لم تكن الصحفية الشابة بجريدة الدستور ميادة أشرف هى الأولى فى قائمة ضحايا" مهنة البحث عن المتاعب" فى مصر منذ ثورة يناير 2011 وربما لن تكون الأخيرة إذ بات على كل من يحمل ورقة وقلم وكاميرا ليسجل الأحداث الدامية التى تشهدها "المحروسة" يوم الجمعة من كل أسبوع على وجه الخصوص أن يحمل معه "كفنه" تحسبا لرصاصة طائشة تنهى حياته كما حدث أخيرا لميادة التى سقطت غارقة فى دمائها. وسبق ميادة 10 شهداء بحسب قول عضو مجلس نقابة الصحفيين عبير سعدى التى تعد أكثر أعضاء النقابة تضامنا مع زملائها، حيث قالت إن من أشهر الحوادث كان رحيل أحمد محمود الصحفى بالأهرام برصاص قناص وهو يؤدى عمله من شرفة مكتبه والمصور الصحفى الحسينى أبو ضيف برصاصة برأسه فى أحداث قصر الاتحادية والمصور الصحفى شريف راضى الذى أطاحت قنبلة برأسه حين كان يؤدى عمله بميدان الشون فى بورسعيد، والمصور أحمد عاصم الذى فقد حياته فى أحداث الحرس الجمهورى، والصحفى بالأخبار أحمد عبد الجواد الذى كان متوجها لتغطية اعتصام رابعة وتامر عبد الرؤوف ضحية حظر التجوال. كانت ميادة أشرف لقيت حتفها بطلق نارى فى الرأس أثناء تغطيتها للاشتباكات الدائرة فى منطقة عين شمس. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية هانى عبد اللطيف إن إطلاق النار العشوائى من جماعة الإخوان "الإرهابية" أثناء اشتباكهم مع أهالى عين شمس أدى إلى وفاة الصحفية بالإضافة إلى الفتاة القبطية "ميرى" وشخصين آخرين. وفى رد فعل على رحيل الصحفية أقام عدد من شباب الصحفيين، وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين، لاعتراضهم على ما وصفوه بالانتهاكات التى تطولهم أثناء تأدية عملهم من جميع الأطراف، منددين بموقف النقابة التعسفى الذى لا يسمح للصحفيين الشباب بالالتحاق بالنقابة، على الرغم من أنها المنوط بها حفظ حقوقهم ضد أى اعتداء. كما كانت الوقفة للتنديد بمتاجرة جماعة الإخوان بدم الضحية. من جهته، نعى أسامة أيوب وكيل المجلس الأعلى للصحافة الصحفية الشابة ميادة أشرف وأدان أيوب فى بيان له باسم المجلس مقتل الصحفية على أيدى تنظيم الجماعة الإرهابية فى المصادمات التى جرت مع أهالى المنطقة ورجال الشرطة مدينا فى الوقت نفسه ما أسفرت عنه المصادمات من مقتل ثلاثة آخرين بينهم سيدة قبطية. وشدد أيوب على أن المجلس يستنكر استمرار مثل هذه المسيرات والأعمال التخريبية التى تقوم بها الجماعة الإرهابية مستهدفه نشر الفوضى التخريبية فى ربوع الوطن فى الوقت الذى تقف فيه مصر على أعتاب الاستحقاق الثانى من خريطة المستقبل بعد ثورة 30 يونيو. فيما أكد ضياء رشوان نقيب الصحفيين أن النقابة ستسلك كل الطرق القانونية والقضائية وستضغط على جميع الأطراف لبدء تحقيق عاجل فى الواقعة وتوفير حماية للصحفيين .وقال إن الصحفيين يدفعون ثمن عنف الشارع، فجميع الشهداء منهم لم يقتلوا فى صحفهم بل فى اشتباكات، مؤكدا أن هناك استهدافا متعمدا لهم . داعيا وزير العدل لانتداب قاض للتحقيق فى هذه الواقعة. وقال رشوان: "ستمنح النقابة الصحفية الراحلة العضوية الشرفية أسوة بثلاثة من الشهداء لم يكونوا مقيدين للنقابة لأن صحفهم استغلتهم دون أن تعينهم.