جاءت تعترف أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها زانية وكاد الصحابة يفتكون بها.. لكنه بحكمته أمهلها حتى تضع مولودها فمن أدراهم كيف لهذه الروح البريئة التى نبتت من حرام..أن تخرج مدافعة عن الحلال وتحمل لواءه.. وبعد الولادة جاءت وصرفها مجددًا حتى يتم ابنها الرضاع والفطام فى عامين.. ثم عادت بعدها حيث وجب عليها حد الله بالرجم ولما وقع الحكم وماتت قام وصلى عليها.. فأخذت بذلك تكريما على أعلى المستويات.. واعترض الصحابة فقال: لقد تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لكانت كافية. فماذا لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضرًا وهو يشهد ما يتم حاليًا من تطاول على فطرة الله السليمة ومحاربته فى شأنه بين خلقه بهؤلاء الشواذ الذين اخجلهم المسمى فأطلق عليهم -يؤيدهم - هو على شاكلتهم لقب الممثلين.. وكم كان عقابهم - الله سبحانه وتعالى رادعًا لا هوادة: فيه ولا شفقة (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) (هود 83:82) وفى وصف آخر بسورة الحجر (76:73): فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77).. ويفسر علماء الجيولوجيا هذا الأمر وموقعه «البحر الميت» بالأردن والشواهد ما تزال قائمة سواء تحت الماء أو فوق الأرض، وقد رأيت لقوم لوط بعض الصور وهى موجودة ودليل عيان..على أن عقاب هؤلاء يأتى فى الدنيا قبل الآخرة لأن فعلتهم سوداء وشنيعة ويهتز لها عرش الرحمن، ومع ذلك يتزامن وبشكل فيه تعمد واضح أن يقدم مهرجان كان السينمائى 2013 وهو أعرق المهرجانات العالمية جائزته الكبرى وهى السعفة الذهبية إلى فيلم مخرجه عربى.. ويدور حول امرأتين تمارسان السحاق.. ويأتى هذا بعد أيام قليلة من إصدار فرنسا الحرة لقانونها الأسود الذى يبيح ارتباط الشواذ ببعضهم البعض.. ثم تتناقل وكالات الأنباء خبرا عن ارتباط بين إمرأتين من باكستان تعيشان فى أوروبا ليقال إنها مسلمتان للأسف الشديد.. ثم يخرج علينا ملعون عربى آخر من نفس الفصيلة الفاسدة.. لكى يعلن عن بناء مسجد لأمثاله ليس شرطا أن يكون الرجال فقط فالدخول بالملابس التى يريدها الشاذ أو بدون والصلاة مختلطة.. فهل رأيتم بعد ذلك استهتارًا أو استهزاء بالدين أكثر من هذا باسم الحرية الملعونة تلك.. لقد خرج كاتب فرنسى معروف اسمه دومينيك إلى نافذة بيته صارخا: لقد انهارت الأخلاق.. وأطلق رصاص مسدسه على رأسه وانتحر.. وخرج الآلاف من الأسوياء وأغلبهم لم يدخل كنيسة فى حياته.. لكنه يخاف من اندلاع هذا الوباء من حوله وعلى مقربة منه.. وكأنهم بذلك يسترجعون ما جرى لمدينة بوبى الإيطالية أيام الامبراطورية الرومانية.. التى شاعت فيها كل أنواع الفواحش والشذوذ.. فسلط عليهم ربنا سبحانه وتعالى بركان فيزوف.. فى منطقة تسمى بجبل النذير وآثار الدمار باقية هى الأخرى حتى اليوم عظة وعبرة ربما أن هذه الأحداث وقعت سنة 2000 قبل الميلاد. بأثر رجعى والعجيب أن علماء التاريخ أيضًا قالوا إن فتح القمصان واسقاط البنطلون كانت ظاهرة موجودة أيام قوم «لوط».. وقد استعارها مصمم شاذ «وتناقلها الشباب بجهالة فى أغلب الأحوال دون أن يدركوا لأنها إشارة بين الشواذ وبعضهم.. لذلك لا يغضب الشاب «أبو ديل حصان» والذى يلبس الحرير.. وينافس البنات فى بعض أمورهن.. فإنه دون أن يشعر يقول للشواذ أنا معكم.. وأكرر أن هناك من يفعلها من باب التقليد الأعمى.. ولهؤلاء وغيرهم ممن استهانوا بصغائر الأمور نقول لهم بأن خطر «نهر الانحلال» قادم.. ولابد من بناء فورى «لسد الفضيلة»..لأن الخطر يدق أبوابنا من كل جانب فى ظل ثورة الاتصالات وانفتاح العالم على بعضه البعض.. فقد بدأت السنيما المصرية تسريب مشاهد الشذوذ واحدة واحدة.. وكان هناك من يؤيد ذلك بحجة أنها مشاكل فى المجتمع ويجب طرحها للتداول.. ونسى هؤلاء أن طرح الشذوذ إلى العلن حوله إلى قضية اعتيادية، وهذه الأفلام ساهمت فى ذلك وما كانت أمور الشواذ تأخذ كل هذا الاهتمام.. إلا بالتمهيد الفنى والاجتماعى لها.. فى الأفلام والملابس والسلوك.. وعندما تكون فرنسا هى الدولة رقم 14 فى العالم التى تعترف قانونيًا بارتباط الشواذ.. وسبق ذلك عدة دول أدخلت الشواذ إلى قواتها المسلحة وهى تعرف آثار ذلك لكنها تنظر إليه من باب الحرية وربما «الترفيه» لباقى الجنود. وللأسف نواجه فى بلادنا مجموعة ممن يعملون فى الحقل الفنى والسينمائى بصفة خاصة كانت استراتيجيتهم تقوم على نشر مشاهد الشذوذ والتأكيد عليها ومن أبرز هؤلاء فى مصر يوسف شاهين وتلميذه يسرى نصر الله وإيناس الدغيدى وهناك من فعلها مرة من باب جذب الانتباه والذهاب إلى المهرجانات الدولية التى لم تكن تحتفل بهم وتكرمهم بدون سبب، إنها شبكة متداخلة والدليل على ذلك هذا المشهد الذى نراه أمامنا ورغم صيحات الاحتجاج إلا أن دولة الشواذ كما هو واضح أصبحت لها كلمتها ورأينا ذلك أيام حملة أوباما الانتخابية ثم مع حملة «أولاند» فى فرنسا وهو الذى منحهم القانون ولأن الأبواب مفتوحة.. والقنوات متصلة أحذر شباب بلادنا من هذا الوباء الذى يهتز له عرش ربنا سبحانه وتعالى وما فعله بقوم لوط شاهد أمامنا حتى هذه الساعة وإلى قيام الساعة ويجب على الرقابة ألا تتهاون فى ذلك تحت أى بند.. ويجب على الشباب المحترم الناجح أن ينتبه إلى أن لعبة الشذوذ تبدأ بأشياء تبدو صغيرة وتافهة.. لكنها بالتراكم تصنع المصيبة العظمى..فهل لدينا أغلى من أخلاقنا وشبابنا وقيم الدين الحنيف الإسلامى والمسيحى ومفاهيم الرجولة الحقة.. وبهذا نبنى «سد الفضيلة».. على نهر الانحلال وآه من مياهها الغارفة وعواصفه القاتلة التى تهددنا من الغرب ومن الشرق فى كل لحظة ولا نملك إلا أن نردد قول ربنا سبحانه وتعالى: رب نجنى وأهلى مما يعملون (169) فنجينه واهله اجمعين ( 170) (170:169) الشعراء.