فى الوقت الذى كانت إيران والقوى الدولية الست (5+1) يستعدون الأسبوع الماضى لاستئناف المحادثات النووية فى العاصمة النمساوية فيينا، أكد نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية للشئون الثقافية والإعلام العميد مسعود جزائرى، فى تصريحات على هامش اجتماع لجنة الإعلام الدفاعى فى البلاد، أنه لولا جوانب قوة الردع الناعمة للجمهورية الإسلامية فضلا عن القوة الدفاعية المتطورة التى تمتلكها البلاد لما ترددت أمريكا ولو للحظة واحدة فى شن هجوم عسكرى ضدها. وفى تصريحات مماثلة قبلها بأسبوع، اتهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى الولاياتالمتحدةالأمريكية بالنفاق فى محادثاتها مع إيران قائلا إنها لو كان بوسعها إسقاط النظام الإيرانى لما ترددت عن فعل ذلك ولو للحظة واحدة. وربما يكون هناك شىء من الحقيقة فى هذه التصريحات خاصة أنها قد تزامنت مع تصريحات تظهر مدى التطور الذى وصلت إليه قوة الدفاع الإيرانية، حيث كشف قائد قاعدة «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوى فى إيران العميد فرزاد إسماعيلى فى تصريح لوكالة أنباء «فارس» عن إنجاز البنية الأساسية لمنظومة «باور 373» الصاروخية الإيرانية قائلا إن هذه المنظومة الوطنية الصنع أقوى وأكثر تطورا من منظومة الصواريخ الروسية «إس 300» للدفاع الجوى. وأوضح إسماعيلى أنه سيتم الانتهاء من تطوير وتدشين هذه المنظومة المتطورة فى إطار خطة التنمية الخمسية الإيرانية الخامسة التى تنتهى فى مارس 2016 ومن ضمن الأمور التى تتضمنها رفع المستوى النوعى والكمى للدفاع الجوى للبلاد. وتعتبر «اس 300» من أقوى منظومات الدفاع الجوية روسية الصنع لمواجهة الأهداف التى تكون على ارتفاع عال، فهى قادرة على صد وتدمير الصواريخ البالستية، كونها مجهزة برادارات يمكنها تتبع مائة هدف فى وقت واحد، إضافة إلى الاشتباك مع 12 هدفاً فى الوقت نفسه. وكانت إيران قد وقعت مع روسيا فى عام 2007 عقدا ب800 مليون دولار لشراء خمسة صواريخ اس 300 ، إلا أن روسيا امتنعت عن تزويد إيران بالمنظومة استجابة لقرار مجلس الأمن الدولى بحظر توريد أسلحة للجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها المزعوم لتطوير أسلحة نووية. ورفعت إيران دعوى فى المحكمة الدولية للحصول على تعويض قيمته أربعة مليارات دولار ضد موسكو بسبب عدم إتمام الصفقة وتحاول موسكو تسوية المسألة خارج نطاق القضاء. ويعتبر الكشف عن تطوير المنظومة الصاروخية الإيرانية الجديدة محلية الصنع والتى يقال إنها أقوى من المنظومة الروسية اس 300 صفعة قوية لإسرائيل حيث كانت صحيفة معارف الإسرائيلية قد كشفت مؤخرا نقلا عن مصادر سياسية مطلعة فى تل أبيب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، كان قد طالب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أثناء تشييع جنازة رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون الشهر الماضى، برفض طلب إيران القاضى ببيعها المنظومة المطورة للصواريخ اس 300. ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن تلك الصواريخ فى حال وصلت إلى الإيرانيين فإن التوجه لعملية عسكرية ضد إيران سيكون أكثر صعوبة. وبالإضافة إلى المنظومة الصاروخية الجديدة، أعلن إسماعيلى أن إيران ضاعفت من المدى الذى يغطيه نظام الدفاع الجوى الصاروخى من طراز «هوك» متوسط المدى وحسنت من أدائه التتبعى وقدرته على التصويب بنسبة 40%. كما أشار إسماعيلى إلى اتساع نطاق الرادارات فى البلاد إلى نحو 3600 نقطة، مشيرا إلى رادار المرحلة التدريجية «عصر» وهو رادار بحرى دفاعى بعيد المدى يستخدم من قبل السفن الحربية الإيرانية للكشف عن الأهداف والتهديدات من مسافة بعيدة. وضمن التصريحات لوكالة أنباء «فارس»، ذكر إسماعيلى أن العمل جار لجعل المنظومة الصاروخية «اس 200» متحركة وأن تكون متعددة الأغراض من خلال تركيب الصاروخ «صياد» متوسط المدى عليها، أى أنه يمكنها فى هذه الحالة إصابة الأهداف بعيدة المدى ومتوسطة المدى، وقال إنه تم إجراء الاختبارات للصاروخ «صياد» وإن المرحلة الثالثة أى جعل المنظومة متحركة جارية حاليا فى إطار المشروع المسمى «تلاش» وهو ما يتطلب المزيد من الوقت. وأشار كذلك إلى أنه يتم تصميم وإنتاج طائرات من دون طيار مختلفة فى مجال الدفاع الجوى مثل «سرير». كما أفادت إذاعة «صوت روسيا» أن القوات المسلحة الإيرانية أجرت خلال الأشهر القليلة الماضية اختبارات ناجحة لعدة أنواع من الصواريخ والغواصات الجديدة والسفن الحربية والمدفعية والمروحيات أثناء المناورات بمشاركة عدد كبير من الجنود والبحارة.