بعد انتهاء مولد الثانوية العامة بكل ما فيه من غش إليكترونى وجماعى، وامتحانات يستعرض فيها واضعو الأسئلة عضلاتهم على طلاب يعانون من فوضى العملية التعليمية.. لا أدرى- ونحن نضع خطة تطوير المناهج- لماذا لا تهتم وزارة التربية والتعليم بالجوانب النفسية والعقلية للطلبة المتفوقين عقليا.. وتستعين بالخبراء والمتخصصين فى التربية الحديثة لوضع برامج إرشادية للتعامل مع هؤلاء المتفوقين والموهوبين؟! وقد استمعت لهذه الملاحظة المهمة من د. إيمان فوزى شاهين أستاذ الصحة النفسية بتربية عين شمس أثناء مناقشتها لرسالة علمية جديرة بالاهتمام أعدتها الباحثة فاطمة الزهراء محمد المعيدة بتربية حلوان للحصول على درجة الماجستير عن توقعات الوالدين لأبنائهم المتفوقين فى المرحلة الثانوية والضغوط التى يمارسونها عليهم.. والتى تكون فى بعض الأحيان دافعا إيجابيا لتحقيق المزيد من النجاح والتوفيق والتميز لهم.. أو تأتى هذه الضغوط بنتيجة عكسية تماما من الفشل والإحباط لهم.. وهذا يتوقف على إدراك الطالب المتفوق لهذه التوقعات الوالدية. ولهذا نجد أن د. نجيبة الخضرى أستاذ الصحة النفسية ورئيس لجنة المناقشة تطالب بأن تخفف الأسر المصرية من ضغوطها على أبنائهم المتفوقين فى المرحلة الثانية لأنهم فى مرحلة حرجة «مرحلة المراهقة».. وأظن أن كل أسرة يجب أن تراعى ذلك. كما اتفقت معها أيضا فى هذه الملاحظة المهمة د. سهير محمود أمين أستاذ الصحة النفسية والمشرفة على الباحثة، حينما أشارت إلى أن إسراف الأسرة فى التسلط على أبنائهم الموهوبين والمتفوقين أن ذلك يدفعهم أحيانا إلى تأثيرات سلبية عليهم.. وأن دور الأسرة يجب أن يكون مشجعا لقدرات أبنائهم الإبداعية.. وأن تترك لهم الحرية الكاملة فى اختيار طريقهم وتنمية مواهبهم. وأتفق تماما مع ما قاله د. أحمد بديوى أستاذ الصحة النفسية بالكلية بضرورة الاهتمام بمثل هذه الأبحاث العلمية وتطبيقها عند رعاية الموهوبين والمتفوقين فى المرحلة القادمة التى نعيد فيها بناء الدولة بعد ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيه 2013. والحقيقة أن الباحثة فاطمة الزهراء بذلت جهدا كبيرا فى إلقاء الضوء الساطع على فئة مهمة فى مجتمعنا.. وهم فئة المتفوقين عقليا باعتبارهم الثروة الحقيقة لمجتمعنا والركيزة التىسنعتمد عليها فى المستقبل القريب. وناشدت كل المسئولين بضرورة الاهتمام بالمتفوقين والموهوبين وبذل كل الجهد لرعايتهم.. ووضع مقررات وأنشطة دراسية خاصة بهم بمعرفة وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع المسئولين فى التربية ومراكز البحوث النفسية والتربوية. *** أحسب أننا يجب الاستفادة من مثل هذه الأبحاث التربوية والعلمية المهمة وتطبيقها من أجل مستقبل أبنائنا.. بدلا من وضعها على أرفف المكتبات بلا فائدة..