اكتسب معرض القاهرة الدولى للكتاب مكانته الخاصة والمتميزة داخليًا وخارجيًا من قيمة ودور مصر الثقافى والسياسى والحضارى.. ولهذا كان ثانى المعارض أهمية فى العالم بعد معرض فرانكفورت، والأول من حيث عدد الزائرين له.. وكان من المفترض أن تزداد أهميته بعد ثورة 25 يناير الرائعة.. ولكن العكس ما حدث، فالبساط بدأ ينسحب من تحت أرضيته بمعارض أخرى كثيرة أكثر تنظيمًا وتمويلاً فى كل الدول العربية المحيطة.. إضافة إلى الاضطرابات السياسية والأمنية التى تسبب له مشاكل جمه وتترك أثرها على الجميع. بداية يقول عاصم شلبى رئيس اتحاد الناشرين المصريين: شارك الاتحاد فى عدة معارض ناجحة بالدول العربية كمعرض الشارقة وغزة والكويت وهى معارض ناجحة بالمقارنة بحجمها أما معرض القاهرة فهو الثانى عالميا والأول فى معدل الزائرين فالمعارض العربية مهما بلغت لا تساويه فى الحجم فهو أكبر من أى معرض عربى ثمانى مرات إذ يشارك فيه أربعة آلاف ناشر، وهذا العام أتوقع زيادة فى اشتراك الناشرين العرب نظرا لإنشاء سرايات جديدة. ويعتقد شلبى أن نجاح المعرض سيتوقف على الأحداث السياسية التى ستقع أثناء المعرض، ففى العام الماضى كنا نتوقع حضورا جيدا إلا أن أحداث بورسعيد التى وقعت بعد أربعة أيام من افتتاح المعرض أثرت بالسلب على حضور الجماهير فقل بنسبة وصلت إلى 20% وكذلك الجانب الأمنى سيكون له دور فى الإقبال. وعن رأيه فى إمكانية منافسة معارض الدول العربية لمعرض القاهرة قال: إن هناك معارض متميزة بالفعل كمعرض الشارقة وأبو ظبى والكويت، فهى تقوم بعقد ندوات وفاعليات ثقافية مدعمة من الدولة و لديهم الحافز الدائم للاهتمام بالمناخ الثقافى، وتمنى شلبى أن يكون معرض هذا العام أكثر تنظيما وكفاءة. ويقول د. زين عبد الهادى الرئيس السابق لمجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية: إن هناك محاولات منذ فترة طويلة لسحب البساط من تحت أقدام معرض الكتاب وتحدث هذه المحاولات منذ عشر سنوات تقريبا ولكن حتى الآن ورغم كل المحاولات المضنية وكل المبالغ الطائلة التى تقوم الدول العربية بصرفها إلا أن تلك المحاولات لم تأت بثمارها. وأشار إلى أن معرض الكتاب فى القاهرة يحتاج لاهتمام من وزارة الثقافة ومشاركات المثقفين وعودة الروح للكتاب. ومن جهة أخرى قال عبد الهادى إن معرض الكتاب أحد أهم الأحداث الثقافية فى مصر ود.أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب يعمل عليه بجد ولاحظت فى الفترة الأخيرة أن الكتب أسعارها أرخص واتساع عدد الأعمال العلمية أو الثقافية وهناك إنتاج جيد من المركز القومى للترجمة وهيئة قصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب وكذلك فى دار ميريت والعين والشروق فقد قدموا أعمالًا جيدة للغاية خلال هذا العام فى الفترة السابقة وهذا سيظهر بالتأكيد فى معرض القاهرة للكتاب. د.