أعربت السفيرة الأمريكيةبالقاهرة «آن باترسون» عن اعتقادها بأن إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما لفترة رئاسية جديدة سيكون له آثار إيجابية على العلاقات المصرية الأمريكية، ولكنها أشارت فى الوقت نفسه إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية مبنية فى الأساس على الدعم الأمريكى لمصر بغض النظر عن الحزب الفائز بالانتخابات. وحول إذا ما كانت تتوقع تغييرا فى سياسة أمريكا تجاه مصر بعد إعلان فوز أوباما، قالت باترسون: «إن هناك عددا من الموضوعات مثل المساعدات والتجارة يجب أن نعمل بشأنها». وأوضحت السفيرة أن أوباما ملتزم للغاية بالحفاظ على العلاقات المصرية الأمريكية، والتى هى فى الأساس علاقات بين الشعبين المصرى والأمريكى مشيرة إلى أن هذه العلاقات هى ما سيقود قاطرة التعاون فى الفترة القادمة. جاء ذلك خلال المؤتمر الذى عقدته السفارة الأمريكية الأربعاء الماضى بأحد فنادق القاهرة لإعلان نتيجة التصويت فى الانتخابات الأمريكية. من جانبه قال السفير طاهر فرحات مساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكتين:«إننا واثقون أن العلاقات المصرية الأمريكية ستشهد مزيدا من التطوير والنجاح وتواصل البناء»، متطلعاً لمزيد من تواصل الجهود المصرية الأمريكية لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط. ومن جهته، أكد د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن إدارة الرئيس أوباما بعد نجاحه لفترة رئاسية جديدة سوف تتجاوز تداعيات الانتقادات اللاذعة التى كالتها ضدها دوائر عديدة داخل الولاياتالمتحدة وخارجها،? ?على خلفية ما اعتبروه مساندة من قبل الإدارة الديمقراطية للثورات العربية،? ?وتقبلا من جانبها لصعود التيارات الإسلامية إلى سدة السلطة فى بلدان الربيع العربى على أنقاض أنظمة الحكم التقليدية التى ظلت موالية لواشنطن طيلة عقود. ? ? وأضاف أنه بعد فوز أوباما بفترة رئاسية ثانية تقع على الإدارة الأمريكية مسئولية تجاه نشر الديمقراطية عالميا وخاصة فى دول الربيع العربى. وأشار د. نهاد عوض عضو مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» إلى أن الرئيس الأمريكى بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقه حيال الدول العربية?،? ?حيث ?أن التحول الديمقراطى فى دول ما? ?يسمى بالربيع العربى مهدد بسبب? ?غياب الإصلاح المؤسسى،? ?وعجز الأنظمة الجديدة عن إعادة الأمن والاستقرار، وذلك حتى لا ?يبدو أن إدارة أوباما قد أخطأت فى تقدير قدرة التيارات الإسلامية على إدارة البلاد التى تبوأت السلطة فيها،? ?وقدرتها على فرض الاستقرار والأمن فى ربوعها،? ?فضلا عن عجز بلدان كاليمن وليبيا عن إعادة بناء مؤسساتها العسكرية،? ?بالتوازى ?مع صعود الاحتجاجات الاجتماعية،? ?على خلفية? «?وعود وهمية?» ?بالانتعاش والرخاء،? ?علاوة على استمرار بعض القيود على الحريات العامة،? ?خصوصا تلك المتعلقة بالمرأة?. ? ويرى د. عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الرئيس أوباما استحق النجاح بجدارة لأنه يتمتع بمصداقية كبيرة فى خطابه السياسى وعلى أرض الواقع. وطالب الأشعل أوباما بتحويل خطابه السياسى لبرنامج عملى فيما يخص المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الجميع ينتظر منه إنصاف الحق والعدل. كما طالب الأشعل الإدارة الديمقراطية بالتوقف عن سياستها السابقة ومراجعة حساباتها فيما? ?يخص التعاطى مع رياح التغيير التى تجتاح المنطقة. وطالب أيضاً أوباما بمراجعة مواقفه إزاء ما? ?يجرى فى سوريا،? ?بعد الاعتداءات التى تعرضت لها السفارات الأمريكية بالمنطقة،? ?مخافة أن? ?يفضى سقوط النظام الأسدى إلى اتساع رقعة التربة العربية الخصبة المواتية لنمو التطرف والعداء لواشنطن ومصالحها وحلفائها?. وأكد أنه لابد للرئيس أوباما من الاستمرار فى دعم التحول الديمقراطى بدول الربيع العربى،? ?مشيرا إلى أن تكلفة تراجع واشنطن عن دعم هذا التحول ربما تكون أعلى بكثير من مضيها قدما فى هذا الدرب?. ?ذلك أن أى تراجع فى هذه المرحلة الانتقالية الحرجة من الحراك الشعبى العربى قد? ?يستتبع تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار المنطقة،? ?ينعكس سلبا على المصالح الأمريكية فيها?.?