لما اشتد إيذاء كفار قريش لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذهب إلى الطائف ليدعو أهلها إلى الإسلام، فكان الإيذاء أشد، فسلطوا عليه سفهاءهم يرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان، وذلك بعد وفاة سندى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى دعوته عمه أبو طالب، وزوجته خديجة، فكانت «الإسراء والمعراج» تشريفة للرسول وتكليفا بالصلاة، فلم أجد غير صحيح الحديث يروى رحلة الإسراء والمعراج. جاء فى صحيح مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال: «أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته، حتى أتيت بيت المقدس قال: فربطته بالحلقة التى يربط به الأنبياء، قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءنى جبريل عليه السلام: بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل – عليه السلام: اخترت الفطرة، ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل، فقيل من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. فَفُتح لنا، فإذا أنا بآدم فرحب بى ودعا لى بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل، عليه السلام، فقيل من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه فَفُتح لنا، فإذا أنا بابنى الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا، صلوات الله عليهما – فرحبا ودعوا لى بخير، ثم عرج بى على السماء الثالثة، فاستفتح جبريل. عليه السلام فقيل من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد ( صلى الله عليه وسلم ). قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. فَفُتح لنا فإذا أنا بيوسف ( صلى الله عليه وسلم ) – إذا هو قد أعطى شَطر الحسن، فرحب ودعا لى بخير، ثم عرج بى على السماء الرابعة، فاستفتح جبريل – عليه السلام – فقيل من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه فَفُتح لنا، فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لى بخير، قال الله – عز وجل: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) مريم «57»، ثم عرج بى إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبريل – عليه السلام – فقيل من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد ( صلى الله عليه وسلم ): قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. فَفُتح لنا، فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لى بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام – فقيل من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. فَفُتح لنا، فإذا أنا بموسى ( صلى الله عليه وسلم ) – فرحب ودعا لى بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه فَفُتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم ( صلى الله عليه وسلم ) مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثم ذهب بى إلى سدرة المنتهى، وإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال. قال فلما غشيها من أمر الله ما غشى تغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها، من حسنها، فأوحى الله إلىّ ما أوحى، ففرض عليّ خمسين صلاة فى كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى ( صلى الله عليه وسلم ) فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قلت: خمسين صلاة قال: ارجع على ربك فأسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك، فإنى قد بلوت بنى إسرائيل وخبرتهم قال: فرجعت ربى، فقلت يا رب خفف على أمتى، فحط عنى خمسة، فرجعت إلى موسى فقلت: حط عنى خمسا قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال: فلم أزل أرجع بين ربى تبارك وتعالى – وبين موسى عليه السلام – حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة قال، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربك فأسأله التخفيف. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقلت: قد رجعت إلى ربى حتى استحيت منه.