رأى إميل أمين الباحث فى الشئون الأمريكية، أن تفجيرات بوسطن الأخيرة، هى عودة للإسلاموفوبيا فى العالم، أى الخوف من كل ما هو إسلامى، مشيرًا إلى أن موسكو هى أكبر المستفيدين من الحادث، وأنه ربما تكون إرهاصات لتفكك اتحاد الولاياتالأمريكية. وأشار أمين إلى أن القضية الفلسطينية أكثر المتضررين من الحادث وذلك لانشغال الرئيس الأمريكى بعلاج آثار هذا العمل على مواطنيه، وبالتالى إهمال السياسة الخارجية إلى حد كبير.وعن تداعيات الحادث على دول الربيع العربى خاصة فى سوريا ومصر وقضايا أخرى تحدث إميل أمين ل «أكتوبر» فى تلك السطور. ? بداية.. كيف ترى الآثار الأولية لحادث بوسطن؟ ?? هذا الحادث أعاد للأذهان خاصة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية فكرة الإسلاموفوبيا، أو الإرهاب الإسلامى، كما أن إعلان الأجهزة الأمنية فى أمريكا منذ أيام عن مطاردتها لخلية إرهابية نائمة، يعنى أن الدفاتر القديمة لم تغلق وأن الجماعات العرقية ذات الأصول المتطرفة ما زالت تحت المراقبة الأمريكية. وأضاف: تداعيات الحادث لن تعود على العالم العربى بصورة مباشرة، ولكن ستعود انسحاباتها وتداعياتها بشكل أوضح على دول الاتحاد السوفيتى المنحل كالشيشان والقوقاز، بما يقوى رؤية روسيا الاتحادية فى محاربتها لما تسميه الإرهاب الإسلامى، حيث يعزز من العلاقة بين موسكووواشنطن فى حربها ضد نفس الادعاء. ? وماذا عن التداعيات غير المباشرة على العالم العربى؟ ?? دائمًا سيكون هناك ربط بين هذا الحادث او ما يشابهه كالذى أعلنت عنه الشرطة الكندية قبل ايام عن اعتقال شابين من أصول عربية كانا يخططان لنسف خط القطار بين تورنتو ونيويورك، وبين الخلايا النائمة والنشطة للجماعات الإسلامية التى تتكون معظمها من عناصر عربية. ? وكيف ترى تأثير الحادث على إدارة أوباما؟ ?? الحقيقة أن الرئيس الأمريكى فى وضع لا يحسد عليه، ففى الفترة الأولى لإدارته دعم دول الربيع العربى، وأسفر هذا الدعم عن تولى الإسلاميين مقاليد الحكم فى تلك الدول، وهو نفس التيار المتهم بممارسة الإرهاب، ولو رصدنا تصريحات الإدارة الأمريكية طوال الأيام القليلة الماضية لوجدنا أنها تتحدث عن دعم الثوار السوريين المعتدلين وليس الجهاديين فى محاولة لتدارك الأمر فى سوريا. ? وماذا تمثل سوريا؟ ?? تمثل أهمية كبيرة، لأنها الحدودية مع إسرائيل التى تستهدف الإدارة الأمريكية حماية أمنها دائمًا، وسوريا القريبة من السعودية الحليف الأول للولايات المتحدة فى الخليج، سوريا الحدودية مع تركيا الحليف الاستراتيجى لواشنطن،. سوريا القريبة من مصادر النفط فى الخليج والذى تسعى إليه أمريكا منذ سنوات. وما يؤكد ما أقول هو حالة «الحلحلة» فى الائتلاف السورى باستقالة معاذ الخطيب، فقد أدركت المعارضة السورية أن القوى الدولية خاصة أمريكا لا تريد دعمهم بالشكل الذى ينهى المأساة، لكونهم من تيار الإسلام السياسى، الذى تراه معظم العواصمالغربية ليس البديل الأمثل لنظام بشار. ? وكيف ترى وضع مصر من تلك الأحداث؟ ?? لا شك أن مصر باعتبارها من دول الربيع العربى التى ربما تتأثر علاقتها بالولاياتالمتحدة فى الفترة القادمة خاصة وقد دعمتها تلك الأخيرة بشدة طوال الأشهر الماضية، ولكن هناك بوادر تغير فى التعامل خاصة بعد الفشل الحكومى للإخوان، غير أن ذلك ربما لا يعنى شيئًا إذا ما وضعنا فى اعتبارنا أن علاقة أمريكا بالجميع هى علاقة برجماتية أى قائمة على المصلحة، وبمعنى أدق أن من يحقق مصالحها هى معه بصرف النظر عن توجهه وهو ما يحافظ عليه الإخوان بشدة حتى الآن فى علاقة مصر بإسرائيل. ? عودة إلى موسكو هل توضح كيف استفادت من حادث بوسطن؟ ?? الحادث سيتسبب فى اطلاق يد الولاياتالمتحدة فى الشيشان التى ينتمى لها منفذو الحادثين، وهى نفس الدولة التى تهدد روسيا صحيح أن تلك الأخيرة يدها ليست مغلولة هناك، لكن هلى أقل تقدير لن تخرج واشنطن لتدافع عن حقوق الإنسان فيها واضطهاد الأقليات وغيرها من المسميات، بل ربما تدعم ممارسات روسيا فى الشيشان باعتبارها تحارب الإرهاب. ? وماذا عن تأثير القضية الفلسطينية؟ ?? الأمر سيأخذ مجرى بطيئا إلى حد ما، حيث سيكون الشغل الشاغل لأوباما طوال السنوات الأربع القادمة تأمين لبلاده من احتمالات المزيد من الهجمات الإرهابية وهو ما سيؤثر حتمًا على اهتمامه بالقضايا الخارجية، التى لا تشغل حيزا كبيرا من اهتمامات الناخب الأمريكى. ? ألا ترى أن الحادث إشارة واضحة إلى خلل فى الداخل الأمريكى؟ ?? بالفعل هو ذلك، فالشابان منفذا العملية الانتحارية يعيشان فى الولاياتالمتحدة منذ أكثر من عشر سنوات، ورغم ذلك فقد تنازلا عن مقومات الحياة المتقدمة للقيام بهذا العمل الانتحارى، ما يعنى أن هناك خللا فى الداخل الأمريكى يتطلب تدخل رجال علم النفس والاجتماع، فالأمر أكبر من أن يترك لرجال الأمن فقط، كما ان قرار الحرب أكبر من أن يترك للعسكريين فقط. فظاهرة الإرهاب مع الأسف أصبحت ظاهرة عنقودية أى لا مركزية، وهناك من الخلايا اليمينية الأمريكية ما يفوق مخاطرها الإرهاب الإسلامى وفى رأيى ربما تكون حادثة بوسطن هى إرهاصات لتفكك الاتحاد (الولاياتالمتحدةالأمريكية) التى تعانى الكثير من المشاكل الداخلية.