اجتمع الصحابة فى مجلس لم يكن معهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيهم أبو ذر الغفارى فتشاوروا فى أمر الجيش فقال أبو ذر: إنى أرى كذا وكذا، فقال بلال: لا هذا الاقتراح خطأ، فما كان من أبى ذر إلا قال: حتى أنت يا ابن السوداء.ذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم إليه وقص عليه ما حدث فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ووصل الخبر لأبى ذر فاندفع مسرعًا إلى المسجد وسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم: يا أبا ذر أعيرته بأمه.. إنك أمرؤ فيك جاهلية.. فبكى أبو ذر و أخذ يستسمحه الرسول صلى الله عليه و سلم ويسأله المغفرة من الله، وخرج باكيا من المسجد فرأى بلالا آتيًا فطرح أبو ذر رأسه فى طريق بلال واضعا خده على التراب، وقال: والله لا أرفع خدى عن التراب حتى تطأه رجلك أنت الكريم وأن المهان، فبكى بلال وانحنى يقبل خد أبى ذر.. فتعانقا وبكيا. فنعم المؤدّب صلى الله عليه و سلم والمؤدَّب «الصحابة».