صلى . صلى . صلى. واللى مايصلى. أبوه أرملى. .. كلنا نتذكر هذا المدخل فى الأغنية الشعبية الشهيرة التى نغنيها فى مناسبات أفراحنا. وكلنا نذكر كيف ينتقل الغناء من «هذه اللحظة» الداعية إلى الصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) بروحانيتها إلى الغناء الحسى فى نفس الأغنية. عندما نبدأ بالغناء «ادحرج واجرى يارمان.. وتعالى على حجرى يا رمان.. أنا حجارى حنين يا رمان.. ياخدك ويميل يا رمان». .. هذا المزج بين الحسى والروحى فى إبداع الخيال الشعبى لفنونه ثابت فى كل الفنون عند ولاد البلد ولا يشعر المبدع الشعبى ولا جمهوره بأى تعارض بين الروحى والحسى فيما يقول ولا يلحظوا ولا يلحظ متابعهم «من جماهير مختلفة عنهم فى البيئة والثقافة، أى تضاد يؤثر على صفاء العملية الفنية». أو يحمل رصيداً سالبا لمصداقية ما يقال «فنيا» أو أى إساءة تنتقص من تقديرنا الروحى فى حياتنا أو تقلل من احترامنا للحسى. وللحظة التى يعكسها الفنان فى حياة الفرد الحسية. .. الفتاة فى المجموعات الممارسة للفنون فى الشوارع والحوارى. قبل أن تضع الجاز فى فمها وتخرجه صاروخ لهب أو تغرز الأسياخ فى جسدها أو تنام على المسامير تقول للجمهور «موسى نبى وعيسى نبى ومحمد نبى وكل من ليه نبى يصلى عليه». وحكايات الجدات والأمهات للصغار تبدأ ب «كان ياما كان، ولايحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام، وعمرنا ما شعرنا بنتاقض بين «هذه اللحظة الروحية فى حكيهم» مع ما يمكن أن يأتى من تفاصيل مرعبة أو حسية جداً فى حكاياتهم. .. حتى فى فن «الفصال» فىأسواقنا، لحظة روحية عندما يقول لك البائع.. صلى على النبى ثم يفاوضك.