تؤكد الإحصائيات أن الطلاب الناجحين فى الشهادة الإعدادية يتوجه ثلثان منهم إلى التعليم الفنى أى الصناعى أو التجارى أو الزراعى، أى يتخرج كل عام حوالى مليون طالب من الثانوى الفنى أى مليون عاطل يضافون إلى طابور المتعطلين عن العمل، حيث وصلت نسبة البطالة فى مصر فى العام الماضى إلى 19% من فئة الشباب فى سن العمل، ورغم أن مصر فى أشد الحاجة إلى العامل الفنى المتعلم المتقن لعمله فالشعارات التى تدفع بها وزارة التربية والتعليم كل عام على مدى سنوات طويلة بتطوير وتحسين العملية التعليمية الفنية للمدارس الثانوية ما هى إلا خداع ومزايدة على الأسرة والطالب والمجتمع.. ومع بداية العام الدراسى الجديد يدق ناقوس الخطر من جديد فمشكلة المشاكل فى المدارس الفنية هى المدرس غير المؤهل لنوعية هذا التعليم وكان الأجدر أن يتم اختيار المعلمين من خريجى كليات التعليم الصناعى والزراعى والتجارى هذا بالإضافة إلى المناهج البالية والتى لم تتغير منذ السبعينيات ولم يتم حتى الآن تحديث المناهج وفقا للمتغيرات المحلية والعالمية فى النواحى الفنية حتى وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الكمبيوتر تفتقر إليها هذه المدارس هذا بالإضافة إلى عدم ممارسة الطلاب لأى أنشطة علمية فالجهد مقتصر على حفظ ما فى الكتب فقط. أين البرامج التدريبية العملية لهؤلاء الطلبة بالورش أو بالمصانع ذات الطبيعة الإنتاجية للأقسام الصناعية بالشركات والمحلات التجارية الكبرى للأقسام التجارية وبالأراضى الزراعية للأقسام الزراعية وأقترح توزيع بضعة أفدنة على شباب الخريجين من المدارس الزراعية لتعمير الصحراء.. لإكساب هؤلاء الطلبة المهارات التى يتطلبها سوق العمل.. مع الاهتمام بالتعليم الفنى النوعى حسب الإمكانيات الاقتصادية والصناعية والزراعية لكل محافظة. فالإهمال الذى طال المدارس الثانوية الفنية يؤدى إلى كارثتين الأولى خريجين غير مؤهلين لا علمياً ولا عملياً منفصلين وعاجزين عن متطلبات سوق العمل، والكارثة الثانية التأثير السلبى على الاقتصاد المصرى من عامل فاقد المهارة والإتقان فى العمل مما أفقد المنتج المصرى الجودة التنافسية ودفع ببعض أصحاب المصانع والشركات للاستعانة بعمالة من دول أخرى.. حتى أصحاب الورش الحرفية يتعاملون مع خريجى المدارس الفنية على أنه الواد بلية الجاهل بمبادئ وأصول الصنعة رغم أنه متعلم ومعه شهادة تدل على نجاحه. والمجتمع المصرى يناشد وزارة التربية والتعليم للاهتمام بهؤلاء الطلبة من خلال برامج تعليمية حديثة علمية وعملية على أرض الواقع ترتقى بقدراتهم وتساعدهم بعد انتهاء الدراسة فى الحصول على فرص عمل جيدة ومستوى معيشى معتدل بدلا من زيادة طابور العاطلين مما يدفع الشباب للحصول على مورد رزق بالانحراف والبلطجة والاتجار فى المخدرات والسلاح.