عاد شبح الأنفلونزا القاتلة يطل برأسه من جديد بعد خمول وبيات شتوى زاد على السنوات الثلاث، وأعلنت وزارة الصحة عن وفاة ما يقرب من 30 وإصابة ما يزيد على ال 100– حتى مثول المجلة للطبع – لكن الصحة بدورها دعت على لسان الوزيرة مها الرباط إلى توخى الحذر بدون القلق لأن «الأمر تحت السيطرة» – حسب تعبيرها. ورغم أن ظهور الإصابة بأنفلونزا الخنازير مؤخرا زاد على 10 أيام فإن وزارة الصحة آثرت ألا تعلن بشكل رسمى ذلك تخوفا من اتهامها بالتقصير ، حتى تطور الوضع وتوفى جراء الفيروس ما يزيد على 30 حالة وأصيب العشرات بينهم أطباء. هنا اعترفت الوزارة وعقدت مؤتمرا صحفيا أكدت خلاله أن الفيروس «تحت السيطرة» لكن لابد من توخى الحذر. وأكدت الوزارة أن الأنفلونزا موجودة على مدار العام ولكن نسبة الإصابة بها تزداد فى شهرى يناير وفبراير، موضحة أن مكافحة أنفلونزا الخنازير تتلخص فى غسل اليدين بالماء والصابون جيدا، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والتخلص من أى نفايات عضوية خاصة بمخلفات الحيوانات التى تتم تربيتها فى المنازل. وشددت على وجوب تطعيم الأطفال الذى يبلغ عمرهم أقل من عامين، والمسنين الذين تعدوا 65 عاماً، ومرضى السكر والربو، حيث إن هؤلاء يشكلون الفئات الأضعف والأكثر عرضة للإصابة بالمرض. وحذرت من أنه فى حالة إصابة أى شخص بارتفاع درجة الحرارة إلى 38 درجة وثباتها على هذه الدرجة، فإن عليه التوجه لأقرب مستشفى للتعامل مع الحالة والعلاج منها فى وقت ملائم. واستبعدت أن تتحول هذه «الأنفلونزا» إلى وباء نظراً لقلة أعداد المصابين، علاوة على اقتراب انتهاء الموسم الحاضن للأنفلونزا وهو شهرى يناير وفبراير. توعية المواطنين فيما أكد د. خالد سمير أمين صندوق نقابة الأطباء إصابة 9 أطباء بأعراض أنفلونزا الخنازير توفى من بينهم أربع حالات نتيجة تمكن الفيرس منهم، مشيرًا إلى عدم وجود إثبات مادى للحالات المتوفاة عدا حالة واحدة لطبيب بالشرقية وبعد إجراء التحليل اللازم تأكد سبب الوفاة بإصابة الطبيب بفيروس أنفلونزا الخنازير. ولفت إلى أن الالتهاب الرئوى الذى أصاب الأطباء لا يودى أبدًا بحياتهم فى هذه الفترة القصيرة، قائلاً إن وزارة الصحة توجد تبريرات غير علمية ومنطقية لحالات الوفيات لنفى وفاتهم بسبب الإصابة بالفيروس. وطالب سمير وزارة الصحة بضرورة توعية المواطنين باتخاذ كافة أساليب الوقاية من التعرض للفيروس وتطعيم الأطباء والفئات المتعرضة لعملية العدوى منعا لانتشار الفيرس، مضيفًا أنه على أى مواطن يصاب بأعراض أنفلونزا أو السعال أو الالتهاب الرئوى والحمى مراجعة الطبيب وعمل التحليل اللازم. بينما قال المتحدث باسم وزارة الصحة د. أحمد كامل إنه تم تشخيص أكثر من 170 حالة خلال الشتاء الحالى، فضلاً عن حالات الوفاة. ولفت إلى أن الوزارة لديها كميات كافية من عقار «التاميفلو» المعالج لهذا المرض. ونفى كامل إصابة الأطباء الأربعة المتوفين بفيروس أنفلونزا الخنازير، مؤكدًا أن الحالة الأولى لطبيب أصيب ببكتريا حادة أودت بحياتة والحالة الثانية لطبيبة توفيت نتيجة تسمم حمل والثالثة لطبيب توفى نتيجة تضخم بعضلة القلب والأخيرة للطبيب المتوفى بالأمس نتيجة إصابته ببكتريا إيكولاى، مشيرًا إلى أن الأخير طبيب أمراض نساء ولم يكن