آل باتشينو وصديقته الجميلة يخطفان الأنظار ابتعد مهرجان فينيسيا «البندقية» السينمائى الدولى فى دروته 71 هذا العام، عن الأفلام الرومانسية الناعمة التى اشتهر بها، وانشغل بأفلام الإبادة الجماعية والمذابح والأفلام التى يغلب عليها الطابع السياسى. وبدأت دورة المهرجان الحالية بعرض فيلم «بيردمان» أو «الرجل الطائر» بطولة مايكل كيتون وإيما ستون وإدوارد نورتون وناعومى واتس. وتدور قصة الفيلم الذى قام بإخراجه المخرج المكسيكى المولد أليخاندرو جونزاليز إناريتو، مخرج فيلمى «اموريس بيروس» و»بابل»، حول ممثل فقد شهرته ويحاول العودة مجددا للأضواء عن طريق المشاركة فى مسرحية فى بروادواي. وقوبل الفيلم باستحسان كبير لدى عرضه على وسائل الإعلام قبل عرضه الافتتاحى فى المهرجان، وفى اليوم الثانى من أيام المهرجان عرض فيلمان أدخلا الحزن على نفوس الجماهير ، حيث تناول الأول مذبحة فى إندونيسيا خلال ستينيات القرن الماضي، فيما عرض الآخر الظروف القاسية التى تعيشها إيران بسبب العقوبات الدولية وتأثيرها على عامة الناس. كما عرض المهرجان فيلم «ذا لوك أوف سايلنس» للمخرج الأمريكى جوشوا أوبنهايمر خارج المسابقة الرسمية. وتدور أحداث الفيلم حول فرق إعدام قامت بترويع إندونيسيا فى أعقاب انقلاب فاشل قادة شيوعيون وقتلت ما يصل إلى مليون شخص، والفيلم هو العمل الوثائقى الثانى لأوبنهايمر عن نفس القضية بعد «ذا آكت أوف كيلينج» عام 2012، الذى رشح لجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي. ورداً على سؤال فى مؤتمر صحفى عن سبب إخفاء أسماء العاملين فى الفيلم، قال أوبنهايمر إنهم قد يتعرضون للخطر فى حالة الكشف عن هوياتهم. وأضاف أوبنهايمر أن «هناك خطورة سياسية كبيرة على أى شخص اشترك مع الطاقم فى إندونيسيا إذا كشفت هويته للسلطات الإندونيسية، خاصة للجيش والمجموعة شبه العسكرية التى لعبت دوراً بارزاً فى فيلمى الأول». كما عرض المهرجان فيلم كوميدى فرنسى عن واقعة سرقة نعش الممثل الكوميدى الراحل تشارلى شابلن بعد فترة وجيزة من وفاته عام 1977. وقال يوجيني، نجل تشارلى شابلن، فى مؤتمر صحفى إنه تردد فى بادئ الأمر فى التعاون مع المخرج خافيير بيفو فى فيلمه «برنس أوف جلوري» «لأننى لم أر ما يدعو للضحك فى سرقة نعش، لكن بعد مشاهدة أفلام بيفو قلت لم لا». كما عرض مهرجان فينيسيا فيلم «ذا كت» والذى يدور حول مذابح الأرمن ، كما تم عرض فيلمين آخرين من الأعمال المنافسة على أرفع جوائز المهرجان «الأسد الذهبي»، وفيلم وثائقى حول رئيس الوزراء الإيطالى السابق سيلفيو برلسكوني، ويدور «ذا كت» حول أحد الناجين من الإبادة الجماعية للأرمن، والذى سافر فى جولة حول العالم بحثا عن بناته ، والفيلم للمخرج الألمانى التركى فاتح أكين، وقال الممثل سيمون أبكاريان، الذى يشارك النجم الفرنسى طاهر رحيم البطولة : «إن الفيلم الذى أخرجه فاتح هو الفيلم الذى ينتظره الأرمن». وتشير تقديرات إلى أن نحو 5ر1 مليون شخص من الأرمن قد قتلوا على أيدى الجنود العثمانيين الأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى من خلال مذابح أو ما يعرف بمسيرات الموت. وأدى طاهر رحيم الذى ذاع صيته منذ دوره فى فيلم «نبي» عام 2009، دورا تمثيليا مثيرا للإعجاب فى بطولة هذا الفيلم. وقال أكين إن « الفيلم يروى قصة للحرب والنزوح ويصور قوة الحب والأمل ، والتى تمكننا من تحقيق ما لا يمكن تصوره». وأثار الفيلم بالفعل جدلا فى تركيا ، التى ترفض سلطاتها الاعتراف بالإبادة الجماعية التى ارتكبتها قوات الدولة العثمانية عام 1915، وتلقى مسئولو صحيفة تركية أرمينية أجرت حوارا مع أكين فى أواخر يوليو الماضى تهديدات بالقتل. يذكر أن «ذا كت» ينافس ضمن 20 فيلما على أكبر جوائز مهرجان فينيسيا فى دورته الحادية والسبعين. وعرض المهرجان أيضا الفيلم الفرنسى «لوان ديزوم» أو (بعيدا عن الرجال) للمخرج الفرنسى دافيد أولهوفن والذى يدور حول الثورة الجزائرية، وفيلم «هانجرى هارتس» للمخرج الإيطالى سافيريو كوستانتسو. كما ينتظر الإيطاليون مشاهدة فيلم «بيلوسكوني، أونا ستوريا سيسيليانا» الوثائقى الذى يدور حول برلسكونى ، ويربط الفيلم بين مدينة صقلية والمافيا بها وبين برلسكوني.