ربما لم يسمع الكثير منا عن (بوليفيا) إحدى دول أمريكا اللاتينية إلا من معلقى كرة القدم أو من النقاد الرياضيين.. فهى إحدى دول الحديقة الخلفية لأمريكا العظمى- التى تسيطر الآن على مقدرات العالم كله- بوليفيا الطامحة تتحسس لقدمها موضع ما على خارطة الدنيا فلا تجد لنفسها موضع مناسب خارج عالم الرياضة عامة وكرة القدم خاصة فلطالما كانت الدولة الأصغر والأفقر منزوية فى الركن القصى من اهتمام العالم ورغم ثقل هذه الحقيقة فقد نجحت الديمقراطية فى بوليفيا واختارت (إيفو موراليس) لمنصب الرئاسة لدورة ثالثة بنسبة 61% مقابل حصول منافسه على نسبة 24% من أصوات الناخبين، ويعد موراليس أول رئيس من الهنود الحمر (السكان الأصليين ) فى القارتين الأمريكيتين ومن أشد المعارضين للإمبريالية الأمريكية، كما أن فوزه قد عزز الاستقرار السياسى لأول مرة فى بوليفيا التى عانت من 160 انقلابا منذ استقلالها عن إسبانيا عام 1825 حتى صعود نجم موراليس عام 2006. ويذكر «إيفو» فى سيرته الذاتية التى كتبها بنفسه أن عمله كراعى لحيوانات اللاما من أجل مساعدة أسرته وتنقله على قدميه عبر جبال الأنديز القاحلة والجليدية حاملاً على ظهره الماء والحطب، جعل منه شخصية لا تخشى الموت وقادرة على مواجهة مصاعب الحياة وأنه لا ينسى حياته الأولى وسط قبيلته التى كانت تعانى من الفقر ودون كهرباء وأنه فقد أربعة من أشقائه السبعة بسبب المرض وسوء التغذية. وعن تعليمه، يقول موراليس إنه نال الحد الأدنى من التعليم وإنه كان يتعثر فى قراءة وكتابة اللغة الإسبانية ولم تتغير حياته إلا بعد انتقاله للحياة فى منطقة تشابارى الاستوائية وعمله فى زراعة أوراق الكوكا وإن عمله النقابى قد بدأ فى سن مبكرة بعد أن أصبح زعيما نقابياً لمزارعى الكوكا ثم نائباً فى البرلمان. ويقول موراليس فى مذكراته إنه تأثر كثيرا بالزعيم الكوبى فيدل كاسترو وتتلمذ على يد الثائر الحاضر الغائب هوجو شافيز الرئيس الفنزويلى السابق وإنه انضم لكافة التحالفات المعارضة للسياسة الإمبريالية العالمية وخاصة الأمريكية، وقال فى كلمته لشعبه عقب فوزه «إننا سنظل نعارض السياسة الإمبريالية لأمريكا الشمالية .. إن الشعب فى بوليفيا يحارب ضد الاستعمار والرأسمالية المتوحشة». أما حياته الخاصة فهو أب غير متزوج ولديه ولدين من علاقات غير رسمية. وبسؤاله عن رفضه لإتمام زواجه يرد (بلباقة فطرية) أنه متزوج من بوليفيا معشوقته الوحيدة، ويقول عنه الخبراء السياسيون إن البوليفيين لن ينسوا حقبة موراليس فقد حقق لهم خلالها استقراراً سياسياً واقتصادياً لم يعرفوه من قبل وإن سياسته الرشيدة قد أسهمت فى زيادة الدخل الوطنى من 10 إلى 35% ونمو بالدخل القومى بنسبة 4% بالإضافة لحسن استغلاله لفائض أرباح بيع الغاز والبترول فى إقامة مشاريع استثمارية اقتصادية وإنتاجية ناجحة وتحسين البنية التحتية وخاصة المواصلات .