على عادتى فى رمضان اخترت ثلاثة أو أربعة مسلسلات لمتابعتها وقررت تأجيل مشاهدة المسلسلات المتبقية إلى وقت آخر، قد يكون بعد رمضان مباشرة وقد يكون فى أوقات أخرى من العام اعتادت فيها الفضائيات على إعادة عرض هذه المسلسلات، ولا أظن أن المواطن منا لديه وقت أو دماغ لمتابعة عدد أكبر من ذلك من مسلسلات رمضان مهما كان اسم النجم الذى يلعب دور البطولة فيها أو كان الموضوع. من بين المسلسلات التى اخترت متابعتها مسلسل «صاحب السعادة» للنجم عادل إمام، ومسلسل «الصياد» للنجم يوسف شريف ومسلسل «دكتور أمراض نسا» للنجم مصطفى شعبان ومسلسل «سجن النسا» للنجمتين نيللى كريم ودرة... الاختيار تم تحت تأثير الاجتماع العائلى بحكم أننا لا نملك فى بيتنا غير جهاز تليفزيون واحد نجتمع كلنا حوله. وهذه أولاً ملاحظاتى على مسلسل «سجن النسا» السجن الذى هو سجن النسا فى المسلسل ليس هو السجن التابع لمصلحة السجون فى وزارة الداخلية والتى عملت فيه بطلة المسلسل نيللى كريم سجانة ودخلته بطلة المسلسل الثانية درة مسجونة وإنما سجن النسا فى هذا العمل الدرامى (المجتمع والظروف الاجتماعية).. يتكلم المسلسل عن شريحة من النساء فى مجتمعنا هن نساء الطبقة الدنيا (الناس اللى تحت قوى). هؤلاء النسوة المحاصرات بالفقر والجهل والعار اللاتى يعشن فى يومياتهن سلسلة من الإحباطات والاعتداءات التى تغتال. قبل اغتيالها لأنوثتهن إنسانيتهن! لكن الذى لا أفهمه حتى الآن تلك الصورة التى أفزعتنا جميعًا صورة الرجل الذى يتردد على فتاة عذراء تعيش بمفردها بل ويعيش معها ويعاشرها ويخدعها وينهب مدخراتها ويهجرها إلى أخرى ثم يعود إليها ويتزوجها. فين فى مصر بيحصل ده؟ صحيح من الممكن ألا يكون فى هذه الحوارى جيران محترمون لهم سمعة وحريصون على سمعة المكان الذين هم فيه.. لكن من المؤكد أن فى سكان هذه الحوارى جيران حشريين يموتون فى الفضايح! ماذا يقصد المؤلف والمخرج وصناع المسلسل كلهم من تقديم هذه الصورة؟!