هى نموذج لواحدة من العلائلات الشهيرة التى لعبت أدوارًا متنوعة وخطيرة فى الفترة من 1863 حتى 1957 قبل أن تغادر مصر إلى أوروبا.. لعبت دور الجماعة الوظيفية المرتبطة بالاستعمار الغربى.. والوسيط لرأس المال الأوروبى.. وقدمت القروض بفوائد عالية للخديو إسماعيل.. واحتكرت العمل بالسلك السياسى وبالجماعات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. كان لها تمثيل دائم فى المجالس النيابية والبرلمان ومجلس النواب والشيوخ ولجنة وضع الدستور.. إنها عائلة قطاوى اليهودية. ناقشت الباحثة منى محمود رسالة دكتوراة تحت عنوان «عائلة قطاوى ودورها فى المجتمع المصرى» وتعد عائلة قطاوى نموذجا للعائلات اليهودية التى لعبت دوراً فى المجتمع المصرى من أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وهى فترة مليئة بالأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويرجع اختيار دراسة هذه العائلة ودورها فى المجتمع المصرى من 1863 - 1957 لعدة عوامل من أهمها النفوذ الاقتصادى السياسى والاجتماعى لهذه العائلة ويعد عام 1863 بداية النشاط الاقتصادى لعائلة قطاوى فى عهد الخديو إسماعيل وأثناء أزمة الديون، أما عام 1957 فهو نهاية لتصفية أعمال عائلة قطاوى الاقتصادية والرحيل عن البلاد إلى أوروبا. تكونت لجنة المناقشة من أ.د/ عاصم الدسوقى - أستاذ التاريخ الحديث جامعة حلوان مشرفا وأ.د/ جمال شقرة - أستاذ التاريخ الحديث جامعة عين شمس مناقشاً. وأ.د/ عبد السلام عامر - أستاذ التاريخ الحديث جامعة حلوان مناقشاً، وقد أوضح الدسوقى أن مثل هذه الرسائل تكمن اهميتها فى اعتمادها على وثائق ومصادر من الدرجة الأولى وقد تم تسجيل هذا الموضوع تحقيقا لهدفين اولهما أكاديمى وهو دراسة دور العائلات فى مصر فى تاريخها الحديث نظرا للدور الكبير الذى كانت تقوم به سواء فى المجال السياسى أو الاجتماعى أو الاقتصادى خاصة قبل ثورة 1952 إذ وجدت فى الأحزاب السياسية وكأعضاء فى الجمعيات والنقابات المهنية ففى العام الماضى تم مناقشة رسالة عن عائلة أباظة ثم عائلة قطاوى وهى عائلة يهودية كنموذج للعائلات اليهودية فى مصر والتى حملت جنسية نمساوية أما الهدف الثانى فهو دحض ادعاءات اليهود فى أنهم لهم حقوق لممتلكاتهم. وأضاف أن اليهود باعوا أملاكهم قبل مغادرتهم لمصر و أن عائلة قطاوى حتى بعد أن غادرت كان لايزال أحد أبنائها سفيرا لمصر فى الخارج وقال إن عصام العريان الذى صرح فى حديثه لإحدى القنوات الفضائية ذكر أن من حق اليهود المصريين الحصول على حقوقهم التى سلبت فى عهد عبدالناصر إلا أن هذا عار من الصحة لأن اليهود باعوا جميع ممتلكاتهم إلى المصريين وليس لهم أى حقوق لأن الحكومة المصرية عوضت اليهود عن ممتلكاتهم وأنه أثناء عمليات التأميم وقانون الاصلاح الزراعى كانت الحكومة حريصة على معاملة مواطنيها معاملة متساوية. وأكد الدسوقى أن اليهود المصريين هربوا بعد ثورة 1952 إلى جنوب أفريقيا خوفا من نجاح هتلر فى القضاء على انجلترا ودخول مصر لذلك قاموا ببيع املاكهم إلى المصريين والحكومة بمقتضى سندات وبالتقسيط إذن فمناقشة تلك القضايا تدعم الأمن القومى المصرى وتوقف أطماع اليهود. وجاءت الدراسة لتوضح الدور الاقتصادى والاجتماعى والسياسى الذى لعبته عائلة قطاوى فى المجتمع المصرى، وقد تناولت الباحثة فى الفصل الأول معالجه المنظور الاجتماعى لعائلة قطاوى من حيث معرفة أصولها وجنسيتها وتحديد علاقتها مع العائلات اليهودية الثرية من خلال المصاهرة، وتحديد المستوى الثقافى لهذه العائلة وعلاقتها مع القصر