بعد صفها صلاة المسلمين فى شوارع باريس بالاحتلال النازى، تواجه «مارين لوبان» زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة فى فرنسا تهما بالتحريض على العنصرية، وذلك بعد أن صوتت لجنة الشئون القانونية فى البرلمان الأوروبى لصالح رفع الحصانة عنها . وجاء تصويت اللجنة البرلمانية الأوروبية على أساس الطلب الذى تقدمت به وزارة العدل الفرنسية فى هذا الشأن العام الماضى بعد أن أفلتت «لوبان» من المحاكمة وقتها بفضل الحصانة البرلمانية التى تتمتع بها بوصفها نائبة فى البرلمان الاوروبى. وسوف يتيح رفع اللجنة البرلمانية الأوروبية الحصانة عن لوبان للسلطات الفرنسية تحريك القضية مرة أخرى مما قد يعرضها للملاحقة القضائية بعد تأكيد التصويت بتصويت مماثل فى جلسة عامة للبرلمان الأوروبى بتاريخ 11 يونيو الجارى حيث كان التصويت الذى تغيبت عنه لوبان وفضلت عدم حضوره وإرسال نائب عنها بالأغلبية. وفى الوقت الذى دافع فيه مسئولو الجبهة الوطنية عن لوبان بتوجيه الاتهام إلى الجهود الرامية لتجريدها من الحصانة بأنها ذات دوافع سياسية، ذكر المجلس الفرنسى للديانات السامية أن التشبيه الذى قامت به لوبان يشكل إهانة لمسلمى فرنسا ومرادفا للتحريض على الكراهية والعنف بحقهم. ومارين لوبان، 44 عاما، التى حصدت 18% من الأصوات فى الدور الأول من انتخابات الرئاسة الفرنسية الأخيرة لم تأل جهدا منذ سيطرتها على الحزب اليمينى خلفا لوالدها جان مارى لوبان للتحريض ضد المسلمين حيث ركزت كل نشاطها على مواضيع الهجرة والعرب والمسلمين، فطالبت بحل اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا. وفى تصريح لها قالت لوبان إن الدين الإسلامى بات يزحف ويمتد ليصل إلى كل بيت فى فرنسا ، وإن الحرب ضد الدين الإسلامى لابد أن تستمر ولا تتوقف، مشيدة بمنفذ اعتداء النرويج «اندريس بيرنج برايفيك» اليمينى المتطرف والذى يزعم أن دافعه كان أيضا محاربة المد الإسلامى فى النرويج والحفاظ على الهوية الثقافية لبلاده مشيرة إلى أن حزبها أيضا يدافع عن الهوية الثقافية الفرنسية. ومنذ توليها قيادة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة حاولت لوبان توسيع شعبية الجبهة من خلال شنها حملات صارمة عن طريق الأحاديث العنصرية ومعاداة السامية حيث أثارت العام الماضى حفيظة يهود فرنسا ومسلميها، وهذا بعد أن دعت إلى حظر الحجاب والقلنسوة اليهودية فى فرنسا وطلبت من يهود فرنسا تقديم تضحية صغيرة وهى التخلى عن وضع القلنسوة معتبرة ذلك تضحية من أجل المساواة فى فرنسا، وحتى لا يقال عنها إنها تكره الإسلام فى حال دعواتها إلى حظر الزى الإسلامى فقط وذلك خلال مقابلة لها مع التليفزيون الفرنسى. وعلقت منظمات مناهضة العنصرية فى فرنسا بأن لوبان لا تتوقف بتاتا عن التحريض على الكراهية من أجل تفوق المسيحية، وقال رئيس الحركة المناهضة للعنصرية إنها لا تؤمن بالمساواة بل تريد أن يسيطر المسيحيون الكاثوليك على الآخرين وهذه ليست علمانية، فى حين اتهم «سالفان كربون» وهو محلل سياسى متخصص فى شئون حزب الجبهة الوطنية مارين بتوظيف مبدأ العلمانية لانتقاد الإسلام. وأضاف أن لوبان أصبحت متخصصة فى انتقاد الإسلام بعدما كان والدها ينتقد الدين اليهودى . ومن جهة اخرى، أشارت احصائيات إلى استمرار الأعمال المعادية للمسلمين فى فرنسا خلال العام الماضى، حيث شهد زيادة كبيرة فى الأعمال المناهضة للإسلام من نسبة 34% فى عام 2011 إلى 42% فى 2012، والتى جاءت بسبب الاحتجاجات المتزايدة لليمين المتطرف.