أكد معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندي أن السياحة المصرية لم تصل إلى المكانة التى تستحقها رغم ما تملكه مصر من إمكانيات كثيرة من عوامل الجذب السياحى والتى تميزها عن باقى الدول الأخرى. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها مجلس الأعمال المصرى الكندى والذى ناقش خلالها «مستقبل السياحة فى مصر بين التيار الدينى والواقع الاقتصادى». بحضور هشام زعزوع وزير السياحة وإلهامى الزيات رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية ومحافظى الاقصر والغربية والسفير الروسى بالقاهرة، وأشار رسلان أن السياحة المصرية واجهت تحديات كبرى عقب اندلاع ثورة 25 يناير، أهمها كيفية إعادة الأمن والانضباط إلى الشارع ووقف حالات اختطاف السائحين، بالإضافة إلى المخاوف من فرض قيود جديدة على القطاع طبقا لفكر وأسلوب نظام الحكم الجديد، ما يتطلب تحديد وجهة نظر الحزب الحاكم تجاه السياحة الشاطئية وغيرها من أنماط سياحية أخرى والتى تتعارض مع وجهة نظر التيار الإسلامى. وأضاف رسلان أن السياحة هى محرك دائم للاقتصاد ويحتاج لاهتمام من جانب الدولة، كما وجه رسلان عدة استفسارات للوزير حول مستقبل السياحة ورؤية الدولة حول الاستثمارات السياحية وأساليب التنشيط والخدمات المقدمة للسائح الأجنبى، وطرح الأجندة المصرية حول السياحة على القائمين على القطاع لطمأنة العاملين به والمستثمرين فيه. وقال زعزوع عملت 30 عاما فى السياحة، وعاصرت الكثير من الظواهر السلبية منها الهجمات الإرهابية والأزمات الاقتصادية، لكن الأزمة التى نمر بها عقب الثورة هى صعبة جدا ولاتزال آثارها السلبية متواجدة، والإعلام الدولى يتناول الأزمة بشكل مبالغ فيه ويركز على ميدان التحرير وكأن مصر كلها هى الميدان فقط، وأضاف الوزير أنه فى عام 2010 زار مصر 14,7 مليون سائح بدخل 12 مليار دولار، أما بعد الثورة وتحذيرات السفارات لرعايها خاصة روسيا التى تعد أكثر الدول المصدرة للسياحة الى مصر فقد ألقت بظلالها على الحركة السياحية التى تراجعت بشكل غير مسبوق لتحقق انخفاضا عن عام الذروة بلغ 8,8 مليار دولار، فيما بدأت تعود لمعدلاتها نسبيا فى النصف الثانى من عام 2012. وقال الوزير إن السياحة صناعة تتميز بانها وسيلة للصرف المباشر يشعر بها الاقتصاد سريعا وتنعش خزينة الدولة بمجرد زيادة عدد الأفواج القادمة من الخارج لذا فمصر تهتم كثيرا بالسياحة ولن تسمح بتغيير شكلها، مضيفا أن هناك بوادر امل لمستقبل السياحة بزيادة 20% فى الايرادات خلال العام الحالى مقارنة بالعام الماضى، مشيرا إلى أن الوزارة أعدت خطة للنهوض بالقطاع فى غضون 8 أعوام على أن تحصد نتائجها عام 2020 بإيرادات 25 مليار دولار، وأكد الوزير على أن دعم الطيران العارض «الشارتر» يعد جزءا مهما من خطة الوزارة. فيما انتقد إلهامى الزيات رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية ضعف البنية التحتية فى مصر التى تسهل حركة التنقلات وإنشاء المبانى الفندقية والسياحية وفتح أماكن جديدة للاستثمار قائلا إن دعم البنية التحتية فى الطرق سوف يوفر على مصر الكثير من مصاريف دعم الطيران الداخلى، مشيرا إلى أن السياحة العلاجية وبعض المنتجات الأخرى التى تدعو إليها بعض التيارات هى شريحة ضيقة لا تقوم عليها صناعة السياحة فهى لا تمثل أكثر من 9% من حجم المنتج السياحى.