رغم حالة الجمود التى تشهدها العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل منذ اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلى لسفينة «مرمرة» التركية المتجهة لغزة عام 2010 فإن العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين شهدت صعودا خلال العام الماضى، ويعتبر رجال الأعمال داخل إسرائيل تركيا شريكاً تجارياً مهماً للغاية وزادت قيمة صادراتها مع إسرائيل فى عام 2010 بنسبة 13 % وورادتها بنسبة 32 % بحسب تصريحات نائب وزير الخارجية الإسرائيلى «دانييل أيلون» لصحيفة يديعوت أحرونوت. وأضاف أيلون «لدينا قنوات ذات مستوى متدن سياسيا ولكننا نملك بعض القنوات الخلفية بمستوى أعلى من هذا بكثير تربطنا بتركيا بشكل جيد». ومن جانبه كشف دافيد موران كاتب «بصحيفة هآرتس الإسرائيلية» فى مقالته عن العلاقات التركية الإسرائيلية تحت عنوان «تركيا ليست صديقا لكن» عن الوجه الآخر للعلاقات الدبلوماسية المتدهورة بين البلدين والمتمثل فى صعود العلاقات التجارية بنهايات العام الماضى ودخولها مرحلة جديدة بزيادة فى الصادرات التركية إلى إسرائيل وصلت إلى أكثر من مليارى دولار منذ عام 2010، كما أكد موران أن رجال أعمال الدولتين اتفقوا على ترك الخلافات السياسية جانباً والعمل على استمرار تبادل استثماراتهم الفترة القادمة، التى من الصعب تلاشيها وأصبحت غير مشروطة باعتذار إسرائيل لتركيا الذى يطالب به رئيس الوزراء التركى رجب أردوغان. وفى الوقت الذى تسعى فيه إسرائيل لتحسين علاقتها التجارية مع تركيا فهناك أيضاً محاولات من جانب تركيا كشفت عنها القناة الثانية الإسرائيلية الأسبوع الماضى زاعمة أن استعادة نشاط السياحة الإسرائيلية إلى اسطنبول وأنطاليا مرة أخرى بعد مقاطعة إسرائيلية غير رسمية للمنتجعات السياحية التركية دامت أكثر من عام، الأمر الذى أدى إلى تراجع شديد فى السياحة الإسرائيلية بتركيا التى كانت تصل إلى 558 ألف سائح ووصلت إلى 50 ألف سائح خلال عام 2011. ورغم ما نشرته وسائل الإعلام التركية والإسرائيلية عما وصفته بأزمة العلاقات التجارية، وأن ما تنشره إسرائيل من معلومات غير مصحوبة بتفاصيل دقيقة وغير مسئولة، نشر موقع ماركر، ملحق صحيفة هآرتس الاقتصادى إعلاناً مصحوباً برابط لإيميل لحكومة إسطنبول[email protected] أرسله بعض رجال الأعمال أتراك يدعون رجال أعمال إسرائيليين، خاصة الذين لديهم خبرات تجارية مع تركيا ويصعب عليهم وضع استثماراتهم بتركيا، آملين أن ترجع العلاقات التركية إلى سابق عهدها بين البلدين، ناصحين بالصبر وعدم الادلاء ببيانات من شأنها الضرر بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما تمكنت إسرائيل مؤخراً من إقامة استثمارات كبيرة وشركات ومؤسسات إسرائيلية ضخمة للبترول داخل تركيا بهدف تطوير السوق المحلية مع بقية الدول المجاورة، إلا أن المناقصات الحكومية التركية ستجد صعوبة فى دمج هذه الاستثمارات الإسرائيلية فى المستقبل. وجدير بالذكر أن تركيا عرفت منذ الأربعينيات بموقفها الحاد والقوى ضد إسرائيل ففى عام 1947 كانت على رأس الدول التى عارضت خطة التقسيم وإقامة دولة إسرائيل التى جاءت بها الأممالمتحدة، وفى مارس 1949اعترفت بإسرائيل كدولة بعد عقد الهدنة بين مصر ولبنان وإسرائيل ونشأت حينها علاقات دبلوماسية جيدة للغاية بين الدولتين ولكن بعد حرب الأيام الستة 1967 تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين من سيئ إلى أسوأ لكن سهم هذه العلاقات عاد ليرتفع مرة أخرى بين عامى 1992 و2000، وبعد أن عززت الأحزاب الإسلامية وجودها فى تركيا فى عام 2002 ووثقت علاقاتها مع دول العالم العربى خيم البرود على العلاقات التركية الإسرائيلية مرة أخرى. كانت هناك علاقات تجارية تربط بينها وبين كل من الأردن والمملكة العربية السعودية من أجل تصدير المياه من تركيا وهذه الدول إلى إسرائيل عن طريق نهر السلام وتوقف هذا المشروع بسبب ارتفاع تكلفة المياه، وفى عام 1997 وقعت كل من تركيا وإسرائيل على اتفاقية لخلق منطقة تجارية مشتركة بين البلدين.