زرت جمهورية الدومينكان هذا الأسبوع بمناسبة الاعلان عن مجلس العلاقات العربية اللاتينية، والهدف منه زيادة التعاون بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية والكاريبى. الدول العربية كانت مصر – لبنان – السعودية – دولة الإمارات – قطر - موريتانيا – فلسطين – اليمن – المغرب، وكان وزير الدولة الإماراتى هو الوحيد الذى يمثل بلاده بشكل رسمى والدول العربية الأخرى مثلها مسئولون سابقون. ويرعى هذا المحفل رئيس جمهورية الدومينكان السابق، ووزير الثقافة الإماراتى من الجانب العربى. ويمكن القول بأن جمهورية الدومينكان التى يبلغ تعدادها 10 ملايين نسمة، تستقبل سنويا 4.5 مليون سائح وتعتمد على سياحة الشواطئ ورياضة الجولف. وتستغل قربها من الولاياتالمتحدة لاجتذاب طبقة الأثرياء لممارسة الجولف والاستمتاع بجوها الدافئ. لا توجد مقومات أخرى، فالشعب لا يتحدث إلا الإسبانية وظللت أقارن بين مقومات صناعة السياحة فى مصر وما تمتلكه هذه الدولة الصغيرة فى الكاريبى. كان الاهتمام بما يجرى فى مصر كبيرًا وتلاحظ أن ممثلى الدول العربية كلهم باستثناء قطر، يتمنون لمصر الخروج من هذا النفق ويؤكدون على مساندتهم لنا خاصة الإمارات والسعودية وموريتانيا، والباقى ابداء القلق والتمنيات الطبية. أما قطر فكانت نغمة ضرورة المصالحة مع الإخوان هى السائدة وإن كان يبرر ذلك من منطلق حرصهم على استقرار مصر وعودتها للاضطلاع بدورها المهم فى المنطقة. وأكد سفيرهم السابق فى باريس أن المصالحة ضرورية ولا يمكن تجاهل الإخوان فى مصر وستظل حالة القلق وعدم الاستقرار حتى تعقد هذه المصالحة. الملاحظ أن القطرى يتحدث بمنطق الناصح، والذى يدعى أنه يملك الحكمة والنظرة المستقبلية وأنه يعى تماما ما هو فى صالح مصر، والآن تواترت الأنباء عن قيام دولة الكويت الشقيقة بمحاولة لتهدئة التوتر فى العلاقات بين مصر وقطر. واعتقد أن قطر يجب عليها العودة للنظام العربى وسيتم ذلك عن طريق اجراءات فعلية وليس مجرد بيانات دبلوماسية. كذلك لازال هناك انطباع لديهم أن الإخوان لديهم شعبية ويملكون تأييد نصف المجتمع ويبدو أنهم لا يستمعون الا لأصدقائهم من الإخوان وهذا المصدر الوحيد للمعلومات بالإضافة إلى قناة الجزيرة. الطريف أن ممثل قطر زف إلى الاجتماع أن الجزيرة بصدد اطلاق قناة باللغة الإسبانية فقلت للأصدقاء اللاتينيين استبشروا خيرا. الاجتماع كان مفيدا فى مجال الحوار مع دول أمريكا اللاتينية التى تملك رغبة أكيدة فى تطوير العلاقات مع الدول العربية فى مجالات الأمن الغذائى، والطاقة والسياحة والبنية التحتية والتبادل الثقافى، وفى طريق العودة إلى الوطن وصلت مدينة نيويورك لكى استقل طائرة مصر للطيران إلى القاهرة، وجرى هذا الحوار بينى وبين ضابط الجوازات الأمريكى وهو ما يطلق عليهم أفريكان أمريكان. هو: أنت مسلم؟ أنا: نعم واسمى محمد هو: تعلم ان دينكم دين عظيم أنا: وكيف علمت ذلك؟ هو: قرأت القرآن مترجما إلى الإنجليزية وأستطيع نطق بعض الكلمات العربية مثل كيف حالك، (ونطقها بالعربية) والسلام عليكم أنا: سعيد بك جدا والغريب أن تكون أول شخص التقى به فى الولاياتالمتحدة هو: ستكون مفاجأة لك، اعتنقت الإسلام منذ سنتين أنا: دعنى أصافحك ... ولكن اسمك لم يتغير هو: لا اريد ذلك قد يفصلونى من عملى أنا: لن أعطلك عن عملك ... السلام عليكم شعرت بارتياح وأنا اتركه وقلت لنفسى الحمد لله. المهم خلال الحديث وهو يحاول انهاء اجراءات دخولى، قال ولماذا جواز سفرك له نفس لون الجواز المصرى العادى وأنت تحمل صفة دبلوماسية؟ فقلت له حتى لا تكون هناك تفرقة بين أبناء الوطن الواحد، ولكننى شعرت فعلا بأهمية عودة الجواز الأحمر للدبلوماسيين وخاصة هذه الأيام حيث نصادف بعض الاجراءات الأمنية الضاغطة، وهنا لا أقصد التمييز ولكن مجرد تسهيل مهمة الدبلوماسى المصرى فى الخارج.