ضمن الأطباء المعرّضين لبؤر العدوى التى تنقل الفيروس. وكشف كامل أنه تم تشخيص 166 حالة حتى الأن ثبتت إصابتها بفيروس انفلونزا الخنازير بعد تحليلها بمعامل وزارة الصحة، توفيت منها 15 حالة نتيجة التعرض لالتهاب رئوى نتيجة الاصابة بالفيروس. وأضاف أن الوزارة أغلقت مستشفى المعلمين ببنها نتيجة لإصابة احد الاطباء بفيروس من داخلها أودى بحياته، مؤكدًا أن وزارة الصحة تأخذ كافة الإجراءات الاحترازية لعدم انتشار العدوى، ناصحا الأطباء باستخدام أدوات الوقاية من العدوى. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أحمد كامل إن 60% من المصريين معرضون للاصابة بالأنفلونزا الموسمية وهى فيروس «H1N1» وهو نوع موسمى عادى، وأشار إلى أن التقارير الخاصة بالأطباء الأربعة الذين توفوا أظهرت وفاة الطبيب الأول بسبب عدوى بكتيريا نتيجة عدم اتباع إجراءات العدوى فى أحد المستشفيات التى يعمل بها، ولم يأخذ علاجًا جيدًا للالتهاب الرئوى، وحالة الوفاة الثانية لطبيبة كانت حاملًا فى 35 أسبوعًا وجاء التشخيص جلطة رئوية بسبب تسمم الحمل، والحالة الثالثة لطبيب يعمل فى وحدة صحية مريض بالربو الشعبى، وتضخم فى عضلة القلب، وجاء التشخيص وفاة نتيجة فشل فى عضلة القلب، والحالة الأخيرة طبيب أمراض نساء أصيب بالتهاب رئوى ببكتريا «الإيكولاى». وأكد أن مرض أنفلونزا الخنازير أصبح نوعا من الأنفلونزا الموسمية العادية الذى سيأتى كل عام، لكن تأثيره لن يكون مثل الأعوام السابقة. وأضاف أنه أصيب بالفيروس آلاف المصريين لكن لم يصل إلى المستشفيات منهم إلا 195 شخصا، ومات منهم 24 مريضا مناعتهم ضعيفة لم تستطع مقاومة المرض. وأكد كامل، أن المشكلة الحقيقة التى رصدتها الصحة، أن المريض يأتى إلى المستشفيات بعد 4 أسابيع على الأقل من الإصابة، يكون قد وصل فيها إلى حالة متأخرة وحرجة يصعب التعامل فيها مع المرض. وذكر كامل، أن «التاميفلو» متوافر بكثرة بعد استيراد كميات ضخمة منه، مشيراً إلى أن الصحة تقوم بمتابعات دائمة مع منظمة الصحة العالمية حول المرض ومعالجته، وتطورات الإصابة فيه بمصر. وأضاف كامل، أن هناك تطعيما سنويا للأطباء الموجودين فى العناية المركزة والحميات والأماكن التى يعتقد أنها مصدر عدوى لهم. بينما اتهمت منى مينا أمين نقابة الأطباء، وزارة الصحة بتهوين مشكلة انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير فى مصر، ورد المتحدث باسم وزارة الصحة أنها تستغل زوجات الاطباء الذين توفوا وتتبنى مؤامرة لتخويف المواطنين. وقالت أمين عام نقابة الاطباء إن الوزارة تحاول التهوين من حجم المشكلة التى تواجه مصر، ومن المفترض عمل المزيد من الفحوصات حول المشكلة لنشر التوعية بالفيروس، وأضافت أن حالات الإصابة والوفاة ليست بسبب الانفلونزا الموسمية، لأن حالات الوفاة جاءت نتيجة التهاب رئوى، ومن المفترض أن الانفلونزا الموسمية لا تسبب التهابًا رئويًا للشعب. وأشارت إلى أن أول طبيب توفى أحمد عبد اللطيف لم يتم فحص أسباب الوفاة، وأن حالتى الوفاة التاليتان، أرجعت الوزراة سبب الوفاة إلى أن أحدهما كانت طبيبة فى فترة الحمل، والآخر لديه حساسية فى الصدر. وأكدت ان إضراب الاطباء ليس سببه مطالب فئوية ولكن ما يتعرض له الاطباء من أذى نتيجة السياسات الخطأ للوزارة.