هاهوذا رمضان قد فارقنا بعد أن اشتقنا إليه قبل قدومه وسعدنا به عندما حل ضيفا عزيزا غاليا علينا أياما معدودات فمر سريعا، ولكن هل تركنا رمضان وهو راض عنا أم رحل وهو يبكى حسرة علينا وعلى أحوالنا, نسأل الله أن يتقبل منا رمضان. كان شهر رمضان فرصة للتغيير، فرصه لكسب المزيد من المهارات، ففى رمضان تعلمنا كيف ننظم الوقت نأكل فى موعد محدد ونمسك عن الطعام فى وقت محدد، وتعلمنا منه أيضا فن الاتزان فنحن فى رمضان نوازن بين غذاء الروح وغذاء البدن ففى بقية شهور السنة نركز على غذاء البدن ونهمل غذاء الروح فيحدث الكسل والفتور وعدم المقدرة على العبادة أما فى رمضان فزاد تركيزنا على غذاء الروح مثل الذكر قيام الليل القرآن فتنشط الروح وإذا نشطت الروح أصبح الجسد قادرا على الطاعة والزيادة فيها، وتعلمنا من رمضان أيضا الصبر والمسامحة والإيثار. فلماذا بعد رمضان نترك كل هذا بعد أن تعودنا عليه، فبمجرد انتهاء شهر رمضان سرعان ما يعود بعضنا إلى المعاصى والذنوب فهم طوال الشهر فى صلاة وصيام وقيام وخشوع وبكاء ودعاء وتضرع وهم بهذا قد أحسنوا اتقان عباداته... لدرجة أننا تمنينا ان يقبضنا الله على تلك الحالة التى هو فيها من كثرة ما نجد من لذة العبادة والطاعة فلا بد ألا ننتكس على أعقابنا فنخسر آخرتنا ولانسعد فى دنيانا وذلك بأن نكون على عهدنا مع الله فهو رب كل الشهور،لابد أن نجعل لأنفسنا صياما مثل رمضان أسبوعيا وهو صوم الإثنين والخميس أوشهريا وهو صوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر او سنويًّا مثل ست من شوال او يوم عرفة لغير الحاج او تاسسوعاء وعاشوراء ولنجعل لأنفسنا قياما فركتين فى جوف الليل خير من الدنيا وما فيها، بل قيام الليل بيض وجه سيدنا سلمان لدرجة أن الصحابة سألوه ما الذى بيض وجهك فقال خلوت بحبيبى فملأ نوره قلبى وطهر على وجهي،كنا نصلى الأوقات على وقتها فلابد ان نداوم على ذلك. خاصة الفجر الذى صلاتته تجعل اليوم كله بركة. اللهم تقبل منا الصيام والقيام واجعل لنا نصيبا منهما فى سائر أيامنا.