د. عكرمة صبرى، خطيب المسجد الأقصى دعا الفلسطينيين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، والذود عنه بكل غال ونفيس، مؤكدا أن «وحدة شعبنا ستفشل كل محاولات التهويد لمدينة القدس وضواحيها». وقال صبرى فى تصريحات خاصة ل «أكتوبر»: لا ينبغى الخضوع لأوامر الاحتلال، وعلى الشبان والشيبة والنساء التكاتف حول المسجد الأقصى الذى يعانى من دنس الاحتلال الإسرائيلى، لافتا إلى أن عنوان الشهر الفضيل هو الدفاع عن المقدسات الإسلامية، متطرقا إلى أساليب الاحتلال فى محاولاته لاقتحام المسجد الأقصى، وكيفية صدها من قبل الحراس. واعتبر أن ما يجرى فى الضفة المحتلة جاء ضمن ترتيب وتخطيط من الجانب الإسرائيلى لتغطية جرائمه بحق المسجد الأقصى، ومدينة القدس، منوها إلى أنه يقوم بطمس معالم البلدة القديمة فى القدس، وتغيير أسماء الشوارع والحارات العربية فيها. ورغم ما تمر به المدينة من حصار اقتصادى، وتفاعلات سياسية معقدة، وعدوان إسرائيلى متواصل على القدس من اقتحامات، واعتقالات، وطرد، وتهجير، وفرض ضرائب باهظة من قبل الاحتلال، تبقى المدينة ناهضة من تحت الركام لتنفض غبار الاستيطان، لتجدد عهدها مع من عشقوا عبق إيمانها فى رمضان. وفى ذات السياق، قال المحلل السياسى محمود فطافطة: إن ما تتعرض له مدينة القدس بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص من حصار يبث الحزن والأسى لقلب كل فلسطينى يتشوق إلى الصلاة فيهما.. مضيفا أن التزيين والاستعداد لاستقبال رمضان شعور ممزوج بالألم، لعدم تمكن الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، مبينا أن «المقدسيين يحاولون تغيير الواقع، ولو لشهر واحد بعيدا عن مضايقات الاحتلال وتخفيف حدتها عليهم». وبين فطافطة أن ما تقوم به إسرائيل من حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى المدينة المقدسة يمثل اعتداءً صارخا وانتهاكا سافراً لكل مواثيق الأرض والسماء. ولا يخفى المقدسيون قلقهم حيال الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى القدس وتأثيرها السلبى على أداء العبادات التى اعتادوا عليها كل عام فى الشهر المبارك، خاصة فى المسجد الأقصى، لتنعكس الإجراءات والممارسات الاحتلالية بصورة جلية على كافة مناحى الحياة المقدسية. أكد عبد السلام عواد، الباحث والمتخصص فى شئون القدس أن المقدسيين يستعدون لاستقبال رمضان الكريم بنفسيات طيبة ومؤمنة، رغم ما يتعرضون له من مضايقات الاحتلال المستمرة، وما تتعرض له القدس من عمليات تهويد واستيطان. وقال عواد: اعتاد المقدسيون على تزيين مدينتهم منذ زمن المماليك والدولة العثمانية، واستمرت هذه التقاليد حتى يومنا هذا، وزادت مع محاولات الاحتلال تهويد المدينة المقدسة ونشر الأعلام على القباب وإضفاء الصبغة اليهودية عليها.