فريد زكريا.. اسم يعرفه جيدا المتابعون للشأن السياسى والدولى فى العالم، فهو من أبرز الصحفيين والإعلاميين الأمريكيين المهتمين بالشأن العربى والعلاقات الدولية والسياسة الخارجية الأمريكية. وقد أصبح زكريا حديث الصحف ووسائل الإعلام العالمية مؤخراً ليس بسبب كتاباته وتحليلاته السياسية التى تميز من خلالها أو لبرنامجه السياسى الأسبوعى الذى يتناول فيه الأحداث الجارية فى العالم، ولكن هذه المرة بسبب سقطة مهنية ارتكبها، قد تؤدى إلى نهاية مشواره الصحفى والإعلامى. فقد قام الصحفى الأمريكى الشهير «بارتكاب جريمة السرقة الأدبية» حيث اكتشف صحفيون بموقع «نيوز باسترز» الالكترونى أن مقال زكريا فى مجلة تايم والذى جاء بعنوان «قضية السيطرة على السلاح» احتوى على أجزاء حرفية من مقال أطول للبروفيسورة «جيل ليبور» فى جامعة هارفارد نشرته فى عدد 23 أبريل من مجلة «ذى نيو يوركر»، وبسرعة مذهلة تم تداول الموضوع عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى. وفى مفاجأة غير متوقعة اعترف زكريا سريعا بالسرقة قائلا: كانوا على حق.. لقد ارتكبت خطأ جسيما، مشيرا إلى أن ما حدث كان «هفوة كبيرة وأتحمل وحدى المسئولية كافة» وختم كلامه بالقول «أعتذر عن هذا الخطأ وإلى المحررين فى مجلة تايم كما أعتذر إلى قرائى». ورغم أن زكريا يعد من بين أهم الصحفيين المعروفين دوليا، فإن مجلة تايم وشبكة «سى إن إن» اللتين يعمل لديهما قررتا معاقبته على هذا الخطأ الجسيم، فقال المتحدث باسم مجلة تايم إن المجلة قبلت اعتذار زكريا، غير أنها ستعلق مقالاته لمدة شهر، والنظر خلال هذه المدة بالإجراءات الواجب اتباعها، أما شبكة «سى إن إن» والتى يقدم فيها زكريا برنامجا شهيرا باسم «جى بى إس» فقد صرحت المتحدثة باسم الشبكة الأمريكية قائلة:«لقد اطلعنا على عمود زكريا المنشور فى مجلة تايم والذى قدم اعتذاره على إثره، واتضح لنا أنه قد نشر جزءاً مختصراً على مدونة «سى إن إن» عن نفس الموضوع، وتضمنت نفس العبارات غير المنسوبة، وقد تمت إزالته من المدونة، كما أن «سى إن إن» أوقفت زكريا حتى ينتهى من مراجعة الأمر». ولم تقتصر ردود الفعل على المؤسستين اللتين يعمل بهما زكريا، إذ تعرض لانتقادات واسعة من الصحفيين والقراء أيضا، حتى أن أحد المعلقين كتب ساخرا «لم تجد غير مجلة ذى نيو يوركر لتسرق منها» فى إشارة منه لشهرة المجلة وكثرة قرائها. ويأتى هذا فى أعقاب انتقادات كانت صحيفة « بوسطن جلوب» الأمريكية قد وجهتها إلى الكاتب الأمريكى قبل فترة قصيرة وجاء فيها أنه ألقى فى العام الحالى محاضرة فى حفل تخرج فى جامعة هارفارد، وأعادها بالحرف فى حفل تخرج آخر فى جامعة ديوك. يذكر أن فريد زكريا - 48 عاما - أمريكى من أصل هندى، تخرج فى جامعتى هارفارد وييل الأمريكيتين، تولى رئاسة تحرير مجلة «فورين أفيرز» وعمره 28 عاما فقط ثم تولى نيوز ويك انترناشيونال فى الفترة من 2000 إلى 2010، وفيها كتب العديد من التقارير والمقالات المهمة أبرزها المقال الشهير «لماذا يكرهوننا» الذى نشره بعد أحداث 11 سبتمبر ، وبعدها انتقل لمجلة تايم التى يعمل بها حتى الآن، كما أنه منذ 2008 يقدم برنامجا أسبوعيا على ال «سى إن إن».