لم يخطر على بالى تلك المشاجرة العنيفة التى نشبت بين طالبات مدرستين بمدينة طنطا- منذ أيام قليلة - ونشرت تفاصيلها صفحة الحوادث بإحدى الصحف اليومية تحت عنوان « طالبات آخر زمن» .. (أى والله) بين طالبات (بنات) بسبب محاولة بعضهن فرض إتاوات على زملائهن وتهديدهن بالمطاوى والأسلحة البيضاء - تصوروا - حيث اشتبكت طالبات من مدرسة ناصر الزراعية مع بعض طالبات مدرسة قاسم أمين الثانوى العام بعد أن حاولت طالبات المدرسة الزراعية فرض إتاوات والحصول على متعلقات طالبات الثانوى تحت تهديد الأسلحة البيضاء.. «والحمد لله» أن قاسم أمين قد مات قبل أن يشاهد هذه الواقعة التى طرفها طالبات المدرسة المسماة على اسمه! وامتدت المشاجرة من أمام المدرسة الزراعية إلى الشوارع الرئيسية مما أدى إلى توقف السيارات (أى والله) واستياء الأهالى من أفعال الطالبات.. واتضح أن وراء تلك الأفعال 3 طالبات من المدرسة الزراعية يتزعمن أعمال البلطجة وقد أطلقن على أنفسهن أسماء شهرة هى: « سيطرة.. وشقاوة.. وكيداهم» يانهار أسود(!!) والحقيقة أن الواقعة تعكس الواقع الأليم والخطير لما يجرى فى مدارسنا والشارع.. فلا أحد يصدق أن يكون أبطال هذه الواقعة هن بنات وطالبات من الجنس اللطيف فى مقتبل العمر حيث لا يتجاوز عمرهن (18 سنة).. والمفروض أن تتسم تصرفاتهن بالحياء والرقة ولكن الواضح أن الحياء قد اختفى.. وأنه لو نظرنا إلى حياتنا اليومية لرأينا أننا تمكنا بجدارة من تدمير مصطلح الأخلاق وطمس معالمه واستبداله بمصطلحات أخرى جديدة لا تمت بأى صلة لأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وبدأنا ترسيخ هذه المصطلحات الجديدة والتعامل معها على أنها هى الأخلاق.. يضاف لذلك غياب الردع والمتمثل فى رجل الشرطة فى الشارع مما ساعد على انتقال عدوى العنف إلى المدارس والجامعات وإلى الطلاب ولكن الذى يدعونا للدهشة هو انتقاله إلى البنات ( الجنس اللطيف).. فالكثير من بنات - اليوم - يتعاملن فى الأمور الحياتية دون حياء ويفعلن ما يخدش الحياء علانية.. وهذا يحتاج لدراسة عاجلة من جانب المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لتحديد الأسباب والعلاج.. فهذه الواقعة لايجب أن تمر مرور الكرام لأنه من الغريب وغير المألوف فيها أن نشاهد البنات الصغيرات طالبات المدارس يحملن المطاوى والسلاح الأبيض وفرض الإتاوات .. وكلها أعمال وأفعال لايقوم بها إلا البلطجية ومحترفو الإجرام كما تدل هذه الواقعة على غياب التربية والأنشطة داخل المدارس.. فلم يعد المعلم يقوم بدوره التربوى داخل المدرسة نتيجة لتفرغه للدروس الخصوصية التى هى السبب الرئيسى فى هذا البلاء وهذه الحوادث الذى تشهدها مدارسنا فى الأونة الأخيرة.