عبد الناصر حسن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب و الوثائق القومية قال إن معرض الكتاب أكبر معرض فى العالم العربى فهو تظاهرة ثقافية كبيرة و يأتى له الزوار من كل حدب و صوب ولن تؤثر الأحداث على معرض الكتاب رغم أن المعرض أقيم فى ظروف صعبة، واستبعد أن يستطيع أى معرض أن يكون بديلا عن معرض القاهرة لأنه المعرض الأم والأكبر ويستقطب جميع المثقفين ووجود المعرض سيكون علامة واضحة على أن الحياة فى مصر إلى الاستقرار وأن مصر عندما تقيم هذا المعرض يعد تحديا لهذه الظروف القهرية التى تعيشها مصر وهو نوع من الاستمرار والإلمام بالعالم الثقافى وقدرته على استبصار رؤية المستقبل. أما كريم الشاذلى صاحب دار نشر أجيال فيقول حضرت العديد من المعارض فى الجزائر واليمن و غيرها ولا أظن أن من الممكن أن يحتل أى معرض مكانة معرض القاهرة الدولى للكتاب لأنه ملتقى الناشرين والكتاب فى الوطن العربى كله حتى من لم يشارك بأنشطة يأتى إلى المعرض لأنه يجد فى مصر كل الجنسيات خاصة العربية فنجد أهل الشام و الخليج لأنه التنظيم الأكبر ومصر تعد الأكثر جذبا لكل مهتم بالكتاب. ويرى أنه رغم ذلك إلا أن المعارض العربية كمعرض الشارقة وأبو ظبى لهما مميزاتهما التى تميزهما عن معرض القاهرة كالتنظيم والفعاليات والأنشطة الثقافية بالإضافة إلى تعاون أجهزة الدولة ودعمها لتلك المعارض بتقديم كوبونات لزائرى المعرض كوزارة التربية والتعليم التى تقدم كوبونات للطلبة بمبالغ معينة تشجيعا لهم على القراءة وكمساعدة من الدولة لصناعة النشر لأن كل ذلك يساعد على الرواج وتصب فى النهاية فى مصلحة الناشر. ويعود الشاذلى فيتحدث عن معرض القاهرة ويقول إنه يعد الأفضل والأحسن ومنافسته أمر صعب إلا أنه ليس أمرا مستحيلا لذا لابد من تطوير أنفسنا فمعرض القاهرة يعانى من بعض القصور، خاصة أن معرض القاهرة يساوى ستة معارض دولية فى الوطن العربى كما يحتل معرض القاهرة المركز الثانى عالميا بعد معرض فرانكفورت ويشير الشاذلى إلى أن هناك عددًا من الأخطاء التى يعانى منها معرض الكتاب. ويفجّر الشاذلى مفاجأة من العيار الثقيل وهو أن المعرض هذا العام أيضا يعانى من بعض المشكلات. وأضاف أنه من المعروف أن من ينظم معرض الكتاب هى الهيئة العامة للكتاب وليس اتحاد الناشرين وهذه إحدى المشكلات التى تواجه دور النشر لأن اتحاد الناشرين اعلم بأولاد مهنته لأنه اعرف بحجم كل ناشر بينما هيئة الكتاب ليس لديها علم بالناشرين وبالتالى توزيع الناشرين فى الصالات يرجع إلى الأهواء فأجد نفسى لدىّ مكان لعرض كتبى فى صالة بينما ناشر أقل منى لديه أكثر من صالة ينشر بها كتبة و كذلك الإيجار من الباطن وهو أمر مازال موجود حتى الآن ويحدث فى معرض هذا العام والهيئة تعلم جيدا أن هناك فسادًا وتلاعبًا يحدث فى هذا الأمر إلا أنه لا يوجد أحد يستطيع إثبات ذلك والحقيقة إننى كناشر وهناك مثلى الكثيرون متضررون بشكل كبير جدا. وهذا عكس ما يحدث فى المعارض الخارجية فأجد مكانًا مناسبًا لى كناشر وكذلك حملات تفتيش أثناء المعرض بحيث يتم منع أى متاجرة أو تكسب على حساب سمعة