مشكلة الأفلام التى يكتبها «أحمد البيه» أنها قادمة مباشرة من متحف السينما المصرية والعالمية، بمعنى أنه يقدم سيناريوهات تقليدية تنتهى بالموعظة الأخلاقية المباشرة مع وجود مشكلات واضحة فى الكتابة سواء فى رسم الشخصيات أو فى ضبط الحبكة، وفيلم «جوه اللعبة» الذى كتبه «أحمد البيه» وقام ببطولته «مصطفى قمر»، وأخرجه «محمد حمدى» يُفترض أنه ينتمى إلى أفلام التشويه ولكن فيلمنا يسرف فى التركيز على فكرته التى لا تزيد عن شعار: «الخيانة لاتفيد والابتزاز قاتل»، المدهش حقاً أن بطلنا الشاب لم يقم باستكمال خيانته أصلاً، ولكن شرع فيها، ومع ذلك سيعاقبه «البيه» عقاباً مروعاً بتعرضه للابتزاز من عصابة عجيبة تذكرك بألاعيب «عادل أدهم» فى أفلام السبعينيات، وفى النهاية سيفشل «البيه» فى ضبط لعبته، أو فى إظهار أطراف لعبة الابتزاز وسترتبك كل الخطوط فى النهاية ثم يتحول الرجل الخائف من الابتزاز والفضيحة إلى قاتل ومنتقم أقوى من سانجام!. «طارق» خبير دعاية فى شركة كبرى لديه زوجة جميلة «الوجه الجديد رشا نور الدين» وطفلة اسمها «سلمى» تحتاج إلى عملية لزرع النخاع، يتعرف طارق على امراة متزوجة ولديها طفل هى «هند» (ريهام عبد الغفور)، الطريقة التىتعرف بها بطلنا «مصطفى قمر» ببطلتنا تبدو قادمة من الأفلام القديمة حيث يستعيد لها شنطتها من لص فى الشارع، يصبح واضحاً أنها تنسج خيوطاً حوله، وتصل إليه بسهولة رغم عدم معرفتها بعنوانه، ويشعر بانجذاب جنسى نحوها رغم أنها تمتلك جمالاً هادئاً وطفولياً «!!»، عندما يلتقيان فى غرفة بفندق، يقتحم المكان المجرم «شيمى» (محمد لطفى) وأحد زملائه، يضربونه ويصورونه رغم أنه لم يفعل أى شىء بعد «!!»، وتبدأ مع ذلك لعبة ابتزاز عجيبة حيث يخاف «طارق» على سُمعته وأسرته، كما أنه يحتاج النقود التى يحصل عليها «شيمى» من أجل اجراء العملية، نظل ندور فى هذه اللعبة، كما تتكرر مشاهد تحذير الطبيب بضرورة إجراء العملية فى أقرب وقت، تلجأ «هند» لمنزل صديقة لها، لتكتشف أن زوج الصديقة يريد أيضاً أن يقضى مع «هند» أوقاتا مُحرّمة والعياذ بالله، ويلجأ «طارق» إلى صديقه فى العمل «أشرف مصيلحى» الذى يُقتل أمام عينيه فى رحلة ساذجة للهجوم على «شيمى الشرير»، وفى النهاية يكتشف «طارق» أنه كان ضحية عصابة مكونة من صديقه فى العمل وشيمى وهند من أجل ابتزازه والحصول على النقود فيقوم بقتل الجميع، وتسامحه زوجته رغم اعترافه لها بشروعه فى الخيانة لأن «اللى بيحب لازم ولابد يسامح»!. تسرع «أحمد البيه» فى كشف أطراف المؤامرة، وكان يمكن أن يكتفى بظهور «هند» مع «شيمى» فى الفندق، كما أنه لم يبرر لماذا اعترف «طارق» لزوجته رغم أنه صمت طوال الفيلم حفاظاً على أسرته الصغيرة، لم نقتنع كذلك أن يسقط «طارق» بسهولة فى حبائل «هند» رغم حبه وشغفه بزوجته الجميلة والرقيقة، ورغم انشغاله الشديد بموضوع طفلته المريضة، ولم يكن هناك مُبرر كاف لخيانة الصديق «أشرف مصيلحى» ولا لاستسلامه بعد انكشاف أمره، فى الفيلم صورة جيدة د. «رمسيس مرزوق» وموسيقى لافته ل إسلام صبرى، أما أداء الممثلين فهو متوسط عموماً مع ظهور «محمد لطفى» بباروكة غريبة ومضحكة وكأنه «عادل أدهم» الجديد، ولم تبق فى الذاكرة سوى أغنية لمصطفى قمر فى عيد ميلاد ابنته تُظهر فيها شخصيات كارتونية شهيرة!.