القرار المصرى بقطع العلاقات مع سوريا أثار الكثير من الجدل فى الأوساط المحلية والإقليمية، حيث يرى مؤيدوه أن القرار جاء تلبية لمطالب ثوار مصر بعد 25 يناير ولرغبة الشعب السورى فى محاصرة نظام بشار الأسد أملاً فى وقف جرائمه بحق شعبه.. وفى المقابل يرى معارضو هذا القرار أنه يشكل مغامرة سياسية غير محسوبة العواقب وأنه وضع مصر فى حالة عداء مع سوريا بدون أى مبرر.. بينما تناثرت أخبار هنا وهناك عن تهديدات إيرانية بقطع العلاقات الاقتصادية مع مصر، وتسريبات روسية عن خطة أمريكية سعودية لحل الأزمة السورية.. وفى السطور التالية المزيد من التفاصيل: يؤكد الخبير الاستراتيجى اللواء عادل سليمان، مدير مركز الدراسات المستقبلية، أن قطع العلاقات المصرية مع سوريا كان أحد أهم مطالب الثوار عقب ثورة 25 يناير وقبل تولى الرئيس محمد مرسى مقاليد السلطة فى مصر بوقت كبير، لافتا أن الكثيرين من الثوار قاموا بالاعتصام أمام السفارة السورية فى الدقى قبل نقلها لمقرها الجديد وهاجموا قوات الأمن التى كانت تحمى المقر مستنكرا مواقف البعض الآن من قرار الرئيس محمد مرسى بقطع العلاقات مع الجانب السورى. وأشار سليمان أن موقف مصر يأتى كنوع من المقاطعة الرسمية فقط من خلال وقف التعامل مع نظام بشار الأسد وليس مع الشعب السورى أو سوريا الكيان بكل تكويناته وطوائفه سواء سنته أو شيعته الذين يقيمون فى مصر مستمتعين بكافة المزايا التى يتمتع بها الشعب المصري، مؤكدا أن الكثير من الدول رفعت الشرعية عن النظام السورى ومنها الجامعة العربية التى علقت عضوية النظام فى الجامعة لافتا أن العالم يعترف بالمعارضة السورية والجماعات الثورية فى سوريا. وخلص سليمان أن القضية السورية أصبح حلها فى يد القوى الدولية الكبرى منددا بموقف الدول العربية العاجزة عن إيجاد حل فى إطار الجامعة العربية. من جانبه، أكد السفير محمد عاصم سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قرار سيادى والمسؤول الأول عنه رئيس الجمهورية سواء أكان هذا القرار صحيحا أو تشوبه أى أخطاء أو عليه أى ملاحظات، مشيرا أن قطع العلاقات بين البلدين يتطلب أن تكون هناك دولة ثالثة تقوم بالإشراف على مصالح رعايا مصر فى سوريا أو العكس بالنسبة للسوريين بمصر. وأشار عاصم أن نفس الموقف حدث عند قطع العلاقات المصرية الإيرانية حيث كانت السفارة السويسرية هى المسئولة عن المصالح المصرية فى إيران مشيرا ان اللافتة التى كانت معلقة على السفارة فى تلك الفترة تم إزالتها وتم إنشاء قسم رعاية المصالح بسفارة الدولة الثالثة - سويسرا- بحيث تم الإبقاء على عدد من الموظفين للقيام بالأعمال القنصلية دون بحث الموضوعات السياسية أو الاقتصادية لافتا أنه يشترط موافقة النظام القائم فى سوريا بالموافقة على ذلك الإجراء. قطع العلاقات مطلب شعبى من جانبه نفى الدكتور أيمن على مستشار الرئيس لشئون المصريين فى الخارج أن تكون مؤسسة الرئاسة قد أعلنت الجهاد الإسلامى بسوريا كونها ليست جهة اختصاص لافتاً إلى أن قطع العلاقات نابع من طلب الشعب السورى. وأضاف أنه لا يتوجب على الرئيس أخذ رأى مجلس الشورى قبل قطع العلاقات مع سوريا لافتا أن اختيار التوقيت مرتبط بطبيعة الأمر الذى يجرى على الأراضى السورية بعد دخول حزب الله، واستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام ولا يوجد ارتباط فى ذلك مع القرار الأمريكى تجاه النظام السورى. إيران تنفى تهديد مصر من جانبه نفى السفير مجتبى امانى رئيس بعثة رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة ما تردد حول تهديد ايران بقطع علاقاتها مع مصر بسبب موقف الرئيس محمد مرسى المناوىء لنظام بشار الأسد. وقال أمانى فى تصريحات صحفية ردا على ما تردد حول تهديد إيران لمصر بقطع العلاقات أن هذا الخبر مختلق ولا أساس له من الصحة مشيرا إلى انه تم ترديد مثل هذا الخبر منذ نحو شهرين وتم نفيه من جانب المسئولين فى البلدين. وأضاف أن الإعلام الصهيونى هو مصدر هذا الخبر الذى تم بثه على الإذاعة الإسرائيلية والغرض منه ومن مثل هذه الأخبار صرف الأنظار عن قضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية فى إطار محاولات صهيونية لتهويد القدس ومواصلة الظلم للشعب الفلسطينى. وأضاف أن نشر مثل هذه الأخبار فى الوقت الحالى يستهدف إشعال فتنة طائفية بين السنة والشيعة. وأكد السفير مجتبى أمانى أن الغرض من التعاون المصرى الإيرانى بشأن سوريا - كما أكد الرئيس مرسى - هو وقف نزيف الدم السورى والحفاظ على وحدة الأراضى السورية، مشيرا إلى أن هذا التعاون مثمر ويخدم المنطقة بأسرها. ودعا أمانى وسائل الإعلام المصرية عدم نشر مثل هذه الأخبار ذات المصادر المجهلة. وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن الإذاعة الإسرائيلية أن على أكبر صالحى، وزير خارجية إيران، قد أرسل تهديدا شديد اللهجة إلى نظيره المصرى محمد كامل عمرو، بقطع العلاقات الاقتصادية مع مصر، بسبب موقف الرئيس مرسى المناوئ لنظام بشار الأسد واختلاف المواقف تجاه القضية السورية. مغامرة غير محسوبة وقال د. جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة حلوان أن قرار الرئيس مرسى قطع العلاقات مع سورية “يمثِّل مغامرة غير محسوبة العواقب كونه وضع الحكومة المصرية فى حالة عداء مباشر مع سوريا من دون أى داعِ أو مقابل بما يعنى استهداف المصالح المصرية فى الداخل والخارج من قبل النظام السورى، مشيرا إلى استهداف طائرة مصرية فى أيرلندا من قبل أشخاص يشتبه فى كونهم سوريين. وأضاف عودة بهذا القرار يكون الموقف المصرى متقدماً على الموقفين السعودى والقطرى، مشيراً إلى أن أى موقف أو قرار فى العلاقات الدولية لابد أن يكون له أسبابه ومقابله.