وضع الأخضر الإبراهيمى وزير الخارجية الجزائرى الأسبق والمرشح الأقوى لخلافة كوفى عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية شرطا لقبوله المهمة المستحيلة فى سوريا وهو دعم مهمته من خلال إصدار قرار يعاقب من لا يلتزم تحت الفصل السابع على غرار الدعم الذى حصل عليه جمال بن عمر مبعوث الأممالمتحدة فى اليمن– لن يحسم الإبراهيمى أمره إلا بعد ظهور مؤشرات تجعل مهمته المستحيلة بداية للحل السياسى وإعادة سوريا إلى وضعها الطبيعى دولة ومؤسسات بعد وقف أصوات المدافع والطائرات والصواريخ التى دفنت وطنا تحت الأرض وأنهت صموده كدولة من دول المواجهة. وقد يؤشر اختيار الأخضر الإبراهيمى المعروف كرجل للمهمات الصعبة لإنفراج الأزمة والابتعاد عن الحل العسكرى كخيار وحيد بعد رفض النظام السورى الحلول والقرارات العربية والدولية. لكن الإعلان الرسمى عن ذلك مرتبط بالموافقة النهائية للدبلوماسى الجزائرى المخضرم صاحب الباع الطويل فى المهمات المعقدة من لبنان وهايتى وجنوب أفريقيا وصولا إلى أفغانستان والعراق، وهو شخص حازم يعرف ماذا يريد. ويعد اختيار الإبراهيمى لخلافة أنان فى سوريا، مهمة إضافية شديدة التعقيد للدبلوماسى المخضرم البالغ من العمر 78 عاما والذى يعود إلى الساحة الدولية كلما ساد الاعتقاد أنه تقاعد. الإبراهيمى بدأ عمله رسميا مع الأممالمتحدة عام 1993 مع تعيينه ممثلا خاصا إلى جنوب أفريقيا حتى شهر يونيو 1994 مسئولا عن بعثة المراقبين التى أشرفت على أول انتخابات ديمقراطية بعد القضاء على نظام التمييز العنصرى والتى أفضت إلى تولى نلسون مانديلا الحكم. وبعد جنوب أفريقيا اختير الإبراهيمى مبعوثا خاصا إلى هايتى (1994-1996). كما تولى مهمات خاصة حملته إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) واليمن وليبيريا ونيجيريا والسودان.كما عمل الإبراهيمى فى أفغانستان على مرحلتين، الأولى فى عام 1997 واستمرت لمدة عامين أما المرحلة الثانية الأكثر تعقيدا فتلت اجتياح البلاد بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وسقوط نظام حركة طالبان الإسلامية. واستمرت جهوده السياسية والإنسانية لإعادة الإعمار التى قامت بها الأممالمتحدة فى هذا البلد. كما اسند للإبراهيمى مهمة مراجعة عمليات حفظ السلام فى العالم انطلاقا من كونه مساعد الأمين العام للمهمات الخاصة. وترأس الدبلوماسى الجزائرى لجنة مستقلة اعدت عام 2000 «تقرير الإبراهيمي» الذى فند نقاط ضعف نظام حفظ السلام فى العالم ورفع توصيات لتطويره على المستويات السياسية والعملية والتنظيمية. وبعد تعيينه مطلع 2004 مستشارا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة مكلفا خصوصا تفادى النزاعات والعمل على حلها، اختير مبعوثا خاصا لكوفى عنان إلى العراق فى الفترة الانتقالية التى تلت اجتياح عام 2003. ونسب إليه خلال مهمته العراقية انتقاده التعامل الأمريكى مع مرحلة ما بعد الرئيس السابق صدام حسين، ولا سيما ما عرف بقانون «اجتثاث البعث». أما المهمة الأحدث التى أوكلتها إليه الأممالمتحدة فكانت رئاسة فريق للخبراء عام 2008، كلف اصدار توصيات لتحسين أمن موظفى المنظمة الدولية فى العالم. وشغل الإبراهيمى منصب وزير الخارجية فى بلاده بين العامين 1991 و1993.