أثير الجدل مجددًا حول فرص إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى وبدلا من الذهاب إلى الأممالمتحدة بملف السلام المعطل فى الشرق الأوسط منذ ستين عاما أعادت لجنة مبادرة السلام العربية طرح مبادرة «بيروت 2002» كمرجعية للسلام العادل والشامل إضافة إلى مقترح لتبادل الأراضى، وهو ما رحب به وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» وبعض المسئولين فى اسرائيل – لكن هناك فرق بين البيانات الرسمية والخطوات العملية، وإذا لم تعلن تل أبيب رسميا موافقتها على مبادرة السلام وبضمانات دولية مكتوبة سيظل السلام مجرد اجتماعات وبيانات إعلامية! وفى هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء القطرى، الشيخ حمد بن جاسم الثانى، والذى يرأس وفدا ممثلا عن دول الجامعة العربية الأعضاء للمبادرة العربية للسلام، أعلن من واشنطن أن الجامعة العربية تقبل فكرة تبادل الأراضى بين إسرائيل والفلسطينيين، من أجل إنهاء النزاع بين الطرفين على أساس مبدأ «دولتين لشعبين»، تفصل بينهما حدود عام 1967. وجاءت تصريحات رئيس الوزراء القطرى فى ختام مشاورات بين وفد الجامعة العربية فى واشنطن، الذى ضم أمين عام الجامعة نبيل العربى، وعددا من ممثلى الدول الأعضاء للمبادرة العربية، ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونائب الرئيس الأمريكى جون بايدن. وقال الشيخ حمد بن جاسم إن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو «خيار استراتيجى» بالنسبة لدول الجامعة العربية. ومن جانبه، صرح وزير الخارجية الأمريكى، بدوره، أن الرئيس أوباما مازال متمسكا بمبدأ حل «الدولتين لشعبين»، وفقا لما أعلنه فى مايو عام 2011، من أجل التوصل إلى السلام، مشددًا على أهمية المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف كيرى أن الإدارة الأمريكية ستستمر فى المشاورات مع ممثلى الجامعة العربية فيما يتعلق بعملية السلام فى الشرق الأوسط. وتتوقع الإدارة الأمريكية أن ترد الحكومة الإسرائيلية بصورة مناسبة على موقف الجامعة العربية الجديد، وأن تسعى من أجل «تسخين» العلاقات مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس. وتحدثت الصحف الإسرائيلية عن أن كيرى يضغط على دول عربية بتقديم التنازلات لإسرائيل لتحثها على تبنى مبادرة السلام، وفى هذا السياق ذُكر أن الإدارة الأمريكية تحاول إقناع دول فى الخليج بالسماح لإسرائيل بالطيران فوق أراضيها. وكتب أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلى) على صفحات «فيسبوك» الخاصة بهم، أن تصريحات رئيس الوزراء القطرى مهمة جدا لإسرائيل وأنه يجب على الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما رئيس الحكومة نتنياهو، ألا تفوّت الفرصة لمد يدها للسلام، والعودة فورا إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الفلسطينى. وفيما يتعلق بفكرة تبادل الأراضى بين إسرائيل والسلطة اعربت حركة حماس عن قلقها من قبول المجموعة العربية مبدأ تبادل الأرض مع إسرائيل وذكرت ان مبدأ تبادل الاراضى مع الاحتلال الإسرائيلى، يمثل إمعانًا فى سياسة التنازل عن الأراضى المحتلة. وقالت حماس فى بيان لها إنها كانت تأمل من الوفد الوزارى العربى أن يطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان على الأراضى المحتلة. وأضاف البيان أن التجربة الطويلة مع «العدو الصهيونى» علمتنا أنه لا يريد السلام، بل يبحث عن المزيد من التنازلات عن الحقوق والثوابت الوطنية، ويسعى لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطينى والأمة العربية، ويحاول كسب الوقت بالحديث عن أوهام السلام لفرض سياسة الأمر الواقع. وكان رئيس الوزراء القطرى حمد بن جاسم اعلن فى واشنطن استعداد الدول العربية لإقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل وأن العرب مستعدون لمبادلة الأراضى، بينما أوضح كيرى: علينا الكثير من الواجبات التى يتعين القيام بها.. وأمامنا الكثير من العقبات الصعبة التى يتعين التغلب عليها.. ولكن كل خطوة إلى الأمام هى خطوة للتوصل نحو تحقيق الهدف. وبدأ جون كيرى فى تسويق المبادرة العربية عندما قال: إن مبادرة السلام العربية أوضحت أنه إذا توصل الفلسطينيون والإسرائيليون إلى اتفاق نهائى فإن المجتمع العربى المكون من 22 دولة والاسلامى الذى يشكل 75 دولة سوف يعلنون انتهاء النزاع على حد قوله، كما تحقق مبادرة السلام العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومن ثم توفير الأمن فى المنطقة وبعبارة أخرى سيكون هناك ترتيب لوضع أمنى وقال كيرى أيضا إن العالم العربى مستعد لصنع سلام وتقديم فرص للفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل الى اتفاق ووضع نهائى. وأضاف اعتقد انه لا يمكن التقليل من أهمية دول مثل مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن عندما يأتون على طاولة المفاوضات ويقولون نحن على استعداد لصنع السلام الآن وعلى حدود 67 مع قبول تعديلات تعكس مبادلة الأراضى.