المعرض. وينهى حديثه قائلا إن احتلال معرض آخر لمكانة معرض القاهرة أمر صعب ولكنه ليس مستحيلًا فى ظل الظروف السياسية التى تمر بها مصر فإنه لن نتغلب على مشاكلنا وإن لم ننتبه إلى طرح حلول لسوء التنظيم والإهمال فإننا سوف نتجه إلى مزيد من الترهل وسنكون كائن كبير ليس له قيمة. ويتخوف عماد عاشور مدير دار نشر طلائع العام على سوق النشر والكتاب من الأحداث السياسية التى ستواكب المعرض ففى معرض 2012 كان الإقبال فى الأيام الأولى ضعيفًا ثم وقعت أحداث بورسعيد مما أثر بالسلب على إقبال الجمهور وتكمن تخوفات الناشرين من حدوث اضطرابات سياسية تؤدى إلى عدم وجود إقبال. ويضيف: لقد شاركت فى معارض دول عربية مختلفة ولكن مازال معرض القاهرة هو الأكبر من حيث المساحة وعدد الزوار و لكن ليس معنى هذا انه لا توجد دول تسعى لأخذ مركز متقدم يضاهى معرض القاهرة خاصة أن هذه الدول تقوم عليها مؤسسات ثقافية ترعى المثقفين و صناعة النشر كمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وكذلك توجد عدد من المؤسسات فى الكويت والسعودية تقوم بأنشطة وفعاليات وتستضيف ندوات مما يحدث رواجا ثقافيا هذا فى الوقت الذى تعانى مصر من عدم استقرار سياسى يؤثر بالتأكيد على الاهتمام بالثقافة. وتحفظ عاشور على مقولة أن الناشرين العرب من الممكن أن يكون لهم دور فى صناعة النشر فى مصر، مؤكدا أن صناعة النشر قائمة على عدة مكونات أساسية وهى المؤلف والناشر والمطبعة ومن الممكن أن يحدث ازدهار نوعى فلبنان مثلا متفوقة فى الطباعة وقد يظهر كتاب متميزون فى الشام أو فى الخليج لكن تبقى مصر لها السبق فالكاتب المصرى لايزال يحتل المركز الأول أما الطباعة فهى منتشرة فى كل الدول العربية واستبعد تماما أن تحتل أى دولة مكانة مصر فى الكتابة أو النشر خاصة أن مصر بها أرخص سعر للكتاب وأكبر الكتاب وأكثر عدد من الناشرين. ويقول رضا عوض صاحب دار نشر رؤية إن مكانة معرض القاهرة مكتسبة من دوره والوضع الثقافى فى مصر الذى يرتبط بالإنتاج الفكرى والثقافى فى مصر مما يعطى للمعرض العمق والقوة اللازمين للمناخ الثقافى. من جهة أخرى يرى أنه رغم أهمية معرض القاهرة إلا أنه يحتاج إلى تنظيم وعناية تليق بدور مصر فالصالات تعانى من قلة النظافة واستندات الكتب غير لائقة لعرض الكتب عليها، بالإضافة إلى عدم وجود منظر جمالى والقاعات تحتاج لإعادة بناء والهيئة العامة للكتاب مطالبة بالعناية بالقاعات وبنظافة المكان وبنظافة الاستندات لكى تكون صالحة لعرض الكتاب بالإضافة إلى أن الدعاية الإعلامية للمعرض فقيرة جدا فهناك الكثير من محبى المعرض لا يعلمون حتى الآن ميعاد افتتاح معرض الكتاب فإدارة الهيئة العامة للكتاب بها تغيير ملحوظ فى إدارة المعرض فلا توجد أى دعاية فى التليفزيون ولا دعاية من الأساس فى حين نرى أن المعارض العربية بدأت تتجاوز معرض القاهرة للكتاب بمراحل فمعرض الرياض والشارقة أكثر تنظيما ونظافة وأكثر فاعلية ثقافية وأكثر فى تلقى الدعم من الدول المنظمة.