بات اسم الاخضر الابراهيمي والمهمات الاممية الشائكة في العالم متلازمين، مع اختيار المنظمة الدولية وزير الخارجية الجزائري الاسبق لخلافة كوفي انان كمبعوث الى سوريا. وكان انان اعلن استقالته بسبب نقص الدعم الدولي لجهوده في انهاء النزاع المستمر في سوريا منذ 17 شهرا، والذي يقول المعارضون انه ادى الى مقتل اكثر من 20 الف شخص. وسيستمر الامين العام السابق للامم المتحدة في منصبه رسميا حتى 31 من الشهر الجاري. لكن الاعلان الرسمي عن ذلك مرتبط بالموافقة النهائية للدبلوماسي الجزائري المخضرم صاحب الباع الطويل في المهمات المعقدة من لبنان وهايتي وجنوب افريقيا وصولا الى افغانستان والعراق، وهو شخصا حازما يعرف ماذا يريد. ويعد اختيار الابراهيمي لخلافة انان في سوريا، مهمة اضافية شديدة التعقيد للدبلوماسي المخضرم البالغ من العمر 78 عاما والذي يعود الى الساحة الدولية كلما ساد الاعتقاد انه تقاعد. واستقال انان من مهمته كمبعوث للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا، منتقدا عدم تمتع مهمته بدعم دولي كاف. وبدأ الابراهيمي عمله رسميا مع الاممالمتحدة عام 1993 مع تعيينه ممثلا خاصا الى جنوب افريقيا (حتى حزيران/يونيو 1994) مسؤولا عن بعثة المراقبين التي اشرفت على اول انتخابات ديموقراطية بعد القضاء على نظام التمييز العنصري والتي افضت الى تولي نلسون مانديلا الحكم. وبعد جنوب افريقيا اختير الابراهيمي مبعوثا خاصا الى هايتي (1994-1996). كما تولى مهمات خاصة حملته الى جمهورية الكونغو الديموقراطية (زائير سابقا) واليمن وليبيريا ونيجيريا والسودان. خبر الابراهيمي افغانستان على مرحلتين، الاولى بين تموز/يوليو 1997 وتشرين الاول/اكتوبر 1999 حين كان مبعوثا خاصا للامين العام للامم المتحدة. اما المرحلة الثانية الاكثر تعقيدا فتلت اجتياح البلاد بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر 2001 وسقوط نظام حركة طالبان الاسلامية. وتمتع الابراهيمي بين تشرين الاول/اكتوبر 2001 وكانون الاول/ديسمبر 2004 بسلطة تامة على الجهود السياسية والانسانية واعادة الاعمار التي قامت بها الاممالمتحدة في هذا البلد. وخلال الاجتماعات التي عقدها مجلس الامن حول افغانستان، شرح الابراهيمي وبشكل حازم، محدودية تحرك الاممالمتحدة. وبين مهمتيه الافغانيتين، اوكلت الى الابراهيمي مراجعة عمليات حفظ السلام في العالم انطلاقا من كونه مساعد الامين العام للمهمات الخاصة. وترأس الدبلوماسي الجزائري لجنة مستقلة اعدت عام 2000 "تقرير الابراهيمي" الذي فند نقاط ضعف نظام حفظ السلام في العالم ورفع توصيات لتطويره على المستويات السياسية والعملية والتنظيمية. وبعد تعيينه مطلع 2004 مستشارا خاصا للامين العام للامم المتحدة مكلفا خصوصا تفادي النزاعات والعمل على حلها، اختير مبعوثا خاصا لأنان الى العراق في الفترة الانتقالية التي تلت اجتياح عام 2003. ونسب اليه خلال مهمته العراقية انتقاده التعامل الاميركي مع مرحلة ما بعد الرئيس السابق صدام حسين، ولا سيما ما عرف بقانون "اجتثاث البعث". اما المهمة الاحدث التي اوكلتها اليه الاممالمتحدة فكانت رئاسة فريق للخبراء عام 2008، كلف اصدار توصيات لتحسين امن موظفي المنظمة الدولية في العالم. وتعود اتصالات الابراهيمي مع الاممالمتحدة الى فترة ما بين العامين 1956 و1961 عندما كان مقيما في جاكرتا كممثل لجبهة التحرير الوطني الجزائرية في جنوب شرق آسيا. وشغل الابراهيمي منصب وزير الخارجية في بلاده بين العامين 1991 و1993. وبين العامين 1984 و1991، كان الامين العام المساعد للجامعة العربية، وهو الدور الذي حمله بين 1989 و1991 الى لبنان كمبعوث خاص للجنة الثلاثية التي سعت الى وضع حد للحرب الاهلية. كما كان سفير بلاده لدى القاهرة والخرطوم بين عامي 1963 و1970 ولدى بريطانيا بين عامي 1971 و1979، وسفيرا دائما في جامعة الدول العربية بين العامين 1963 و1970. وعمل الابراهيمي مستشارا دبلوماسيا للرئيس الجزائري الاسبق الشاذلي بن جديد بين عامي 1982 و1984. ويتقن الابراهيمي العربية والفرنسية والانكليزية ويعيش في باريس عندما لا يكون في جولة لحساب الاممالمتحدة. وهو متزوج واب لثلاثة اولاد، بينهم ريم زوجة الامير علي بن الحسين الأخ غير الشقيق للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. وكان الامير علي تزوج في ايلول/سبتمبر من عام 2004، ريم الابراهيمي الصحافية السابقة في ال"سي ان ان"، والتي منحت لاحقا لقب أميرة.