الملكى خاصة من خلال عمل بعض أفراد العائلة فى السلك السياسى، ودور أسرة قطاوى فى الجمعيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ثم تناول الفصل الثانى دور عائلة قطاوى فى المجالس النيابية منذ بداية المشاركة فى الجمعية التشريعية، ولجنة وضع الدستور، وفى البرلمان المصرى بمجلسيه النواب والشيوخ، فضلا عن العضوية فى حزبى الأحرار الدستوريين والاتحاد، وكذلك تولى يوسف أصلان قطاوى كأول وزير يهودى فى تاريخ مصر الحديث وزارة المالية والمواصلات فى وزراة أحمد زيور الأولى والثانية، أما الفصل الثالث فقد ألقى الضوء على دور عائلة قطاوى فى اختيار منصب الحاخام وأعضاء مجلس الطائفة وكذلك إلقاء الضوء على إسهام العائلة فى مؤسسات الطائفة التعليمية والثقافية وفى مجال الخدمات الاجتماعية الأخرى. وتناول الفصل الرابع اتجاهات عائلة قطاوى من الحركة الصهيونية من حيث التأييد أو الرفض للنشاط الصهيونى خاصة أثناء فترة رئاسة عائلة قطاوى للطائفة الإسرائيلية بالقاهرة. وتناول الفصل الخامس دور عائلة قطاوى الاقتصادى كنموذج للعائلات اليهودية التى لعبت دور الجماعة الوظيفية المرتبطة بالاستعمار الغربى حيث قامت بدور الوسيط لرأس المال الأوربى فى المجتمع المصرى وتتمثل فى تقديم القروض بفوائد عالية للخديوى إسماعيل لتغطية ديونه لدى البنوك الأجنبية فضلا عن استثمارات العائلة فى مجال تملك العقارات والأراضى وتكوين الشركات فى هذا الخصوص. أما الفصل السادس والأخير فعنوانه تناول مشاركة العائلة فى تأسيس الشركات الزراعية والتجارية والصناعية حيث ساهمت هذه العائلة بالتعاون مع العائلات اليهودية فى ميدان النشاط المالى من خلال إنشاء وتوجيه البنوك والشركات التى كانت تتولى عمليات الخصم والعمولة وتقديم القروض وبيع وشراء الأوراق المالية والسندات والاتجار فى العقارات والأراضى الزراعية وامتلاكها واستغلالها وتمويل المشروعات التجارية والصناعية فى ظل الاستفادة من الامتيازات الأجنبية. أما الخاتمة فتعرض لانهيار عائلة قطاوى بسبب تغير المناخ السياسى والاقتصادى بعد حرب فلسطين سنة 1948حتى غادرت البلاد إلى أوروبا فى سنة 1957. وتعد الدراسة أهم ما قدم عن دور عائلة قطاوى فى المجتمع المصرى خلال تسجيل عدد من النتائج التى تستخلص من الدراسة أهمها دور عائلة قطاوى الاقتصادى فى ظل الامتيازات الأجنبية، وكانت العائلة نموذجاً للعائلات اليهودية التى لعبت دور الجماعة الوظيفية المرتبطة بالاستعمار الغربى حيث قامت بدور الوسيط لرأس المال الأوربى فى المجتمع المصرى. كما لعبت عائلة قطاوى دوراً ثقافيا من خلال الإسهام فى المؤسسات الثقافية والدينية مثل تأسيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية اليهودية برئاسة يوسف أصلان قطاوى فى سنة 1925، كما كان عضواً فى مجلس إدارة جمعية فؤاد الأول للاقتصاد السياسى والإحصاء والتشريع وكان نائباً للجمعية الخيرية الإسرئيلية وعضواً فى المحافل اليهودية والمؤسسات الدينية وأيضا تولى يوسف قطاوى وابنه رينيه رئاسة لجنة مدارس الطائفة الإسرئيلية، وقد اشترك أدولف قطاوى مع الأمير فؤاد فى تأسيس الجمعية الجغرافية الملكية بالإضافة إلى مشاركة عائلة قطاوى فى تأسيس جريدة إسرائيل كصحيفة دينية طائفية. أما بالنسبة للدور السياسى لعائلة قطاوى فيظهر من خلال مشاركة يوسف أصلان قطاوى فى المجالس النيابية فقد كان عضوا فى الجمعية التشريعية سنة 1914 ولجنة وضع الدستور ولجنة قانون الانتخاب فى سنة 1922 كعضو فى الجمعية التشريعية وليس كممثل للطائفة الإسرئيلية بالرغم