كل الدراسات والاختبارات التى خضع لها الطفل المصرى، أثبتت أنه من أذكى أطفال العالم ، فهذا ما دفع الباحثة التربوية الأمريكية – ريناد عصام لدويه من أصل فلسطينى، أن تبحث لتأكيد هذه الظاهرة من خلال طفل أصم ، وآخر طبيعى، وأثبتت أن الطفل الأصم المصرى هو الأذكى عالميا، بعد خضوعه لعمليات تدريب إشارية مكثفة من الجمعية المصرية لمترجمى الصم، فى التعامل مع الطفل الأصم . وتقول ريناد إن الطفل الأصم باختصار شديد، يتمتع بقدرات ومواهب ونضج مبكر. ويهتم بالحياة، أكثر مما كنا نعتقد، كما أننى لم اعتمد على التشديد على الوظائف الفكرية للطفل الأصم، ولا على تشجيع الوالدين ليسبق سنه. هذه الأفكار ليست دليلاً لتعلمكم كيف تحولون أبناءكم إلى نابغة صغير، لكن ذلك لا يعنى أن عليكم اعتماد موقف سلبي، فى مواجهة نمو الطفل الفكري، وانتظار أن يتقدم بنفسه بدون مساعدة، فكلما ساهمت بتنويع ردود فعل ذكائه التلقائية والطبيعية، كلما زادت إمكانياته وتعمقت رغبته باكتساب المزيد. وتشير الباحثة التربوية إلى إمكانية تكييف طفل أصم وآخر طبيعى عن عمر يقارب الست سنوات، ومقارنة نسب ذكاء كلٍ منهما. وقالت بالتدريب والتوجيه نجحت تجربتى بكل اقتدار، واعتمد بحثى وتدريبى فى البداية على التوفيق والمواءمة بين هذين الطفلين الأصم، والأخر، وبعد قراءة سيكولوجية الطفلين وضعت برامج الترغيب والعقاب المعنوى، والمتابعة باهتمام ، والتفاضل بشكل يحفز أصبحت النتائج هائلة. وعن الصعوبات التى واجهتها أثناء البحث التوافقى بين الطفلين قالت إن الطفل الأصم وعدم إدراكه للقراءة والكتابة كانت عائقا فى بادئ الأمر ،ولكن الأمر أصبح أفضل بتطبيق التعليم بالرسم للشكل وتفسيره بالإشارة ، والكتابة – فمثلا ، رسم منزل مشار إليه مسكنه – وهنا يكتب الطفل الأصم بتلقائية عنوانه ويملى عليه ذلك اكثر من مرة، حتى أنه يستطيع أن يعبر بالرسم عما بخاطره، ومن المناظرات التى كانت تتم بين الطفلين- قدم الطفل الصحيح رقصة «البريك دانس»، ثم قام الطفل الأصم بنفس البيان فقدم الرقصة بأروع من الطفل الآخر، وكان ذلك مصحوبًا بالتحدى والغيرة، ثم توجه إلى «السبورة» ورسم صديقه الذى أخفق فى تأدية الرقصة على شكل كاريكاتيرى ساخر، ثم أصبح الاثنيان صديقين، مما أتاح استخراج الإبداع الكامن لدى الطفل الأصم.