محتويات المعرض تعبر فى مالطا عن مبادرات السلطان قابوس الإيجابية التى تستهدف التأكيد على سماحة الدين وأنه يدعو إلى السلام ونبذ العنف والإرهاب والتطرف والمذهبية ويحض على التعاون بين الشعوب. من سلطنة عُمان انطلقت إشعاعات حضارية نحو مالطا حيث تم افتتاح فعاليات معرض "رسالة الإسلام" الذى تنظمه السلطنة فى مختلف دول العالم حتى وصلت فعالياته إلى مالطا، حيث يواكب خلال الفترة الراهنة احتفالات السلطنة بالعيد الوطنى. تقدم محتويات المعرض صورة واضحة المعالم للواقع المعاصر المشرق للسلطنة وكذلك لتاريخها الزاهر والمشرف من ناحية، كما توضح من جانب آخر جوهر الفكر الإسلامى الرشيد الذى تعبر عنه سياسات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان ومواقفه الثابتة التى تؤكد على سماحة الإسلام الحنيف وأنه يدعو الى السلام ونبذ العنف والإرهاب والتطرف والمذهبية ويحض على التعاون الإيجابى بين الشعوب. وكان قد أقيم منذ عدة أشهر فى البرازيل. هكذا يواصل المعرض مسيرته الدولية فى التعريف بالسلطنة ودورها فى نشر ثقافة التعايش الحضارى، وتعزيز قيم التفاهم الإنسانى، فى إطار مبادرات السلطان قابوس الايجابية التى تستهدف إثراء حوار الحضارات، انطلاقا من المجتمع العمانى العريق الذى يعتز أبناؤه على مر العصور أن أجدادهم الأوائل اعتنقوا الإسلام طواعية إبان حياة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ولقد كانت رسالة الإسلام منعطفا مهما بالنسبة للعمانيين، حيث ما لبثوا أن قاموا بدور رائد فى تثبيت دعائم الدعوة ورفع وإعلاء راية الإسلام خفاقة شرقا وغربا. أقيمت احتفالية افتتاح المعرض تحت رعاية الدكتور جورج فيلا وزير الخارجية المالطى وبحضور الشيخ أحمد بن سعود السيابى الأمين العام بمكتب المفتى العام للسلطنة وتم تنظيمها فى مركز سانت جيمس للإبداع فى العاصمة فاليتا. من جانبه أكد الشيخ أحمد بن سعود السيابى الأمين العام بمكتب المفتى العام للسلطنة أن الإنسان العمانى مفطور على الخصال الحميدة فى التعامل مع الآخرين، وقد نقل العمانيون تعاليم الإسلام السمحة إلى بقاع العالم المختلفة بروح من التسامح، تمثلا بقول النبى صلى الله عليه وسلم: لو أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك. وأضاف: عرف الإنسان العمانى عبر تاريخه بتسامحه دينا وعادة، فلا تكفير ولا تفجير، ولا قتل ولا ذبح ولا تدمير، وهذه هى رسالة الإسلام من عمان إلى العالم. كما ألقى الدكتور جورج فيلا وزير الخارجية المالطى كلمة أشار فيها إلى أن المعرض يأتى فى سياق الاحتفال بمرور أربعين عاما على تأسيس العلاقات العمانية -المالطية والتى بدأت فى نوفمبر عام 1974، مؤكدا على أن السعى المشترك قائم من أجل تعميق هذه العلاقات بين الجانبين ليس فقط على الصعيد الرسمى وإنما على المستوى الشعبى كذلك. وقال: إن توقيت المعرض يأتى فى مرحلة شديدة الأهمية، حيث يعم العنف والتطرف أنحاء عديدة فى العالم، وهنا تتأكد الحاجة إلى التسامح والتفاهم والتعايش وقال: إن مالطا فخورة باستضافة المعرض، وهو أرضية لمزيد من التعاون الثنائى بين البلدين، مؤكدا ثقته أنه سيكون نبعا مستمرا من الفعاليات الثقافية بين الجانبين. من جانبه عبر الدكتور محمد بن سعيد المعمرى المستشار العلمى بمكتب وزير الأوقاف والشئون الدينية المشرف العام على معرض (رسالة الإسلام) عن سعادته بإقامته فى جمهورية مالطا، مثمنا كل الجهود التى بذلت من أجل تنظيمه، معتبرا هذا المعرض نقطة مضيئة أخرى فى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرصة لتعريف الجمهور المالطى بما تزخر به السلطنة من إرث حضارى وإنسانى ممتد على مر القرون. المعرض حط رحاله فى العديد من مدن العالم من قبل حاملا معه نفحات الرسالة الإسلامية ليؤكد على أهمية تعانق الأيادى فى سبيل نيل السلام العالمى، ودعم التعايش البناء، كى يقطف الجميع ثمار ذلك فى تنمية شاملة عادلة.