بكل المقاييس جاءت نتيجة تصويت المصريين فى الخارج فى الانتخابات الرئاسية مفاجأة من العيار الثقيل! النتيجة كما أعلنها الأمين العام للجنة العليا للانتخابات أكدت أن عدد المشاركين فى انتخابات الخارج بلغ 318 ألفا و33 صوتا.. حصل منها المشير عبد الفتاح السيسى على 296 ألفا و628 صوتا بنسبة 94.5%.. بينما حصل منافسه حمدين صباحى على 17 ألفا و207 أصوات بنسبة 5.4%.. وبلغ عدد الأصوات الباطلة 4 آلاف و198 صوتا. ومن الطبيعى أن يشعر مؤيدو حمدين صباحى وتشعر حملته بالصدمة لهذه النتيجة التى جاءت مخيبة للآمال من وجهة نظرهم.. غير أن الصدمة الأكبر كانت من نصيب جماعة الإخوان التى لا تعرف إلا الكذب لتخفيف آثار الصدمة والتى تعتبر بالنسبة لهم مصيبة بكل المقاييس! وليس غريبا أن يحاول أنصار ومؤيدو حمدين صباحى وحملته.. تجاوز تأثير الصدمة فيقومون بتعديل خططهم وبذل جهد أكبر فى الحشد واستنفار همم الشباب الذين يعتمدون عليهم للتصويت لمرشحهم وإقناعهم بالمشاركة فى الانتخابات وعدم الاستسلام لدعاوى المقاطعة. كل ذلك معقول ومقبول ومتوقع.. فهذه هى طبيعة الانتخابات ومنهجها.. إذا جاءت المؤشرات فى غير صالح طرف فإنه على الفور يقوم بتعديل خططه ويحاول أن يسابق الزمن من أجل تصحيح مساره. وربما لهذه الأسباب سمعنا من حملة حمدين صباحى تصريحات تؤكد أن نتيجة تصويت المصريين فى الخارج ليس لها تأثير على عملية التصويت فى الداخل.. وأن الداخل وليس الخارج هو المعركة الحقيقية.. وأكد المرشح الرئاسى حمدين صباحى نفسه أنه على ثقة من أن هذه النتيجة التى أسفرت عنها انتخابات الخارج ستدفع الشباب فى الداخل للاحتشاد والوقوف وراءه وكسب المعركة الانتخابية! كل هذا كما ذكرت معقول ومقبول ومتوقع لكن المصيبة الحقيقية والأكبر كانت من نصيب جماعة الإخوان! *** كان الإخوان يحلمون ويأملون ويخططون لكى تأتى أعداد الناخبين فى الخارج قليلة وهزيلة.. لكى يصدعون رؤوسنا بحكاية رفض الشعب المصرى للانقلاب العسكرى! أكبر تعبير عن هزيمتهم وصدمتهم من الأعداد الغفيرة التى شاركت فى التصويت.. ثم النتيجة الكاسحة التى حظى بها المشير السيسى.. أكبر تعبير عن هذه الهزيمة وهذه الصدمة ما قاله القيادى الإخوانى الهارب جمال حشمت.. أو بمعنى أدق ما اعترف به! أنقل عن جريدة اليوم السابع ما قاله جمال حشمت فى كلمة ألقاها أمام مؤتمر عقدته جمعية ائتلاف المصريين الكنديين من أجل الديمقراطية.. بمدينة كالجارى الكندية.. قال جمال حشمت إن الجماعة والتحالف الذى تتزعمه كانت تعول على ما وصفه بالرهانات الخاسرة طوال الفترة الماضية.. مشيرًا إلى أن هذه الرهانات تضمنت انشقاق الجيش وفشل السلطة فى إدارة الشأن الاقتصادى للبلاد وتوقف الدعم الخارجى.. وطالب القيادى الإخوانى الجماعة بالاعتماد على نفسها فى الداخل والخارج بدلًا من الاعتماد على الرهانات الخاسرة! لماذا يعترف القيادى الإخوانى بهذه الخسارة وبهذا الأسلوب؟! لماذا يجىء اعترافه فى هذا التوقيت؟! لماذا قال الذى لم يقله هو وجماعته من قبل؟! ببساطة لأن نتيجة تصويت المصريين فى الخارج كانت بالنسبة للإخوان الهزيمة بعينها.. كل هذه الأعداد.. وهذه النسبة المخيفة المرعبة التى حصل عليها السيسى.. كل هذه المصائب أكبر من احتمالهم.. والعمل؟!.. اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تصدق كذبتك (!!!) *** اخترع الإخوان كذبة غريبة عن طريق قناة الجزيرة التى أصبحت رسميا لسان حال الجماعة! قال الإخوان إنه إذا كان صحيحًا أن أعداد الناخبين التى بلغت أكثر من 318 ألف صوت قد تفوقت على أعداد الناخبين الذين صوتوا للرئيس مرسى عام 2012 بحوالى 4 آلاف صوت.. إلا أن أعداد المصريين فى الخارج الذين كان لهم حق التصويت أيام الرئيس مرسى كانوا لا يتجاوزون ال 600 ألف ناخب.. أما أعداد الذين لهم حق التصويت فى انتخابات 2014 فقد بلغت 8 ملايين ناخب.. ومن ثم فإن نصف المصريين فى الخارج تقريبًا شاركوا فى انتخابات الرئيس مرسى.. بينما لم تزد نسبة المشاركة فى انتخابات 2014 عن نصف فى المائة (!!!). من أين جاء الإخوان بهذه الأكذوبة؟! من أين جاءوا بهذه المغالطة المكشوفة والمفضوحة؟.. الناخبون فى الخارج أيام الرئيس مرسى - أى قبل عامين - كانوا 600 ألف ناخب.. أما الآن فقد بلغ عددهم 8 ملايين ناخب. كيف زادت أعداد المصريين فى الخارج من 600 ألف إلى 8 ملايين فى عامين اثنين فقط؟!.. وكيف يصدق الإخوان أنفسهم؟!.. هل لكى يثبتوا أن أعداد المصريين فى الخارج الذين شاركوا فى الانتخابات كانت هزيلة وأن المصريين قاطعوا الانتخابات؟! كيف وقد رأينا جميعا الحشود والطوابير التى امتدت أمام السفارات المصرية فى كل دول العالم.. بلا استثناء! *** لان المصريين فى الخارج لا يختلفون عن المصريين فى الداخل فإنه يمكن اعتبار نتيجة الخارج استطلاع رأى دقيق وحقيقى يمكن معه توقع نتائج الانتخابات النهائية. المهم أن نشارك جميعًا.. وإذا كنا من مؤيدى حمدين صباحى فنحن فى حاجة لزيادة حصته من أصوات الناخبين.. إما للفوز أو الخسارة بعدد من الأصوات تسمح له بزعامة المعارضة.. أما إذا كنا من مؤيدى المشير السيسى فهو فى حاجة للفوز بنسبة مشاركة كبيرة تؤهله لمواجهات التحديات الكثيرة التى تفرض عليه من الداخل والخارج. وأما جماعة الإخوان فليس أمامهم إلا أن يعضوا أصابع الندم!