تشهد حماس فى قطاع غزة الآن رعبًا اقتصاديًا وسياسيًا، وأصبح قادتها فى حالة ترقب دائم من تدهور الأمور عما هى عليها، بعد تشديد الخناق الدولى عليها، وأصبح القطاع يغلى على صفيح مصرى ساخن، وكادت تشيد الصحف الإسرائيلية فى الأيام الماضية بالتمرد المصرى وبطشه للإخوان المسلمين، حيث ساعد هذا كثيراً بتضييق الخناق بشكل كبير على حركة حماس بقطاع غزة، التى توصف بأنها أقوى منظمة إخوانية بالشرق الأوسط، بعد هدم الأنفاق التى ينقل من خلالها البضائع والتى توقف أكثر من 90% منها مواد البناء والوقود من مصر والاضطرار إلى اللجوء إلى البضائع الإسرائيلية التى تصل تكلفتها أضعاف تكلفة البضائع المصرية، ولكن بعد أن انقطعت شرايين الحياة عن قطاع غزة بإغلاق معبر رفح وزادت الضغوطات الدولية على حماس فى محاولة إلى عزلتها دولياً تراجعت شعبيتها فى قطاع غزة، واغتنمت السلطة الفلسطينية المتمثلة فى حركة فتح الفرصة للانقضاض على حماس وشرع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فى التخطيط من أجل إعلان قطاع غزة على أنه «إقليم متمرد» لتشديد الخناق على حماس بتقليص تمويلات السلطة الفلسطينية لقطاع غزة. فمن أجل رد اعتبارها من جديد أصبحت تقوم بعمليات تحاول بها تشويه صورة الفلسطينيين وإفساد علاقته الطيبة مع الشعب المصرى وقد ظهر هذا مؤخرًا، فى اقتحام عملاء حماس لمقر المركز الثقافى المصرى بغزة والعبث بمحتوياته واعتقال رئيس الجالية المصرية بغزة السيد عادل عبد الرحمن، واستنكرت حركة فتح هذا وأعلن محمد اسبيته نائب أمين سر حركة فتح بمصر أن هذا الاعتداء والعمل غير الشرعى، يعبر عن حالة عدم الاتزان لدى حماس وقيادتها بما يجلب الكوارث على الشعب الفلسطينى مؤكدًا استنكار الحركة لمثل هذه السلوكيات والممارسات التى تسئ للعلاقة التاريخية بين الشعبين الفلسطينى والمصرى والتى لن تجلب سوى الكرة للفلسطينيين. وعلى غرار التجربة المصرية ظهرت الشهر الماضى حركة تمرد بقطاع غزة داعية الآن على شبكة التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» فى بيان مطول إلى العودة لبيت الشرعية الفلسطينية الحقيقى وانتهاء مشروع الإخوان المسلمين من مصر، كما دعت فى بيانها إلى مشاركة الشعب الفلسطينى فى الضفة والقدس والقطاع بالمشاركة بمسيرات ضد حماس بقطاع غزة ستنطلق فى 11 نوفمبر القادم، بإطلاق صافرات إنذار بالأزقة والشوارع والمخيمات وفوق أسطع البيوت وبالساحات العامة بعد صلاة الجمعة لمدة خمس دقائق وبعد العشاء لمدة دقيقتين، وهذا رد سلمى منهم على طلقات النار التى اخترقت أجساد الشعب الفلسطينى، لهذا حق عليهم التمرد والعصيان. وردًا على هذا أعلنت حماس من ناحيتها على لسان نائبها الشيخ يونس الأسطل، على عزم نيتها لقتل المتظاهرين السلميين من حركة تمرد، داعية أياهم بتحضير أكفانهم فى خروجهم فى تظهراتهم السلمية يوم 11 نوفمبر.