رحل عن عالمنا الأسبوع الماضى نجم جديد من نجوم زمن الفن الجميل، وهو الدنجوان أحمد رمزي، بعد أن أوصى بدفن جثته فى الساحل الشمالي، حيث عاش سنواته الأخيرة فى صمت وهدوء، بعيداً عن الأضواء وصخب القاهرة، رافضاً كل العروض التى قدمت له لتقديم قصة حياته وذكرياته مع السينما ونجومها فى برنامج تليفزيونى أو مسلسل، مفضلاً الاحتفاظ بها لنفسه ولأصدقائه المقربين.. وولد رمزى محمود بيومى، لأب طبيب مصرى وأم إسكتلندية، درس فى مدرسة الأورمان، ثم مدرسة فيكتوريا والتحق بكلية التجارة، ولم يستكمل تعليمه بعد أن اكتشفته السينما، مارس الرياضة، وأدى دور الشاب الخفيف الظل الشقى، ربطته صداقة قوية بكل من عمر الشريف وعبدالحليم حافظ، حاول أن يجرب حظه فى السينما العالمية، لكن التجربة لم تكتمل، اعتزل السينما لسنوات طويلة، تزوج ثلاث مرات، الأولى عام 1985 من عطية الدرمللى، وأنجب منها بنتين وولداً، والثانية من الفنانة نجوى فؤاد، ثم من السيدة نيكول، عمل فى مسلسل وجه القمر عام 2000. وهو واحد من الممثلين المهمين جداً فى السينما، رغم الأدوار الخفيفة التى قام بها أحياناً، فهو يؤدى بلا تكلف، ويمكن مشاهدته بقوة فى أفلام مثل بنات اليوم، و3 نساء، وحب إلى الأبد.. وقال الناقد الفنى طارق الشناوي، إن الفنان أحمد رمزى هو ابن من أبناء الخمسينات، والتى تعتبر نقطة مهمة فى تحديد أداء الفنان بشكل عام. وأوضح أن أداء رمزى يتميز بالتلقائية الشديدة أمام الكاميرا، وكان من أوائل الفنانين الذين ساهموا فى خلق وتطوير هذه النوعية من الأداء التلقائى. وأرجع الشناوى قلة أدوار أحمد رمزى فى نهاية السبعينات إلى أن السينما آنذاك لم تكن متوافقة مع طبيعة أدائه. وأشار إلى أن أسلوب حياة الفنان الراحل اتسم بالعاطفية ولم يكن لدية أى تخطيط عقلانى فى حياته، حيث كان يفتح صدره فى الحياة كما كان يفعل ذلك فى الأفلام، وبرهن الشناوى على رؤيته قائلا «الدليل على ذلك أن رمزى لم يتجه للإنتاج كما اتجه غيره من الفنانين أمثال كمال الشناوى وفريد شوقى، رغم أنه كان يستطيع إنتاج أفلام تتفق مع أسلوب أدائه. أما الفنان سعيد صالح فقال إن أحمد رمزى طفرة من الطفرات التى لن تتكرر فى تاريخ السينما المصرية. وأضاف أن تجربة رمزى العظيمة فى السينما ساهمت فى إثرائها؟، مشيرا إلى أن «رمزي» كان شخصية محبوبة من الجميع ولم يكن له أى عداءات فى الوسط الفني، وكان يقدم فنا خاصاً وعظيماً. وقالت الفنانة نيرمين الفقى إنها لا تستطيع أن تُقَيِّمَ الفنان أحمد رمزى لأنه أحد أهم أعمدة السينما المصرية، وأنه أعز من أن يتم تقييمه، واصفة «رمزى» أنه فتى السينما الأول و«جان» السينما المصرية، وكان فتى أحلام كل البنات فى ذلك الوقت. واعتبرت نيرمين أن «رمزي» لم يكن مدرسة فى الأداء التمثيلى فقط، ولكنه مدرسة فى أسلوب الحياة بشكل عام، وحول كيفية تخليد تجربة أحمد رمزى فى السينما والحفاظ عليها؟ قالت «إن رمزى صنع تاريخاً يحفظ نفسه ويخلده للأبد، كما كان لأم كلثوم وسعاد حسنى وعبد الحليم حافظ، نفس القيمة. وأكد الفنان الشاب فتحى عبدالوهاب أن السينما المصرية خسرت كثيراً بعد وفاته ، ووصفه بأنه حفر سكة لنفسه وأسلوبا فى الأداء التمثيلى لن يستطيع أحد غيره سلك هذا الطريق وأن له باعاً طويلا وعلامات فى السينما المصرية. ويرى أن تاريخ رمزى لا يحتاج أحدا للحديث عنه، واصفا الفنان بأنه كان نموذجاً للذى يجب أن يكون عليه الفنان من حيث الالتزام والتواضع واحترام المواعيد واحترام الآخرين ومساعدة الفنانين الصغار. وطالب فتحى عبدالوهاب وزارة الإعلام بإطلاق اسم الفنان الراحل على أحد شوارع القاهرة لتخليد اسم مثل هذه النماذج من الفنانين.