلى سنوات مقبلة، فى ظل إقامتها كل عامين.. بدأتها المغرب التى رفضت تنظيم البطولة خشية تفشى فيروس إيبولا بشدة على أراضيه نتيجة انتشاره فى بعض الدول الأفريقية مطالبا بتأجيل النسخة المقبلة. وبعد شد وجذب بين الكاف والمغرب وتهديدات من اتحاد اللعبة القارى بمعاقبة الدولة العربية فى حالة إصرارها على الانسحاب من تنظيم البطولة إلا أن المغاربة أصروا على موقفهم. وينتظر الاتحاد المغربى توقيع عقوبات قاسية من جانب الكاف قد تصل إلى حرمان المنتخب المغربى والأندية من المشاركة فى بطولات الاتحاد الأفريقى لمدة 4 سنوات، إضافة إلى الغرامات المالية. ومن هنا بدأ الرعب يسيطر على أروقة الكاف خاصة بعد أن تسابقت الدول الإفريقية فى إعلان رفضها استضافة البطولة على أراضيها، ما وضع الكاف فى موقف حرج للغاية. وكانت الجزائر فى مقدمة الدول التى أعلنت رفضها استضافة البطولة بديلا عن المغرب، حيث كشف وزير الرياضة محمد تهمى أن السلطات العليا للبلاد اعتذرت عن استقبالها بعد تلقى اتحاد الكرة خطابا من الكاف بشأن ذلك، ولكن كانت حجة مسئولى الجزائر أن ملاعبها لا تزال قيد التجديد ولا يمكن أن تستقبل بطولة بحجم أمم أفريقيا. وأدارت مصر ظهرها لأمم إفريقيا على غير العادة، حيث رفض مسئولو الجبلاية استضافة بطولة 2015، بحجة أن البلاد غير جاهزة أمنيا لذلك الحدث الكبير، الذى يحتاج استعدادات قوية من أجل تنظيم المباريات ونقل الجماهير وغيرها. أما مسئولو جنوب إفريقيا فقد أعلنوا رفضهم أيضا استضافة البطولة، حينما قالوا "نخشى الإيبولا ومعندناش فلوس"، وأصدرت وزارة الشباب هناك بيانا رسميا بشأن هذا الأمر. وظل الكاف يجهز الدولة البديلة للمغرب من أجل تنظيم أمم أفريقيا 2015، حتى وجدوا غايتهم فى دولة غينيا الإستوائية بعد موافقة رئيسها، تيودورو اوبيانغ نغيما، على استضافة هذه البطولة. إلا أنه يبدو أن "كاف" 2015 لازالت تواجه الأزمات التى قد تعصف بها وتجعلها فى "خبر كان"، حيث أصدرت جبهة المعارضة بغينيا، بيانا شديد اللهجة تهاجم فيه رئيس بلادها، وأيضا الكاف، على خلفية إقامة البطولة ببلادهم. وجاء فى بيان الجبهة المعارضة، والتى يترأسها سيفيرو موتو نسا، تذمرهم من قرار الرئيس الغينى، وهو بذلك يقبل على شعبه تعرضه لمخاطر وباء الإيبولا، خاصة مع ضعف القطاع الصحى فى بلادهم مقارنة بالمغرب التى رفضت تنظيم البطولة لخوفها من انتشار المرض. معارضو الرئيس الغينى هاجموا أيضا عيسى حياتو ووصفوه ب"الديكتاتور"، مبرزين أنه لم يتفهم قرارا سياديا لدولة خافت على مواطنيها من مرض فتاك قد ينتشر فى ترابها بسبب تنظيم الكاف، فى إشارة للمغرب. وطالبت المعارضة رئيس البلاد بإجراء استفتاء يتم فيه استطلاع رأى الشعب الغينى، ومعرفة موقفه حول إقامة "الكان" من عدمه. وستكون المدن الأربعة المختارة لاستضافة النهائيات هى: مالابو، وباتا، ومونجومو، وبيبيان، وسبق لغينيا استضافة نسخة 2012. ومن جانبه أطلق رئيس عيسى حياتو، تصريحات استفزازية للاعبين الأفارقة داعين المتخوّفين منهم من وباء "إيبولا" البقاء فى بيوتهم وعدم السفر مع منتخبات بلادهم إلى غينيا الإستوائية للمشاركة فى كأس أمم إفريقيا.