بعضنا يظن أنه لا صيام بعد رمضان أو يكتفى بصيام رمضان مع علمه بأن النبى كان كثير الصيام تقربًا إلى الله واتخاذ ذلك جُنَّة من النار كما قال النبى ( صلى الله عليه وسلم ): (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِى سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)، ونحن أحوج ما نتزحزح عن النار فقد قال الله تعالى:- {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}، فما بالك لو علمت ان النبى كان له صيام كل أسبوع متمثل فى صيام الإثنين والخميس، فلما سئل النبى ( صلى الله عليه وسلم ) عن سبب صيامه، قال: «ذلك يوم ولدت فيه، ويوم ترفع فيه أعمالى فأحب أن ترفع أعمالى وأنا صائم»، وكان له صيام كل شهر متمثل فى صيام ثلاثة أيام من كل شهر وعنها قال أبو هريرة رضى الله عنه: أوصانى خليلى ( صلى الله عليه وسلم ) بثلاث منها صيام ثلاثة أيام من كل شهر وهى الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. وكان له صيام كل عام متمثل فى صيام يوم عرفة، وعنه سئل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية»، وأما صيام يوم عاشوراء، فقد صامه النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه، وأما تاسوعاء، فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»، وصيام ستة أيام من شوال قال عنها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): «من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر» ويصح صومها متفرقة، والأفضل فيها الموالاة، والأيام العشر الأول من ذى الحجة لحديث:«ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر»باعتبار الصوم من العمل الصالح، ولم يكن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يصوم العشر.