من اشتراك ممثلين عن الأقباط هما توفيق دوس بك والياس عوض بك فضلا عن مشاركة اصلان ورينيه قطاوى فى عضوية مجلسى النواب والشيوخ، فقد تمتعت عائلة قطاوى بثقة الزعماء السياسيين وسلطات الاحتلال البريطانى والأسرة الحاكمة بالأخص الملك فؤاد حيث تم اختيار يوسف أصلان قطاوى خبيرًا ماليًا ضمن الوفد الرسمى الذى سافر إلى لندن لمفاوضة اللورد كيرزن برئاسة عدلى يكن فى سنة 1922، وكذلك عضوية حزب الأحرار الدستوريين ثم حزب الاتحاد، واختياره وزيرًا للمالية فى وزارة أحمد زيور الأولى (24 نوفمبر 1924- 13 مارس1925) وفى وزارة أحمد زيور الثانية (13 مارس 1925- 7 يونيه 1926). وتوضح الدراسة اتجاهات عائلة قطاوى من الحركة الصهيونية فقد أشارت بعض المصادر إلى مناصرته لتلك الحركة التى تهدف لخلق دولة لليهود على أرض فلسطين، ففى سنة 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى اشترك موسى قطاوى رئيس الطائفة الإسرئيلية بالقاهرة فى تكوين فرقة عسكرية من اليهود تألفت فى الإسكندرية وسميت فرقة راكبى البغال لكى تحارب فى فلسطين مع القوات البريطانية، وفى سنة 1920 سمح لبن أفى عضو لجنة العمل الصهيونى الذى كان يقوم بجمع التبرعات فى مصر بالتحدث إلى الموظفين فى الشركات التى يملكها عن مغزى قرار سان ريمو بإيطاليا سنة 1920 لتحديد مصير الامبراطورية العثمانية ووضع فلسطين تحت الانتداب بل إن موسى قطاوى قام بشرح النتائج المترتبة على هذا القرار فى معبد الإسماعيلية الكبير بالقاهرة، بالرغم من أنه لم ينضم رسميا إلى المنظمة الصهيونية فى مصر ولكنه شارك فى جلسة 19 مايو 1921 التى ناقشت احداث يافا التى وقعت بين العرب واليهود ومسألة المهاجرين اليهود الموجودين فى الإسكندرية وهم فى طريقهم إلى فلسطين. ومن ناحية أخرى كان هناك رأى آخر بشأن رفض عائلة قطاوى للفكر الصهيونى ففى سنة 1938 أرسل يوسف أصلان قطاوى رئيس الطائفة الإسرئيلية بالقاهرة خطاباً إلى محمد على علوبة أثناء دعوته لعقد المؤتمر البرلمانى لمناصرة القضية الفلسطينية، أوضح فيه أن الطائفة اليهودية فى مصر تضم أجناسا مختلفة لا تجمعهم إلا الرغبة فى تنظيم أعمالهم الثقافية والخيرية ومن ثم يبتعد بهم قادتهم المسئولون عن المناقشات السياسية، وفى الأربعينيات أرسل ابنه رينيه قطاوى رسالة إلى ليون كاسترو رئيس اللجنة المركزية للاتحاد الصهيونى طالب فيها بإيقاف النشاط الصهيونى لأن ذلك يخلق شعورا بالعداء تجاه اليهود فى مصر وإلا فإنه سيضطر إلى طلب تدخل السلطات المصرية فى إطار المصلحة المشتركة، كما بعث برسالة أخرى إلى ممثل الوكالة اليهودية بالقاهرة بشأن الشكوى من منظمة عيفرى ها تسعير لأنها تقوم بإغراء الشبان اليهود وهم عماد الأسر اليهودية فى مصر بالهجرة إلى فلسطين مما يقوض السلطة الأسرية ويعرض العلاقات بين الطائفة اليهودية والسلطات المصرية للخطر. وبذلك نجد أن نشاط عائلة قطاوى فى المجتمع المصرى كنموذج للعائلات اليهودية كان متشبع الفروع خاصة فى اقتحام المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولقد حققوا نجاحا ملحوظا فى كل تلك المجالات مجتمعة رغم الدور الضعيف لعائلة قطاوى فى الحياة السياسية من خلال مساندة الاحتلال البريطانى والأسرة الحاكمة والشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة فى المجتمع المصرى فى إطار مناخ من الوحدة الوطنية والتعايش السلمى بين اصحاب الديانات السماوية المختلفة وأيضاُ فى ظل تعدد العائلات الكبيرة والصغيرة المصرية والأجنبية لكى تشكل طبقة الرأسمالية فى المجتمع المصرى.