بمدينة الفسطاط الواقعة فى قلب القاهرة وعلى مقربة من منطقة مجمع الأديان وعلى مساحة 33 فدانًا يقع المتحف القومى للحضارة الذى يعد الأول من نوعه فى مصر والعالم العربى كونه يحكى قصة الحضارة المصرية منذ فجر التاريخ وحتى اليوم والذى افتتح المرحلة الأولى من إنشائه الأسبوع الماضى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بحضور د. ممدوح الدماطى وزير الآثار وعدد من الوزراء والسفراء والشخصيات العامة. وعن المتحف قال الدكتور خالد العنانى المشرف العام على المتحف القومى للحضارة، أن المتحف يعد الأول من نوعه فى مصر والعالم العربى والذى يقدم نظرة شاملة عن الحضارة المصرية من عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا ومن خلال إبراز التفاعل بين المصريين والأرض التى عاشوا عليها عن طريق موضوعات حضارية اختيرت لإلقاء الضوء على التراث المادى وغير المادى لمصر وهو ما يميز المتحف عن نظرائه، كما يعد مركزًا تعليميًا وبحثيًا مهمًا للزائرين والباحثين المصريين والأجانب. وأضاف المرحلة الأولى التى افتتحت منذ أيام بدأت عام 2004 وانتهت عام 2013 وشملت المبانى الإنشائية وبعض أعمال التشطيبات والجراجات والأعمال الكهروميكانيكية، أما المرحلة الثانية فبدأت عام 2010 وهى شبه منتهية تقريبًا وتشمل المخازن ومعامل الترميم والفرش والهرم الزجاجى كذلك تشمل السينما والمسرح والمحلات وسيتم افتتاحها قبل منتصف عام 2015م ، وأخيرًا المرحلة الثالثة وهى مرحلة العرض المتحفى للآثار والتى لم تبدأ بعد نظرًا لضخامة تكلفتها التى تصل لمليار جنيه وهى غير متوفرة حاليًا. ويصف العنانى المتحف بقوله: هو مجمع ثقافى ترفيهى علمى يتكون من مبنى الاستقبال ويحتوى على ثلاثة أدوار يضم الدور العلوى مسرحًا يتسع ل 486 متفرجا و4 كبائن ترجمة وبازارا وكافيتريا تطل على بحيرة عين الصيرة، أما الدور الأوسط فيضم مركز التربية المتحفية الذى يعلم الأطفال حتى 16 عاما والكبار اللغة الهيروغليفية واستخدام النول وبه خمس قاعات للتدريس وقاعتان إحداهما للمؤتمرات، أما الثانية للمحاضرات وتضم 187 مقعدًا وكافيتريتين تطلان على البحيرة ومطبخا وأخيرًا الدور السفلى ويحتوى على قاعة السينما والتى تتسع ل 332 متفرجا و42 محلا تجاريا وجراجا للسيارات يتسع ل 450 عربة و55 أتوبيس. وعن مبنى صالات العرض قال إنه يضم دورا مساحته 11 ألف متر مربع من المخازن الأثرية تعتبر الأحدث والأكبر على مستوى الجمهورية كذلك معامل ترميم تصل مساحتها إلى ثلاثة آلاف متر مربع ومطبعة المانية جاهزة للتشغيل يصل سعرها إلى 17 مليون جنيه، أما الدور الأوسط بالمبنى الإدارى فيضم وحدة استقبال الآثار ووحدة تعقيم الآثار ووحدة تسجيل الآثار ومركز التدريب ومكاتب الأمناء والمكاتب الإدارية ومخزن المومياوات المزود بنظام عزل الرطوبة ووحدة مراقبة وأخيرًا يضم الدور العلوى قاعة العرض وهى عبارة عن قاعة مركزية كبيرة مرتبة وفقا للترتيب الزمنى للآثار كذلك 6 قاعات عرض وفقا للموضوع وهى فجر الحضارة - النيل - الكتابة - الدولة والمجتمع - الثقافة المادية - المعتقدات الدينية، كما يوجد أعلى المتحف هرم زجاجى يطلق عليه متحف العاصمة يمكن من خلاله رؤية القاهرة بأكملها من خلال العين أو من خلال وسائل المالتيميديا الحديثة، كما سيتم نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى لعرضها فى متحف الحضارة. وأشار العنانى الى أنه تم اختيار الفسطاط كمكان لبناء متحف الحضارة نظرًا لأهميتها الثقافية فهى أول عاصمة لمصر الإسلامية كذلك وجود الموقع بجانب منطقة مجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص وبحيرة عين الصيرة، أما من الناحية العملية فالمتحف قريب من طريق صلاح سالم المؤدى للمطار والطريق الدائرى المؤدى للمتحف المصرى الكبير كذلك المترو، والمتحف مقام على مساحة 133 ألف متر مربع أى ما يقارب 33 فدانا وتبلغ مساحة المبانى فقط 95 ألف متر مربع، أما المساحة الباقية فسيتم زراعتها كحديقة تطل على البحيرة، مضيفا أن المتحف أنشئ بتمويل مصرى بالتعاون بين صندوق آثار النوبة ووزارة الآثار وإشراف منظمة اليونسكو ومن المتوقع أن يتم فتح باب التبرعات من أجل المرحلة الثالثة، كما أنه سيتم البحث عن رعاة مثل باقى متاحف العالم. وفى نهاية حديثه مع أكتوبر أكد أنه سيتم تنظيم معرض بعنوان «الحرف والصناعات فى مصر عبر العصور» عن الحرف الموجودة حتى الآن إذ سيتم استقدام حرفيين من أبناء المنطقة لعرض منتجاتهم وذلك لزيادة إحساسهم بالانتماء لها وبالتالى يحافظون على نظافتها ليستفيدوا منها.