فى الوقت الذى يواصل فيه المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية «ميت رومنى» زيارته لإسرائيل فى محاولة منه لاجتذاب الأصوات اليهودية، يقدم على خطوة ذات دلالة سياسية ودينية بزيارة حائط المبكى «البراق» ويتعهد بحماية إسرائيل يعتبر القدس عاصمتها التى سينتقل إليها السفارة الأمريكية فى حال فوزه! وكان رومنى قد حظى باستقبال بارد فى بريطانيا بعدما أبدى تشممه فى قدرة البريطانيين على إخراج دورة أوليمبية ناجحة، وهو ما دفع رئيس الوزراء البريطانى «دافيد كاميرون» إلى الرد عليه بطريقته وعدم استقباله أمام البوابة الشهيرة فى 10 دوانبخ ستريت والاكتفاء بمقابلته فى مكتبه. والحقيقة أن رحلة رومنى لبريطانيا وإسرائيل ثم بولندا تستهدف تحسين صورته كسياسى ورجل دولة كما تستهدف الاستفادة من انعقاد الدورة الأوليمبية إعلامياً بوصفه الرجل الذى أنقذ بمواهبه الإدارية قبل ما يقرب من عشر سنوات دورة الألعاب الشتوية التى أقيمت فى سولت ليك سيتى بالولايات المتحدة. لكن النجاح الذى حققه قبل عشر سنوات تسبب فى توريطه فى بريطانيا، ففى مقابلة له مع شبكة تليفزيون NBC حول المصاعب التى تواجهها بريطانيا فى عملية تنظيم دورة الألعاب، وبصفة خاصة فيما يتعلق بتجهيز رجال الأمن وفتح ممرات للحركة المرورية، قال رومنى: من الصعب جداً معرفة كيف سينجح ذلك كله، هناك بعض الأمور تثير المخاوف مثل شركة الأمن الخاصة التى لا تمتلك ما يكفى لسد الحاجة الأمنية، والإضراب المخطط لموظفى الهجرة والجمارك، وهذه أمور غير مشجعة بالتأكيد. شعر البريطانيون بالإهانة ومعهم الحق فى ذلك. فقد بدا رومنى كمن يشكك فى قدراتهم على استضافة دورة الألعاب. وعندما سئل كاميرون عن ذلك فى صباح اليوم التالى، رد الصاع صاعين، وقال: نحن نستضيف الدورة الأوليمبية فى واحدة من أصخب وأنشط مدن العالم. وبالطبع كان من السهل جداً إقامة الدورة الأوليمبية وسط أى مكان. بمعنى آخر، كان من السهل على رومنى عمل ذلك فى قلب الصحراء بولاية يوتا، لكنه لا يستطيع عمل أكثر من ذلك. وقد انعكس هذا الأمر على لقاء رومنى وكاميرون. فعلى الرغم من تلميحات سابقة إلى أن كاميرون سوف يستقبل رومنى عند مدخل منزله، إلا أن رئيس الوزراء البريطانى لم يكن بانتظار المرشح الرئاسى الأمريكى عند الباب. وألتقطت الصور لهما فى الداخل بعد ذلك، لكن رومنى فى هذه المرة حرص على إظهار إعجابه وحماسه بأوليمبياد لندن 2012 وقال للمراسلين عقب اللقاء: أتوقع أن تكون الدورة ناجحة للغاية، بل إنه اعترف أيضاً بأنه وقع فى عدة أخطاء عندما قام بإدارة أوليمبياد سولت ليك سيتى. ولم تكن المقابلة الصحفية حول الأوليمبياد هى زلة اللسان الوحيدة لرومنى فى لندن، فالبريطانيون تعجبوا من أنه خلال لقائه مع رئيس حزب العمال «إيد ميليباند» أطلق عليه رومنى «السيد الزعيم». وبعد لقائه مع كاميرون قال رومنى للمراسلين بأنه وميليباند تباحثا فى الموضوعات الأمنية والوضع فى الشرق الأوسط، وأنه تقابل أيضاً مع رئيس المخابرات البريطانية (MI5) جون سافرس، وهو ما اعتبره البريطانيون خرقا للبروتوكول لأن السياسيين لايتحدثون علانية عن لقاءاتهم مع قادة الأمن والمخابرات.