لم يكن إصدار محكمة إيطالية حكما بالسجن سبع سنوات على رئيس الوزراء الإيطالى السابق سيلفيو بيرلسكونى، ومنعه من تولى أى منصب رسمى مدى الحياة بعد اتهامه بممارسة دعارة القصر مع الراقصة المغربية القاصر «كريمة المحروقى» المعروفة باسم «روبى»، وسوء استخدام سلطته للتغطية على فعلته، سوى إعلان لكلمة النهاية فى مشوار بيرلسكونى السياسى، وعلى الرغم من أن تنفيذ الحكم سيكون معلقا حتى الانتهاء من إجراءات الاستئناف والتى يمكن أن تستغرق سنوات فى النظام القضائى الإيطالى، إلا أن هذا الحكم يقضى على آمال هذا السياسى العجوز فى العودة إلى الساحة السياسية. ولم يستفد بيرلسكونى من إنكاره التهم الموجهة إليه طوال المحاكمة التى بدأت فى ربيع 2011، حول سهرات أقيمت مطلع 2010 فى فيلا بيرلسكونى الفاخرة فى «اركورى» بضواحى ميلانو، وهى سهرات ماجنة شاركت فيها بين نساء آخريات الشابة المغربية كريمة المحروقى الملقبة ب «روبى سارقة القلوب» التى كانت قاصرا فى تلك الفترة، وقد أنكر بيرلسكونى فى كل جلسات المحاكمة التهم الموجهة إليه، وأصر أنه لم يكن أبداً على علاقة جنسية ب«روبى» عندما كانت قاصرا، وهو ما أكدته الأخيرة التى اعترفت أمام المحكمة أنها كانت تشارك فى حفلات جنسية كان يقيمها بيرلسكونى بمقابل مادى يتراوح بين ألفين و 3 آلاف دولار لليلة الواحدة، قبل أن تتراجع عن أقوالها فى أبريل الماضى، وتنفى ممارستها للجنس مع بيرلسكونى، غير أن بعض التقارير الصحفية الإيطالية أكدت أن «روبى» تلقت مبلغاً مالياً قدرته ب 5 ملايين يورو من أجل العدول عن أقوالها وتبرئته. وهاجرت روبى التى ولدت فى المغرب فى الأول من نوفمبر 1992، مع أسرتها إلى صقلية عندما كانت فى التاسعة من العمر، وأقامت فى صقلية حيث كان والدها يعمل بائعا متجولا، مع والدتها وأشقائها الثلاثة الذين كانوا يصغرونها سنا، وفى سن ال 14 هربت من منزل الأسرة، وكانت روبى معروفة بطباعها المتقلبة، كما ارتكبت عدة عمليات سرقة، مما جعل الشرطة تضعها مرارا لدى أسر فى صقلية وجنوة، وفى كل مرة كانت تفر من المنزل، وبعد أن اكتشفها «اميليو فيدى» مقدم برامج تيلفزيونية وصديق بيرلسكونى فى مسابقة جمال فى صقلية، توجهت إلى ميلانو حيث عملت راقصة فى ملهى ليلى لحساب «ليللى مورا» وكيل نجوم صاعدة مقرب من بيرلسكونى أيضا. ثم قامت «نيكول مينيتى» التى كانت مستشارة إقليمية لحزب بيرلسكونى حتى فبراير الماضى بتوظيفها «لتسلية» زعيم الحزب، ويحاكم فيدى ومورا ومينيتى بشكل منفصل فى إطار القضية نفسها بتهمة تشجيع شابات وبينهن روبى على ممارسة الدعارة. ولن يتوقف تأثير حكم إدانة بيرلسكونى عند حدود إنهاء مشواره السياسى، إذ يتوقع محللون أن تكون له آثار على الحياة السياسية فى إيطاليا، من خلال التأثير على وضع حكومة الائتلاف الحالية التى يرأسها «إنريكو ليتا» والتى تعتمد على دعم حزب يمين الوسط الذى ينتمى إليه بيرلسكونى «شعب الحرية»، وكتبت صحيفة «لاستامبا» الإيطالية أن «هناك علاقة تم نفيها رسميًا لكنها ليست غامضة، بين المشاكل القضائية لبيرلسكونى ومصير الحكومة»، وأضافت أن بيرلسكونى دعم حكومة التحالف لتأمين حماية من الملاحقات القضائية، موضحة أنه فى غياب هذه الحماية «لن تكون له مصلحة فى دعم الحكومة».